رئيس علمية كورونا: البروتوكول الجديد خلال أيام وارتفاع الإصابات مفاجئ.. وتليف الرئتين بسبب الفيروس يزيد الإصابة بالسرطان | حوار
منذ أسابيع قليل ماضية شهدنا ارتفاعا في إصابات فيروس كورونا بعد تراجعها لفترة طويلة دامت لأشهر، ما دفع البعض للظن أن الجائحة قد ولّت، والمتحور الجديد أوميكرون أصبح نزلة برد أو برد مروحة بحسب ما لقبه البعض فلا داعي للكشف أو طلب العلاج، وأصبح هناك تراخٍ في الحصول على الجرعات التنشيطية؛ فكان للفيروس رأي آخر.
بعد الزيادة في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وبداية الموجة السادسة، عمدت اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا للانعقاد، وتحديث البروتوكول العلاجي للفيروس، بما يتوافق مع الضوابط العالمية، وما وصلت إليه الدراسات العلمية مؤخرا، وبخاصة أنها ركزت على أعراض ما بعد الإصابة من ذهان ووهن والتهاب مفاصل واكتئاب، كلها أمور عالجها البروتوكول العلاجي الجديد، يكشفها الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لفيروس كورونا في حوارة لـ القاهرة 24، وإلى نص الحوار..
نحن الأن بصدد تعديل جديد للبروتوكول العلاجي لفيروس كورونا.. فما التغييرات التي طرأت عليه؟
تم حذف بعض الأدوية العلاجية من البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا، وذلك لوجود بدائل أكثر فاعلية ولها أعراض جانبية أقل وتداخلاتها مع الأدوية العلاجية الأخرى لا تشكل ضرر، كما تم الاستغناء عن بعض مضادات الالتهابات وتراجع استخدام مضادات التجلط، إلى جانب اعتمادنا على أدوية أخرى بشكل أساسي في العلاج؛ نظرا لاستجابتها القوية مع المتحور الجديد.
وتم إضافة عقار باكسلوفيد للبروتوكول العلاجي، ومن المقرر توافره خلال الفترة المقبلة، كما تم إضافة المضادات المناعية والأجسام المضادة طويلة المدى، للوقاية المناعية، ورفع دور الأجسام المضادة المناعية أحادية النسيلة، وتم وضع ضوابط لاستخدام المضادات الحيوية وتقنين استخدامها، وكذلك تم تضمين منع حدوث الإصابة عدوى نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، مثل عدوى الفطر الأسود وغيرها من الفطريات، وكيفية الاكتشاف المبكر للالتهابات البكتيرية، ونوعية المضادات الحيوية للتعامل معها.
من التحديثات الجديدة أيضا في البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا، اعتبار الأشخاص الذين لم يحصلوا على اللقاح المضاد لكورونا، وكذلك الحالات التي حصلت على العلاج، لكن الحرارة استمرت عن 48 ساعة، وتسارعت ضربات القلب أكثر من 24 ساعة، وزادت في معدلات التنفس، هذه الحالات تم إدراجها ضمن عوامل الخطورة على شدة المرض، إلى جانب معاملات الخطورة في البروتوكولات السابقة، المتمثلة في الأمراض المزمنة والسمنة والعلاج الكيمائي والأورام والسن والحمل، وتأخر الحصول على العلاج يزيد من عوامل الخطورة، وهذه العوامل مع الحالات الإصابة البسيطة تصبح متوسطة، ومع الحالات المتوسطة تصبح شديدة الإصابة.
كما تضمن البروتوكول العلاجي اعتماد الكواشف والمسحات السريعة كوسيلة تشخيصية للكشف عن فيروس كورونا، ومن المقرر توافرها في الصيدليات خلال الفترة المقبلة، وهي لا تُغني عن دقة وأهمية فحص الـ PCR؛ لتأكيد الإصابة من عدمه، ولكن أهمية المسحات السريعة في إيجابية النتيجة وليس سلبيتها، فإذا كانت المسحة إيجابية فعلى الشخص التأكد بأنه مصاب بكورونا، ولكن في حال أن النتيجة سلبية، فالشخص بحاجة لإعادته مرة أخرى أو إجراء PCR، واستكمال العزل؛ لأنه يظل حالة مشتبهة بها، والاختبار السريع يمتاز بسهولة الإجراء وسرعة النتيجة، كما عمدنا على استخدام الأشعة المقطعية مع الحالات التي تعاني من ضيق في التنفس، أو نقص في الاكسجين فقط.
