الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

من برة السين

الإثنين 11/يوليو/2022 - 11:25 م

قبل فترة الحجر الصحي في مرسى علم عندما عدت بعد تفشي الوباء الآخير حول العالم، كانت كل معرفتي وكل معلوماتي حول الـ راب، أنه نوع من أنواع الغناء يعتمد على سرد شيء معين أو توجيه رسائل معينة.


وربما كان من أشهر تلك الأغاني أو التراكات -كما يطلق عليها كل محبو هذا النوع وفنانيه-  التي كنت أسمعها حينما كنت صغيرا عندما بدأ الفنان أحمد مكي في تقديم هذا النوع من الأغاني، وكان يحمل الكثير من الرسائل الإيجابية طوال الوقت.


بل ربما تكون تلك هي النوع الوحيد حتى الآن المحبب بالنسبة إلي، حتى بعد معرفتي ببعض من رواد هذا النوع وصرت أبحث دائما عن أغانٍ تشبه تلك الأغاني، التي بدأ في سكتها وفي نشرها مكي قديما أو حديثا، كعودته بأغنيته لابنه الذي في نظره أغلى من الياقوت، أو حتى حنينه لما تعلمه في منطقته في وقفة ناصية زمان.


ولا أنكر إن حتى لو اختلفت مع بعض الأشياء في هذا النوع من الأغاني، التي تقدم الآن فذلك هو "الرفض الصحي" الذي من خلاله ربما نأخذ منه ما يشبهنا ويشبه قيمنا، ويشبه ما تربينا عليه وما نبحث عنه لنحيا به في مجتمعنا، فليس كل ما يٌنقل كما هو يكون لائق أو يجب أن نتعامل معه بمنطق التفتح العقلي، أو بمعنى آخر حتى نظهر بمظهر الـ"Open minded".
 

 

وإلا مع الوقت ستصبح هناك ما هو أسوأ، وربما تمرر من خلاله أفكارا خطأ ربما تحتل أفكارنا وأفكار الجيل الناشيء، والأكثر متابعة لذلك النوع وهو الأطفال أو غير البالغين، والذين ربما لن يستطيعوا في ذلك العمر الصغير أن يفهموها بل والأسوأ إنها ربما إن مٌررت إلى عقولهم الآن، لن نستطيع تغييرها في المستقبل وندفع الفاتورة باهظة الثمن حينها.


منذ فترة وجدت "تراك" على يوتيوب يحمل اسم صلاة تخص المسيحيين، ولن أذكر سواء اسم الشخص أو اسم التراك حتى لا يبحث عنه أحدهم، ولكن الغريب حينما وجدت أنه حينما نشر هذا التراك كان في عمر التاسعة عشرة أي أصبح قريبًا من سن الرشد، ولكن أيضا أصبح مدركا لما يقوله ويقدمه.


ولكن خلافي معه في هذا التراك هو تعرضه لرموز كثيرة في ديانتي، من أول عنوان التراك مرورا بكلماته التي تثير حفيظتي، وربما حفيظة أي شخص يغار على دينه، أو على دين من يحيا معهم، كالذي حدث منذ عدة أشهر عندما خرج أحد المتطرفين ضد الدين الإسلامي، وقال كلاما لا يليق ولا يرقى لأية مناظرة عقلية وليست كلامية حتى.


حينها ربما كنت أنا من أوائل الناس الذي تناولوا الموضوع، وهاجموا أسلوبه السيء نتيجة حبي واحترامي لكل الأديان، ولكل إنسان على الأرض كما أوصاني الله، بأن أحب الكل كما أحبني هو، وأن أقبلهم كما يقبلني هو بطبيعتي المخطئة.


فليس من الطبيعي أن أسمع شخصا يقول: "بقلبلك الصليب تنوح"، ولكن الحقيقة يا صديقي الـ"رابر" الطبيعي أن أي إنسان مسيحي يشعر بالحزن حينما يقلب الصليب أمامه، فالصليب هو علامة النصر في إيماننا، بل وهو مصدر أماننا، وهو الذي تم من خلاله الفداء في عقيدتنا، التي كان عليك وأنت تتعلم كيف تنتج أغاني أن تعرف أن للصليب قدسية كبيرة في قلب كل مسيحي.


وأن تعرف أن هللويا التي قلتها بطريقة خاطئة معناها سبحوا لله أو هللوا لله، بمعنى أن الكلمة تدعو للتسبيح لله والذي قالها موسى النبي وشعب بني اسرائيل عندما عبرهم الله من البحر الأحمر وأغرق فرعون وجنوده، فتجد في الهوس -تسبحة- الأول، تقول كلمات ذلك الهوس: "حينئذ سبح موسى وبنو إسرائيل بهذه التسبحة للرب وقالوا، “فلنسبح للرب لأنه بالمجد قد تمجد".


فهي إذًا ليست مجالًا للاستخدام الخاطئ، سواء هي أو اسم رسول عظيم وأحد تلاميذ السيد المسيح الاثنى عشر وهو بطرس الرسول الذي زججت باسمه بعد كلمة Satan، بل ووضعت بعده اسم شخص إرهابي عانى منه العالم كله أنت والعالم كله يعرفه.


وربما آخر ما أحب أن ألفت انتباهك إليه، أن الدنيا حتى وإن صارت كلها قداسا، فلن تكون أنت أو أنا أو أي أحد لم يأخذ نعمة الكهنوت من رأس الكنيسة -السيد المسيح- أو آباءها البطاركة أو الأساقفة، فلن يمكن للبشر أن يصلوا وراءك، بل من يأخذها من نفسه أو يضع نفسه في مكانة لا تؤخذ إلا من خلال النعمة الإلهية، فهو يكون تحت الدينونة وتحت الحكم، وعليك أن تراجع سفر العدد في الكتاب المقدس الإصحاح السادس عشر، حتى تعرف ما حدث لقورح حينما قرر أن يكون كاهنا هو ومجموعة من بني لاوي، حتى "فتحت الأرض فاها وابتلعتهم وبيوتهم وكل من كان لقورح مع كل الأموال".
 

فعليك قبل أن تقدم أي فن تحت اسم، أو أي محتوى، تذكر أن للآخر أشياء مقدسة حتى وإن كنت غير مؤمنا بها، فأنت مجبرٌ على احترامها، لأنه ليس معنى الرفض هو الاحتقار أو التقليل منها، بل عامل الناس كما تحب أن يعاملوك.

تابع مواقعنا