يحارب التطرف بالفن الشعبي.. فنان قبطي بالمنيا يرسم على منازل الحجاج لإسعادهم
جعل ريشته سلاحًا قويًا يظهر به مدى الجمال والمحبة التي تسود بين المصريين، «لا فرق بين مسلم ومسيحي جميعنا نعيش بسلام وأمان ومحبة» تلك رسالة الفنان القبطي عماد عزيز ابن قرية الصفانية التابعة لمركز العدوة شمال محافظة المنيا، والتي أراد أن يوصلها بفنه وريشته البسيطة للعالم، فقرر إدخال السعادة والبهجة على حجاج بيت الله من المسلمين قبل عودتهم من الأراضي المقدسة، وذلك برسم رموز الحج وآياته على منازلهم، حتى يظلوا يتذكرون تلك الأيام المباركة الجميلة.
يرسم رموز الحج على جدران المنازل
يقول عماد عزيز، فنان قبطي يبلغ من العمر 45 عامًا: «هذه عادة منذ القدم اعتاد عليها الأهالي في القرى، وأنا أزين جدران وواجهات منازل الحجاج برسم رموز الحج مثل الطائرة والسفينة وآيات من القرآن الكريم عن الحج أصبحت أحفظها من كثرة تكرراها، وذلك حتى يتذكر الحاج تلك الأيام المباركة التي عاشها وتظل ذكرى مدى حياته، وذلك لأنه يهوى الرسم والفن الشعبي وخريج كلية تربية فنية».
هدفي إدخال البهجة على الحجاج
وأضاف الفنان القبطي عماد عزيز: «يشتري أهلية الحاج المستلزمات من البويات، على حسابهم الخاص، وأنا أرسم وأجمل واجهة المنازل الخاصة بالحاج، قبل عودته بأيام من الأراضي الحجازية، لإطفاء البهجة والفرحة على الحاج عقب عودته، وحتى نذكره بالرحلة العظيمة».
رسم مجاني وتحمل تكلفة الدهانات
ويؤكد «عماد» رسمه منازل بعض الحجاج غير القادرين، عقب شراء أهليتهم المستلزمات، ويمتد الأمر إلى تحملي تكلفة تلك الدهانات أحيانا. مؤكدا أنه يشعر بالسعادة عقب عودة الحاج إلى منزله والفرحة والبهجة على وجهه، وبخاصة بالرسومات التي تذكره بأداء الفريضة.
تراث شعبي
وتعتبر هذه الرسومات من التراث الشعبي القديم الذي يكاد أن يندثر، لكن أهالي القرية حريصون على استمراره وهو يشجعهم على التمسك به من خلال تطوعه في الرسم على منازلهم، مشيرًا إلى أنه يرسم على جدران المنازل منذ أكثر من 19 عاما، وأنه يحظى بمحبة جميع أهالي القرية من المسلمين.