ما هي محددات استخدام مضادات التجلط “أدوية السيولة” في البروتوكول العلاجي الجديد؟
قل استخدام أدوية مضادات التجلط “أدوية السيولة”، مع حالات مرضية، وفي البروتوكول عمدنا إلى استخدام هذه الأدوية العلاجية بجرعات أعلى مع الحالات الخطيرة مقارنة بالحالات الإصابة شديدة الخطورة؛ لأن الأخيرة الفيروس يسبب لها معدلات نزيف عالية، وبالتالي تم تقليل استخدامها، وهذا نتيجة الأبحاث العلمية في كورونا.
هل عقار باكسلوفيد من العقارات ذات الأولوية ضمن البروتوكول العلاجي الجديد؟
عقار الباكسلوفيد ليس الخيار الأول في البروتوكول العلاجي لفيروس كورونا، نظرا لتفاعله مع كثير من الأدوية العلاجية الأخرى، لذا قبل وصفه للمريض يجب معرفة التاريخ المرضي له والأدوية العلاجية التي يتناولها، لأن من شأن زيادة فاعلية دواء أو يقلل من فاعلية آخر، فمن الممكن مثلا أن يزيد من فاعلية مضادات التجلط ما يؤدي إلى نزيف، ويقلل مضادات الصفائح.
هل من الممكن أن يؤدي كورونا لسرطان في حالات معينة من الإصابة؟
الإصابة بفيروس كورونا قد يتسبب في إحداث تليف، والتليف نتيجة استجابة مناعية قوية من الشخص تتسبب في مهاجمة الأجسام المناعية للخلايا المصابة بالمرض والخلايا السليمة، أو قد ينتج عن التأخر في الحصول على العلاج ما يسبب حدوث الالتهابات التي قد تتطور لتليف، والتليف داخل الرئتين يزيد من الإصابة بالسرطان بنسبة 14% في الرئتين.
رصدت دراسات علمية العديد من أعراض ما بعض الإصابة بكورونا.. فما هي؟ وكيف علاجها البروتوكول العلاجي؟
دائما مريض كورونا يخاف من أعراض ما بعض الإصابة بفيروس كورونا، المرض أصاب 500 مليون حول العالم، ونسبة منهم سيحدث لهم بعض الخلل، يجب الإشارة إلى أمرين، الأول استمرار أعراض ما بعض الإصابة بكورونا على مدى طويل، والثاني هي ظهور أعراض ما بعض التعافي لفترة قصيرة، وهو الشائع، ومن أبرز هذه الأعراض القصيرة بعد التعافي، الضباب الذهني، والإرهاق الشديد، والوهن، وتسارع ضربات القلب، أو آلام في المفاصل، وفقد حاسة الشم، وكلها أعراض ترتبط بالوقت وتنتهي بالوقت، لكن من المحتمل أن تمثل خطورة على المريض، وذلك وفقا لشدة الإصابة، والعلاج الدوائي من قبل الطبيب المتخصص لعلاجها.
وكان من ضمن أعراض ما بعض الإصابة بكورونا التليف الشديد للرئتين، ومن المتوقع أن تقل هذه النسبة مع متحور أوميكرون لعدم إصابته الرئتين، ويجب التأكيد على أن الأعراض المشار إليها أقل ظهورا في الفئات المطعمة بلقاح فيروس كورونا، ولها ارتباط كذلك بفترة العلاج من تاريخ الإصابة، فكلما تأخر الحصول على العلاج ظهرت هذه الأعراض بشكل أكثر، والبروتوكول تضمن طرق التشخيص والتعرف عليها وطرق علاجها حال استمرارها بالاستعانة بالمتخصصين.
خلال الجائحة كان هناك إفراط في استخدام المضادات الحيوية رغم أنه لا يعالج الفيروس.. فلماذا تضمنها البروتوكول العلاجي؟
استخدام المضادات الحيوية في البروتوكول العلاجي لحالات معينة الغرض منها تحفيز الجهاز المناعي، في البروتوكول الجديد تم ضبطها وتقنين استخدامها، لأن الإفراط فيها خلال فترة الجائحة، جعلتنا على أعتاب مشكلة طبية كبري، وما نطالب به تشريع عاجل لإلزام صرف المضادات الحيوية من المتخصصين وبروشته طبية مختومة.
