المصريون القدماء طوال القامة.. حقيقة أم خرافة؟
يعتقد الكثيرون أن المصريين القدماء كانت أحجامهم عملاقة لضخامة المباني والمعابد والأهرامات والتماثيل التي شيدوها، فهذا ليس دليل على ضخامة أحجامهم وأطوالهم.
فمن الأدلة القاطعة المنطقية حول طبيعة أحجام المصريين القدماء، أنها كانت طبيعة مثل ما هو عليه في الوقت الحالي، الدليل الأول حجم المومياوات المعروضة بالمتاحف المختلفة للمصريين القدماء من ملوك وملكات مصر، نجد أن أطوال هذه المومياوات تتراوح ما بين 160 سم إلى 190 سم، وأن الأطوال طبيعة جدًا وليست عملاقة كما يروج البعض، ولو أخذنا عوامل التعرية والزمن أنها تنقص من أطوالهم فيوجد دليل حاسم وقاطع، وهو حجم التوابيت الموجودة والمعروضة بالمتاحف والتي يتروح أطوالها من 170 سم إلى 190 سم، وأن وصول التوابيت إلى 190 سم ليس دليلا على أن أطوال المصريين القدماء يصل إلى هذا الطول، وإنما لتسهيل عملية وضع المومياوات داخل التوابيت، وكل هذه الدلائل تثبت أن المصريين القدماء كانت أطوالهم طبيعية.
حقيقة طول المصري القديم
أما النحت المصري القديم كان مبالغًا في إظهار أشكال حُكام مصر بأحجام عملاقة، كونهم يعتقدون أن ذلك يوحي إلى القوة واعتبارهم أنصاف آلهة ومختلفون عن عامة البشر، وليس لحجم التماثيل علاقة بيولوجية، وإنما صنعت بهذا الحجم نوع من إظهار القوة والسيطرة.
من الأدلة على هذا الأمر أيضًا، الدكتور زاهي حواس أكد خلال لقاء تليفزيوني أن أطوال المصريين القدماء كانت في مُتوسط 5.6 قدم أو نحو 1.70 متر.
والدليل الثاني، أن دراسة أجريت في جامعة زيورخ بسويسرا لعالم مصريات يدعى مايكل هابيشت، تشير إلى أن الأبحاث التي أجريت على المومياوات المصرية القديمة بأن متوسط طول الرجال في هذا هذه العصور كان 170سم.
موقع life sciences الأمريكي المتخصص في الأبحاث العلمية، أشار إلى أن العلماء فحصوا هيكل عظمي تم العثور عليه في بداية عام1901 بإحدى المقابر بالقرب من بيت خلاف في صعيد مصر، وهذه الأبحاث تعود إلى الأُسرات الأولى، عام 2700 قبل الميلاد، وأكد الموقع العلمي أن الهيكل العظمي للذكور كان يصل طوله إلى 198 سم.
هل هناك علاقة بين قوم عاد والفراعنة؟
ربط الكثيرون بين قوم عاد والمصريين القدماء، والدليل من القرآن الكريم أنه لا يوجد علاقة بين قوم عاد والمصريون القدماء، قوله سبحانه وتعالى في سورة الأحقاف: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ). وأجمع العلماء على أن الأحقاف المذكورة في القرآن، جبال موجودة في الجزيرة العربية، في مدينة حضرموت باليمن، والبعثات الأثرية التي تعمل في مصر لم تكشف حتى الآن على مقابر لهياكل عظيمة ضخمة أو حتى لم تصل إلى مترين.
فكل ما يشاع ويقال إن أجساد المصريين القدماء كانت عملاقة وأطوالهم تتعدى بضعة أمتار خرافة، نكشف في القاهرة 24 عن حقيقتها، مثلما فعلنا في الكشف والبحث عن حقيقة لعنة الفراعنة والزئبق الأحمر.