كيف تفلت من جريمة قتل.. هل نفذ القاضي قاتل المذيعة شيماء جمال سيناريو المسلسل الأمريكي Murder؟
مازالت أسرار جريمة المستشار أيمن حجاج، القاضي بمجلس الدولة، المتهم بقتل زوجته المذيعة شيماء جمال كثيرة، ومازال جانبا من الغموض يحيط بتلك الجريمة الأبشع والأولى التي يرتكبها قاضٍ مع سبق الإصرار والترصد، فبينما يحاول دفاع القاضي الدفع بانتفاء القتل العمدي وأنها حالة دفاع شرعي عن النفس تُشير كافة الأدلة وبحسب بيانات رسمية لجهات التحقيق، أن القاضي بيت النية وعقد العزم على ارتكاب الجريمة قبل وقوعها بفترة كبيرة.
المسلسل الأمريكي كيف تفلت من جريمة قتل.. How to Get Away with Murder
المتابع لأحداث قضية مقتل المذيعة شيماء جمال منذ اختفائها، وتفاصيل الجريمة الأبشع، على ساحة القضايا والجرائم خلال تلك الفترة الماضية، يرى أن هناك سيناريو تم حبكته من أجل مشهد إخراج الجريمة بشكل متكامل غير أن أحد مشاهد ذلك السيناريو سقط فانفرطت باقي مشاهده في تأكيد جديد لحقيقة أنه لا توجد جريمة كاملة.
أًحيلت قضية مقتل الإعلامية شيماء جمال، بقرار من النائب العام يوم 7 يوليو الجاري، وتمت فيها إحالة المستشار أيمن حجاج العضو بإحدى الجهات القضائية، وحسين الغرابلي، صاحب شركة، إلى محكمة الجنايات المختصة، مع استمرار حبسهما احتياطيًّا على ذمة المحاكمة.
قتل المذيعة شيماء جمال
ممثل النيابة العامة في أمر إحالة المتهمين الذي تلاه أمام محكمة جنايات جنوب الجيزة، يوم الأربعاء الماضي، 20 يوليو الجاري، قال إنه تم تقديم المتهمين إلى المحاكمة لمعاقبتهما على ما اتُّهما به من قتلهما المجنيَّ عليها شيماء جمال زوجة الأول، عمدًا مع سبق الإصرار، حيث أضمر المتهمُ الأول التخلص منها إزاءَ تهديدها له بإفشاء أسرارهما، ومساومته على الكتمان بطلبها مبالغ مالية منه، فعرض على المتهم الثاني مساعدته في قتلها، وقَبِل الأخير نظيرَ مبلغٍ ماليٍّ وعده الأولُ به.
هل نفذ القاضي قاتل المذيعة شيماء جمال سيناريو المسلسل الأمريكي
وبحسب أوراق قضية مقتل شيماء جمال، وتحقيقات النيابة العامة، فإن المتهمين عقدا العزم وبيَّتا النية على إزهاق روح الضحية، ووضعا لذلك مخططًا اتفقا فيه على استئجار مزرعة نائية لقتلها بها وإخفاء جثمانها بقبر يحفرانه فيها، واشتريا لذلك أدواتٍ لحفر القبر، وأعدَّا مسدسًا وقطعة قماشية لإحكام قتلها وشل مقاومتها، وسلاسل وقيودًا حديدية لنقل الجثمان إلى القبر بعد قتلها، ومادَّة حارقة لتشويه معالمه قبل دفنه.
وفي اليوم الذي حدداه لتنفيذ مخططهما استدرجها المتهم الأول إلى المزرعة بدعوى معاينتها لشرائها، بينما كان المتهم الثاني في انتظاره بها كمخططهما، ولما ظفرا هنالك بها باغتها المتهم الأول بضربات على رأسها بمقبض المسدس، فأفقدها اتزانها وأسقطها أرضا، وجثم مطبقًا عليها بيديه وبالقطعة القماشية حتى كتم أنفاسها، بينما أمسك الثاني بها لشل مقاومتها، قاصدين إزهاق روحها حتى أيقنا وفاتها مُحدثَيْنِ بها الإصابات الموصوفة في تقرير الصفة التشريحية، والتي أودت بحياتها، ثم غلّا جثمانها بالقيود والسلاسل وسلكاه في القبر الذي أعداه، وسكبا عليه المادة الحارقة لتشويه معالمه.
