في ذكرى مقتل الأنبا أبيفانيوس.. كيف حول بعض الأقباط الراهب القاتل إلى قديس وشفيع؟
أربعة أعوام مضت على ليلة لم يَغْفُ للأقباط بها جفن، خصوصًا رهبان دير الأنبا مقار بصحراء وادي النطرون، حيث مقتل رئيسهم وأبيهم ومعلمهم، أسقف قُتل على يد أحد أبنائه في أثناء سيره ليلًا لصلاة التسبحة الأقرب لرهبان الصحراء، وهو الراهب المشلوح إشعيا المقاري الذي عزلته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من رهبنته، وعاد إلى اسمه العلماني وائل سعد، وذلك بعد أن تتبع الأسقف الأنبا أبيفانيوس وسار وراءه وضرب رأسه بآلة حديدية ثلاث مرات حتى وقع أرضًا.
إشعيا المقاري قديسًا وشفيعًا للمظلومين في السماء
المحكمة نظرت على مدار عدة جلسات في محاكمة الراهب المشلوح وشريكه في جريمته فلتاؤس، وأثبتت التهمة عليه وتم إعدامه؛ ولكن لم تنتهِ قضية قتل راهب لأبيه الأسقف عند هذا الحد، فبعد إعدام المتهم وائل سعد (إشعيا المقاري) صار مسارًا للجدل بين الحين والآخر، فبعض الأقباط ينظرون إليه نظرة القاتل والمدان والآخذ عقوبته وهي الإعدام، والبعض الآخر يرون أنه راهب وترك العالم وله قدسية ما مختلفة فيرون أنه مظلوم.
تطور الأمر إلى أن جعلوه قديسًا وشفيعًا للمظلومين في السماء، فقاموا بإنشاء بعض الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك تحت عنوان "محبي القديس إشعيا المقاري" و"محبي الشهيد القديس إشعيا" "معجزات الشهيد إشعيا المقاري" وأخرى تحت عنوان "أبونا إشعيا شفيع المظلومين"، فهل تؤيد الأرثوذكسية إطلاق لقب القديس عليه؟ أم تحول لشهيد بعد إعدامه في أعين الأقباط؟.
لا نستطيع أن نقول إنه شفيع أو قديس
في هذا الصدد قال القس متى بديع، مسئول مركز دراسات اللاهوت الدفاعي بأسقفية الشباب، إنه مثل ما صرح به البابا تواضروس الثاني، مسبقًا، نحن لا نستطيع أن نقول إنه شفيع أو قديس لأنه مُدان في جريمة قتل، وهذا بحكم قضائي وبأدلة وشهود.
أضاف القس متى بديع في تصريحات لـ القاهرة 24: بكل تأكيد هو مُدان وبحكم قضائي ومثبت، ولكن نحن لا نعلم في أيامه الأخيرة كيف كانت علاقته بالله فمن الممكن أن يكون قدم توبة لله.
وأضاف بديع: نحن لا نعلم صحة هذا، ولكن نحن نصلي إلى الله من أجله، ونتمنى أن يكون قدم توبة إلى الله قبل تنفيذ الحكم، أما عن التضخيم له عند قولنا إنه شفيع وقديس وشهيد هذا في غير محله لأنه مدان بحكم قضائي.
وأردف حديثه قائلا:: جَعْلُهُ قديسًا وشفيعًا يعد تعاطفا من الناس معه وهذا تصرف غير صحيح تمامًا، والقول بأنه شهيد ومظلوم مبالغات ليس لها أساس من الصحة أو ما يثبتها، وتعد هذه انفعالات عاطفية مبالغ بها.
استغل وجودة في الدير
من جانبه قال كمال زاخر المفكر القبطي، ما يحدث حاليًا يعد شيئًا طبيعيًا وذلك بحسب الصراع القديم وتأثيره، وهذا الراهب تمت محاكمته حتى آخر درجة من درجات التقاضي، واستخدم حقه في النقض وأيضًا النقض أيّد الحكم ضده، وبالتالي التشكيك في حكم القضاء على هذا المستوى، هدفه الأساسي إبراء ذمة هذ الراهب المشلوح.
أضاف زاخر في حديثه لـ القاهرة 24: ما يحدث من إطلاق لقب قديس وشفيع عليه يعد شيئا طبيعيا، ولكن السؤال هنا من الذي يحرك هذه المجموعات، وأثق أن هذا الشيء سينتهي ويزول لأنه مبنيّ على باطل، فالصراع هنا ليس مع الأسقف الذي تم قتله واغتياله بقدر ما هو صراع مع البابا تواضروس.
اختتم زاخر: الراهب المشلوح كانت سيرته سيئة منذ رهبنته واستغل وجودة في الدير فحولها إلى استثمارات وبدأ يشعر بالخطر عن إبعاد رئيس الدير له عن هذه الاستثمارات.