الجمعة 22 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لماذا تايوان !؟

الثلاثاء 09/أغسطس/2022 - 08:12 م

‎اجتاحت زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان العالم بأسره في الأيام الأولى من شهر أغسطس، حيث تابع الجمهور الأزمة التي أحدثتها بشكل مباشر. 

وأطلقت بكين الرسمية تهديدات بارتكاب أعمال انتقامية رهيبة ضد واشنطن ردا على الزيارة التي اندلعت في ضجة عسكرية غير مسبوقة حول الجزيرة. 

بشكل تحدٍ شرعت الولايات المتحدة في الزيارة بينما عززت أيضًا وجودها العسكري في المنطقة، بعد أن أكدت أنها لا تتدخل في سيادة جمهورية الصين الشعبية، ولكنها تعمل فقط لدعم الديمقراطية في المنطقة.

‎إن الصين مصرة تمامًا على التأكد من عدم اعتراف أي دولة في العالم باستقلال تايوان وإقامة اتصالات دبلوماسية مع الجزيرة الانفصالية، تنظر بكين إلى التايوانيين على أنهم انفصاليون خطيرون بشكل خاص يجب إعادتهم إلى حظيرة وطنهم الأم، ومع ذلك، عند الفحص الدقيق، قد لا تكون تايوان التي يشير إليها سكانها بجمهورية الصين "انفصالية" تمامًا

‎يمكن للولايات المتحدة أن تحاول استخدام هذه الأزمة المصطنعة حول تايوان مع الاستفادة من عدم رغبة بكين الظاهرة في بذل قصارى جهدها (نظرًا لأن جيش الجزيرة الذي يبلغ قوامه 200 ألف جندي يعد خصمًا هائلًا حتى دون احتساب أي مساعدة أمريكية محتملة) ضد الصين، إلى جانب الأزمة الاقتصادية المستمرة، يمكن أن يوجه هذا ضربة موجعة للصين ويؤدي إلى اضطرابات داخلية كما حدث في العديد من المناسبات في تاريخ الصين الطويل.

وبينما تدفع تايوان ثمن زيارة بيلوسي، سيتعين على الولايات المتحدة بذل جهود لتخفيف هذا الألم، يمكنها فعل ذلك من خلال الانضمام إلى حلفائها لشراء البضائع التايوانية المحظورة الآن في البر الرئيسي والعمل مع تايوان لتعزيز علاقتها مع شركائها الدبلوماسيين، في مؤتمرها الصحفي مع الرئيس تساي، ألمحت بيلوسي إلى اتفاقية تجارية محتملة.

ويعد ذلك ردا أمريكيا علي مساعدة الصين لروسيا  في أزمتها الأخيرة والوقوف بجانبها سواء دبلوماسيا أو بزيادة التبادل التجاري والدعم الاقتصادي، وتدرك أمريكا مدى حساسية الملف التايواني للصين وتتعمد إثارة ذلك الملف في الوقت الحالي ولكن هل يتحمل العالم أزمة كبرى أخرى؟ وهل تدرك الدول العظمي خطورة أي تصعيد آخر في أي بقعة أخرى في العالم غير الأراضي الأوكرانية هذا ما ستكشف عنه الأيام المقبلة وخصوصا في ظل التوقع بصعوبة ما هو قادم في القارة العجوز أوروبا.

تابع مواقعنا