أمين البحوث الإسلامية ورئيس تطوير الوافدين يشاركان بفعاليات ندوة عن التكامل بين العلوم العربية والشريعة بإندونيسيا
شارك الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، الدكتور نظير عياد، والدكتورة نهلة الصعيدي، رئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، في فعاليات ندوة علمية عن التكامل بين العلوم العربية وعلوم الشريعة بالعاصمة الإندونيسية جاكرتا.
أمين البحوث الإسلامية: المعرفة باللغة العربية ضرورة حياتية وفريضة دينية
وقال الأمين العام في كلمته، إن الحديث عن العلاقة بين اللغة العربية وبين العلوم الإسلامية حديث ذو شجون، تتعدَّد اتجاهاتُه وتتنوع مساراتُه بتعدد العلوم الإسلامية، مضيفًا أن المُطالع لهذه المسارات يقف على عمق علاقة اللغة العربية وارتباطها بالعلوم الإسلامية، الأمر الذي يؤكد حاجة هذه العلوم إلى اللغة العربية، ومن ثم وجدنا العلماء في كلِّ تخصص يدعون إلى تعلمها والإحاطة بها، وجعلوا ذلك من أولويات كل علم، حرصًا منهم على إثبات الصلات الوثيقة بين علومهم وبين اللغة العربية، وأوجبوا تعلمها قبل كل شيء.
وأضاف عياد أن الواقع يؤكد على اهتمام العلماء -في شتَّى العلوم الإسلامية- باللغة العربية وحرصهم على إتقانها مردّه إلى أصول الشرع الحنف، والتي وردت فيها نصوصٌ تُوجِّه إلى هذا الاهتمام وذلك الحرص، حيث بيَّن اللهُ - تعالى - في كتابه الكريم أن هذا الكتاب نزل بلسان القوم الذين نزل عليهم، وهو اللسان العربي؛ ليتدبروه وليعقلوه وليفهموا مردَّه ليعملوا بأحكامه، وأكدت السنة النبوية على أهمية اللغة العربية؛ حيث كان - صلى الله عليه وسلم – عربيًّا، بل هو أفصح العرب لسانًا وأبلغهم بيانًا، وعنده حطت البلاغة بعلومها.
وأشار إلى أنه اتفقت كلمة العلماء أن اللغة العربية من الدين، ومعرفتها للمسلم ضرورة حياتية وفريضة دينية؛ لأن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وأشارت الصعيدي إلى تعدد الأقوال الواردة عن سلف الأُمة، والتي تؤكد على أهمية اللغة العربية وضرورة العناية بها وإتقانها، خصوصًا للمشتغلين بالعلوم الشرعية، باعتبارها شرط رئيس لفهم مراد الله تعالى ومعرفة أحكامه، لافتة إلى اهتمام الأزهر الشريف، بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر، باللغة العربية، وتعليمها للناطقين بها وغير الناطقين، حيث كان من بين ما قام به الأزهر لحفظ العربية إنشاء مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، وإنشاء كلية العلوم الإسلامية للطلاب الوافدين.
وأضافت الصعيدي أن اللغة العربية تعد أغنى لغات العالم، بما تتضمنه كل أدوات التعبير في أصولها، ولما لها من مكانة وأهمية لدى العرب والمسلمين على مر التاريخ، كما أنها استطاعت أن تحافظ على أصالتها واستقلالها على مر العصور والأزمنة؛ بل وأثرت في غيرها من اللغات الأخرى.