هل للتغيرات المناخية وفصول السنة تأثير على ارتفاع إصابات فيروس كورونا؟
زيادة أي فيروس تشمل عدة عوامل، منها عوامل مناخية وما يتبعها من تغيرات في الجو يتبعه زيادة في الفيروسات، وأخرى تغير الفيروس وتحوره وقدرته على الانتشار، الفيروسات في فصلي الشتاء والخريف معدلات الانتشار فيها تصبح أعلى، ولم نكن نتوقع هذه الزيادة في الإصابات، لكن المتهم الأساسي في هذه الزيادة هو التحور الحادث في فيروس كورونا، والذي أسهم في زيادة قدرته على التكاثر وسرعته على الانتشار، ويجب التأكيد على أن تحور كورونا أدى لضعف الفيروس، وكذلك المناعة التي اكتسبها الأشخاص عن طريق الإصابة أو اللقاحات أسهمت في إضعافه كذلك.
هل هناك اختلاف بين الارتفاع الحالي في إصابات كورونا مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي؟
ارتفاع الإصابات الحالي أعلى بكثير مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، ويرجع إلى المتحور الحالي أوميكرون، لكن شدة الإصابة لا تقارن، فنحن في رفاهية من عدم وجود حالات إصابة شديدة، ودخول للمستشفيات، وعدم تكدس في الطوارئ، ولا يوجد استخدام لأجهزة التنفس بشكل كبير، ولا توجد نسبة وفيات، وبالتالي المؤسسة الصحية في الفترة الحالية غير مرهقة بأعداد حالات شديدة.
ما هي ملامح الموجة الحالية من فيروس كورونا وأعراضها؟
ارتفاع في أعداد الإصابات، وإصابة في الجهاز التنفسي العلوي وارتفاع في درجة الحرارة يستمر لمدة 24 ساعة أو 72 ساعة في بعض الحالات، مصاحبة بآلام في الحلق، ثم كحة، ثم آلام في عضلات، ورغبة شديدة في النعاس، وإرهاق عام، وبعض الحالات تشكوا من آلام في منطقة الظهر، وأخرى تشكو من أعراض الجهاز الهضمي، مثل آلام في البطن أم الإسهال، قلت أعراض النهجان وضيق التنفس وتسارع ضربات القلب، وشدة الإصابة، مقارنة بالموجات السابقة.
ما هي عوامل خطورة المتحور أوميكرون؟
تكمن خطورة المتحور أوميكرون في ضعف شدة الإصابة به، والتي تدفع البعض للتراخي عن طلب الخدمة الطبية والعلاجية، تحت مسمى أنه دور برد، أو كما يدعوه البعض برد مروحة، ويجب التأكيد على أن أهم شيء في العلاج هو التشخيص السليم والعلاج المبكر؛ لسرعة التعافي وتقليل أثار ما بعد التعافي، وتقليل مدة استخدام الأدوية العلاجية.
ما العائق في التوسع بمجال زراعة الرئتين؟ هل ينقصنا خبرات؟
في مصر قانون زراعة الرئتين صدر لكننا بحاجة إلى آلية قوية للتفعيل، إلى جانب أننا نزرع من الأحياء فقط، وفكرة الحصول على رئتين من المتوفين، الذين يمثلون المخزون الأكبر لزراعة الأعضاء، لا زالت تتلقى عدم قبول مجتمعي، ويجب على المجتمع التفكير، بمبدأ الحي أولى من الميت، فلك أن تتخيل أن زراعة الرئة بحاجة إلى اثنين أحياء، فالأولى الزراعة من المتوفى، فجثمانه سيتحلل ويتحول رماد، وهذا الرماد من الممكن أن يحيي شخصا؛ لكن على الصعيد العلمي فجامعة عين شمس بدأت العمل على هذا الموضوع، ووزارة الصحة في طور العمل عليه من خلال تحويل معهد ناصر لمدينة طبية بها مبنى لزراعة الرئتين.
كيفية الحد من أعداد الإصابات بأورام الرئة؟
معظم حالات أورام الرئة يتم تشخيصها متأخرا في مرحلة العلاج الكيمائي والإشعاعي، وهي ليست علاج إنما تعمل على تحسين بسيط للحالة، لكننا بحاجة للكشف المبكر، للحد من الوصول هذه الحالات لتلك المرحلة من الإصابة، وواحدة من المبادرات الرئاسية الهامة، التي سيتم الإعلان عنها خلال الفترة المقبلة، هي مبادرة تضمين الكشف المبكر عن أورام الرئة ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأورام، ورغم سلبيات جائحة كورونا، لكنها مكنتنا من الكشف المبكر لبعض المشاكل في الرئة لكثير من المصريين خلال إجرائهم أشعات مقطعية؛ ما ساهم في علاجها مبكرا.