البرلمان يقر بالموافقة النهائية على قانون مكافحة غسل الأموال
وافق مجلس النواب بشكل نهائي، خلال جلسته العامة اليوم، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، على مشروع تعديل قانون مُكافحة غسل الأموال، والذي سبق ووافق المجلس على مجموع مواده في جلسة سابقة.
قانون مكافحة غسل الأموال
وأكد تقرير اللجنة المشتركة، أن مشروع القانون يأتي في ضوء الالتزامات الدستورية والاتفاقيات الدولية التي تُلزم الدولة بأحكامها لمواجهة الإرهاب، بكافة صوره وأشكاله وتعقب مصادر تمويله، وفق برنامج زمني مُحدد، باعتباره تهديدًا للوطن والمواطنين مع ضمان الحقوق والحريات العامة، واتساقًا مع خُضوع جمهورية مصر العربية لعملية تقييم نظامها القانوني لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، بموجب عضويتها بمجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهي المجموعة الإقليمية المختصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأسفرت عملية التقييم عن صدور تقرير تفصيلي تضمن كافة أوجه تنفيذ المعايير الدولية، بهدف مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب وانتشار التسلح، وتم مناقشته واعتماده أثناء الاجتماع الثاني والثلاثين للمجموعة المنعقد بتاريخ 7 يونيو 2021، وذلك بحضور الدول الأعضاء ومجموعة المراقبين من دول ومنظمات دولية، وقد اشتمل التقرير على الجوانب الإيجابية في المنظومة المصرية، كما تضمّن كافة أوجه القصور والإجراءات المُوصى بها، التي يتعين استيفاؤها بتقرير المتابعة المعززة، على أن يتضمن تقرير المتابعة توضيح التعديلات التشريعية التي تم إجراؤها، لتلافي أوجه القصور الواردة بتقرير التقييم سالف الإشارة إليه.
وأضاف التقرير: تسعى الدولة جاهدة إلى تحقيق الالتزام بالمعايير الدولية المشار إليها، حتى تتمكن من الانضمام لمجموعة العمل المالي FATF (وحدة مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب)، والتي تضم في عضويتها عددًا من الدول والمنظمات الدولية، ويحقق هذا الانضمام العديد من الامتيازات للدولة، وأهمها إبراز جهودها في مجال مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بصورة أكبر، وإتاحة الفرصة للمشاركة في صياغة قرارات وسياسات مجموعة العمل المالي، والمساهمة في تعزيز وتطوير قدرات وخبرات المختصين لديها، من خلال الاطلاع المباشر على تجارب وخبرات الدول المتقدمة، والمُشاركة في المناقشات المطروحة خلال الاجتماعات العامة للمجموعة، والمشاركة في أعمال وأنشطة فرق العمل، ويتيح حُصول الدولة على مقعد بالمجموعة، وأنها ستشارك أيضًا أبرز الدول المؤثرة على مستوى العالم العضوية، ومنها الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، وأغلب دول مجموعة العشرين.
وأوضح تقرير اللجنة، أن الانضمام إلى المجموعة يُسهم في تحسين جاذبية مصر للاستثمار، فضلًا عن رغبة الدولة في مُراعاة الاعتبارات العملية التي كشف عنها تطبيق أحكام قانون غسل الأموال الصادر بالقانون رقم (80) لسنة 2002، وهو ما استوجب تعديل القانون المُشار إليه.
ويهدف مشروع القانون المعروض -أيضًا- إلى الحد من ارتكاب تلك الجرائم الخطرة، نظرًا لتأثيرها على الاقتصاد الوطني للدولة، والتي من شأنها إفساد المناخ الاستثماري، باعتبار أن هذه الأموال غير ناتجة عن نشاط اقتصادي حقيقي يعكس الحالة الاقتصادية للدولة، مما يترتب عليه من آثار سلبية أبرزها؛ أن المشروعات الاقتصادية الحقيقية ذات المصادر المشروعة، لا يمكنها الصمود في مُواجهة المشروعات الأخرى ذات المصادر غير المشروعة، التي تحصل على أموال وفيرة وبسهولة.