ذاكرة الأمثال.. هدية القرفان ليمونة
تلعب الأمثال أهمية كبيرة في حياتنا، فلا يمكن اعتبار الأمثال كلمات نقولها ويمر علينا ترديدها بسهولة أو أننا نستدعيها في مواقف معينة، من أجل التسلية أو الضحك، ولكن الأمثال تزودنا بالخبرات اليومية والحياتية، فهي ذاكرة تحفظ لنا تراث الأجداد، ونأخذ منها الدروس والعبر عبر اتباع ما سار عليه أسلافنا من صواب، ونتفادى ما وقعوا فيه من أخطاء.
من الأمثلة الطريفة المتوارث قولهم: هدية القرفان ليمونة، والمقصود بالقرفان، هو المتقزز الذي لا يطيق طعامًا ولا يسيغ شرابًا، فيداوي نفسه بالليمون حتى يزول ما به، لذلك هو عندما يهادي أحدًا؛ هاداه بالليمون لظنه أن بالناس نفس ما به، ويضرب المثل في أن الهدية بحسب ما يقدرها الهادي.
أما من الأمثال التي تحمل في طياتها شيئا من العبر قولهم: هي دامت لمين يا هبيل؟، أي: الدنيا، ومعنى الهبيل والأهبل عندهم: الأبله الأحمق؛ وتفسير المثل كما يورده الكاتب الكبير أحمد تيمور باشا في كتاب الأمثال العامية: دامت الدنيا لمن حتى تدوم لك أيها الأحمق المغرور؟! ويضرب المثل للمغتر بغناه أو جاهه، وبعضهم يزيد في أوله جملة، لتوضيح معناه فيرويه: كداب اللي يقول: الدهر دام لي؛ هي دامت لمين يا هبيل؟.
هوا كل من نفخ طبخ؟
وأيضًا من الأمثال الظريفة قولهم: هوا كل من نفخ طبخ؟ أي: ليس كل من حاول أمرًا يُعَدُّ من أصحابه العارفين به، فما كل من أوقد نارًا ونفخ فيها يكون مُجِيدًا للطبخ، ومثل هذا المثل قولهم: ما كل من صف الأواني، قال: أنا حلواني، وقولهم: ما كل من ركب الحصان خيال.