جريمة مقتل المذيعة شيماء جمال، البشعة على يد زوجها القاضي، يٌعيد إلى الأذهان سيناريو المسلسل الأمريكي How to Get Away with وترجمته، كيف تفلت بجريمة قتل والذي عرض لأول مرة على هيئة الإذاعة الأمريكية في 25 سبتمبر 2014، وفيه تتورط أستاذة القانون، وأستاذة الدفاع الجنائية اللامعة أناليس كيتينج و5 من طلابها في جريمة قتل متشابكة الخيوط ومعقدة.
بعض أحداث مسلسل كيف تفلت بجريمة قتل؟ متشابهة مع جريمة مقتل المذيعة شيماء جمال، في حبكة الجريمة ومحاولة الإفلات من الجريمة عن طريق إخفاء الجثة في إحدى الغابات وإحراقها بمادة حارقة، وتدور حلقاته حول تورط مجموعة من طلاب القانون الطموحين، ومعهم أستاذتهم في الجامعة في جريمة قتل سوف تهز الجامعة بأكملها، وتغير مجرى حياتهم.
جريمة القتل خاصة بمقتل الشابة ليلا ستانجارد التي كانت لها الكثير من العلاقات، من بينها علاقتها بزوج المحامية أناليس، وهو سام كيتنغ، من ثم تتناوب حلقات المسلسل.
في محور الأحداث نجد البروفيسورة في القانون أنايس كيتينج فايولا دايفيس ومجموعة من الطلبة المتدربين لديها يتورطون بطريقة غريبة في جريمة قتل معقدة، تضطر فيها كيتينغ لى مساعدتهم في التستر عليها مما يربطهم جميعًا بمصير واحد تدفعهم اليه غريزة البقاء، لكن الجريمة تصبح جرائم، والشقاق يقع بينهم أحيانا مدفوعًا بالشعور بالغدر، الأنانية أو الفقدان.
جريمة مقتل الإعلامية شيماء جمال على يد زوجها القاضي، لم يفلت فيها القاضي من جريمة القتل، حيث بدأت قبل 25 يونيو الماضي، ببلاغ لأجهزة الأمن بالجيزة من زوجها يفيد اختفائها، ولكن بعد تحقيقات وتحري وبحث تم التوصل إلى أن الزوج هو مرتكب الواقعة.
استدلت النيابة العامة في قضية مقتل شيماء جمال، على شهادة 10 شهود إثبات من بينهم صاحب المتجر الذي اشترى المتهمانِ منه أدوات الحفر والمادة الحارقة، واعترافات المتهميْنِ في التحقيقات، وإرشاد المتهم الثاني عن مكان دفن جثمان المذيعة في المزرعة وبيانه تفصيلات الجريمة، ثم إقرار المتهم الأول عقب ضبطه بارتكابه واقعة القتل.
كما أن التحقيقات أثبت خلالها تقرير الطب الشرعي، الصادر من مصلحة الطب الشرعي، أن وفاة المجني عليها بسبب كتم نفسها وشنقها، وما أحدثه هذا الضغط من سد للمسالك الهوائية، بما يؤكد أن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوير الذي انتهت إليه النيابة العامة في تحقيقاتها، وفي تاريخ معاصر.
كما تضمنت الأدلة وجود البصمتيْنِ الوراثيتيْنِ الخاصتيْنِ بالمتهميْنِ على القطعة القماشية التي عُثر عليها بجثمان المجني عليها، والمستخدمة في الواقعة، فضلًا عن ثبوت تواجد الشرائح الهاتفية المستخدمة بمعرفة المتهميْنِ والمجنيِّ عليها يوم ارتكاب الجريمة في النطاق الجغرافي لبرج الاتصال الذي يقع بالقرب من المزرعة محل الحادث.
أسفرت التحقيقات عن شبهة ارتكاب المتهم الأول جرائم أخرى، قررت النيابة العامة نسخ صورة منها للتحقيق فيها استقلالًا.
وشهدت محكمة جنايات الجيزة، الأربعاء الماضي، 20 يوليو، أولى جلسات محاكمة القاضي أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي، المتهمين في قضية مقتل المذيعة شيماء جمال، حيث أجلت المحكمة نظر القضية إلى جلسة 13 أغسطس المقبل، وشهدت زخما إعلاميا كما حرصت أسرة الضحية على حضور أولى جلسات المحاكمة.