بعد هروب رئيس سريلانكا إلى المالديف.. كيف تسبب الوضع الاقتصادي والفساد في اشتعال الاحتجاجات؟
فَرَّ الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسا، من البلاد، رفقة زوجته، وحارسه الشخصي، إلى جزر المالديف؛ في ظل الاحتجاجات العارمة التي تشهدها سريلانكا حيث يطالبه الشعب بالتنحي عن منصبه.
يأتي ذلك؛ عقب الاحتجاجات العارمة التي اجتاحت ربوع سريلانكا، نتيجة الركود الاقتصادي الذي تسبب في نقص المواد الأساسية للعيش في البلاد، فالقرارات المحلية- بما في ذلك السياسات الحكومية- هي المسؤولة إلى حد كبير عن الوضع الراهن في سريلانكا، وفقا لما أفادت به تقارير عالمية.
وأشارت التقارير العالمية، إلى أن من أسباب الأزمة أيضا؛ قرار حكومة الرئيس السريلانكي جوتابايا راجاباكسا، خفض الضرائب، ورفضها طلب المساعدة من صندوق النقد الدولي، مع تراكم الديون، وتأييد الرئيس السريلانكي حظر الأسمدة الكيماوية؛ الأمر الذي أثَّر على غلة المحاصيل، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم.
كما أن جائحة كورونا- التي ضربت العالم عام 2019- تسببت في تدمير صناعة السياحة في سريلانكا، والتي كانت تعد مصدرا رئيسيا للعملة الأجنبية الداعمة لاقتصاد الدولة.
الفساد في الطبقة الحاكمة في سريلانكا
وفقا لما أفادت به صحيفة واشنطن بوست؛ فإن الفساد والمحسوبية في سريلانكا، تسببا في تفاقم المشكلة، ففي عام 2021، أظهرت الوثائق المالية المسربة، المدرجة في أوراق باندورا، أن ابنة شقيقة الأخوين راجاباكسا، اللذان شغل أحدهما منصب رئيس الوزراء، والآخر رئيس الدولة، لها حسابات خارجية سرية تحوي ملايين الدولارات.
وأوضح نيرفيكار سينج، أستاذ الاقتصاد والخبير في شئون جنوب آسيا بجامعة كاليفورنيا، أن الحكومة السريلانكية كانت غير مسؤولة بشكل مذهل وغير كفؤ، في إدارة السياسة الاقتصادية للبلاد منذ أن تولى جوتابايا منصبه في 2019، وفقا لـ واشنطن بوست.
وفي انتفاضه شعبية؛ اقتحم آلاف المحتجين في عاصمة سريلانكا كولومبو، المقر الرسمي للرئيس، ضمن واحدة من أكبر الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
