مصادر وصور أقمار صناعية: بدء الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي وتوقف أول توربين | خاص
كشفت مصادر وصور أقمار صناعية بدء إثيوبيا فعليا في الملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي في خطوة أحادية جديدة رغم الرفض المصري السوداني لهذه الإجراءات الانفرادية.
وأوضحت المصادر لـ القاهرة 24، أن إثيوبيا بدأت في حجز المياه فعليا أمام سد النهضة الإثيوبي ببحيرة السد، مشيرة إلى توقف أول توربين منخفض مع استمرار تشغيل ممري الاستخدامات، لمرور المياه منهما نحو مصر والسودان.
وأكدت المصادر استمرار ارتفاع منسوب بحيرة سد النهضة بصورة ملحوظة، خاصة مع تزايد معدلات الأمطار تزامنا مع بدء موسم فيضان النيل.
وحسب الباحث المتخصص في سد النهضة الإثيوبي هاني إبراهيم فإن المقارنات بين صور للقمر الاصطناعي سينتينل 2 خلال الفترة بين يومي 18 و28 يونيو بدأ ارتفاع منسوب بحيرة سد النهضة، على الرغم من استمرار تشغيل المنفذين السفليين بالسد.
وأوضح لـ القاهرة 24 أنه بالنظر إلى طبيعة تصميم السد نجد أنها تقوم على تمرير المياه خلال فترة تعلية السد من خلال المنفذين السفليين، بقدرة تصل إلى 50 مليون متر مكعب يوميا، مضيفا أنه في ضوء تراجع إيراد النيل الأزرق عن تلك الكمية يوميا خلال شهور مارس وأبريل ومايو تحديدا تتراجع سعة بحيرة سد النهضة لأن ما يتم تمريره أعلى من إيراد النهر في تلك الفترة.
وأكد إبراهيم أن ذلك ما حدث فعليا عقب تجفيف الممر الأوسط منتصف مارس الماضي، إلى أن يأتي شهر يونيو ويبدأ ارتفاع منسوب بحيرة سد النهضة مرة أخرى بسبب عدم قدرة المنفذين السفليين على تمرير القادم إلى بحيرة السد، وبالتبعية ترتفع مناسيب البحيرة إلى الحد الذي يكتمل فيه ملء السد وفق التعلية التي تتم ثم تمر المياه من الممر الأوسط.
وأضاف الباحث التخصص في سد النهضة: لعل تصريحات عديدة تخرج من إثيوبيا تدعي لأن السبب في الملء هو الأمطار الغزيرة وأنها أسهمت في ملء السد، على الرغم من أن الفيصل هو الممر الأوسط وفيما يتعلق بالأعمال بالممر الأوسط وفق الصور المتاحة ما زالت تتم تلك الأعمال.
زيادة معدلات الأمطار
وحسب الدكتور عباس شراقي، أستاذ الموارد المائية والجيولوجيا بجامعة القاهرة، فقد زادت الأمطار خلال الموسم الحالي عن المعدل في مناطق حوض النيل الإثيوبية التي يأتي منها 85% من إيراد نهر النيل، وتزداد دقة التوقعات كلما اقتربت الفترة، وبناء على ذلك تأتي توقعات يوليو أعلى من المتوسط في مناطق النيل الإثيوبية، وفى جنوب وغرب دارفور في السودان، ومتوسطة في ولايتي النيل الأزرق والقضارف.
أوضح عبر حسابه الرسمي على فيس بوك، أن بحيرة سد النهضة سوف تستعيد 2 مليار م3 تم صرفها من خلال فتحتي التصريف بمقدار حوالي 50 مليون م3/يوم على مدار الثلاثة أشهر الماضية، وذلك حتى نهاية الأسبوع الأول من يوليو، ثم يبدأ التخزين الثالث لحوالي 5 مليار م3 حتى نهاية الأسبوع الأول من أغسطس في حالة استمرار فتح فتحتي التصريف، عندها تبدأ المياه في التدفق من أعلى الممر الأوسط، وفي حالة غلقهما سوف ينتهى التخزين بنهاية يوليو، وفي جميع الأحوال فان التخزين الثالث سوف يتم أغلبه في شهر يوليو وليس أغسطس وسبتمبر كما أعلن مدير سد النهضة منذ عدة أسابيع.
وتشير الصور الفضائية إلي زيادة طفيفة في مخزون البحيرة، وكذلك زيادة كميات السحب مما أثر على وضوح الصور، مع استمرار فتحتي التصريف وتشغيل التوربين، حسب ما أكد شراقي.