إثيوبيا ترد على مصر في مجلس الأمن: لا شقوق في خرسانة سد النهضة.. والبناء والملء عمليتان متزامنتان | انفراد
حصل القاهرة 24 على رسالة إثيوبيا إلى مجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة، التي ترد فيها على رسالة مصرية موجهة من الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري، حول الملء الثالث لسد النهضة.
الملء السنوي الثالث لسد النهضة الإثيوبي
وزعم سيليشي بيكيلي أولاتشو، كبير المفاوضين بشأن سد النهضة، في الرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، بأن هذه الرسالة التي تتضمن بيانات ومعلومات عن الملء السنوي الثالث لسد النهضة الإثيوبي، هي استمرار لجهود إثيوبيا من أجل ضمان الشفافية وبناء الثقة، مضيفًا أنه لا يوجد التزام قانوني يُلزم إثيوبيا بذلك، وأن مبادرة إثيوبيا هي استمرار لالتزامها طويل الأمد بالشفافية والتعاون وحُسن الجوار، وفق ادعاءاته.
ونصَّت الرسالة على أن موقف إثيوبيا بشأن مسألة ملء سد النهضة، هو أن البناء والملء هما عمليتان متزامنتان على النحو المنصوص عليه بوضوح في اتفاق إعلان المبادئ الذي وقّعه قادة البلدان الثلاثة - مصر وإثيوبيا والسودان - في عام 2015، مضيفة أن “أي حديث مخالف لذلك ليس إلا محاولة لانتهاك أحكام الاتفاق، ويتعارض مع تصميم السد وهندسته”، وفق نص الرسالة.
كبير المفاوضين بشأن سد النهضة أكد: “الاتفاق لا يتضن أي حُكم، ولا يمكن أن يُتخذ وسيلةً لإخضاع أي جانب من جوانب استعمال إثيوبيا للمياه لأي اتفاق أو موافقة، بما في ذلك ملء سد النهضة وتشغيله، ومن ثم فإن إثيوبيا تمارس حقوقها وتتمسك بالتزامها بموجب الاتفاق فيما يتعلق بملء السد، وتسعى - بحُسن نية - في الوقت نفسه إلى تزويدكم بالبيانات والمعلومات اللازمة”، وفق مزاعمه.
فيما يتعلق بسلامة السد السرجي أو ما يطلق عليه السد المساعد لسد النهضة، ذكر بيكيلي، في الرسالة، أنه يرفض ذلك، زاعمًا بأن سلامة سد النهضة وجميع الهياكل المساعدة، هي مصدر اهتمام رئيسي لإثيوبيا، مضيفًا أن السد السرجي هو سد محاط بالصخور ومكسو سطحه الخارجي بالخرسانة، وشيّد وفق معايير التصميم والتشييد التي تضمن سلامة هيكل السد وأمانه.
وأضاف المسؤول الإثيوبي أن تشييد سد النهضة تتولاه شركة بناء لها سُمعة عالمية، ويخضع لمراقبة خبراء استشاريين معترف بهم دوليًا، مشيرًا إلى أن الاتفاق بعد تفتيش الخبراء المصريين في فريق الخبراء الدولي، نصّ في إطار المبدأ الثامن على تقدير الجهود التي تبذلها إثيوبيا لضمان السد؛ وبالتالي فإن القلق فيما يتعلق بسلامة الحوائط الخرسانية للسد السرجى لا مبرر له، وفق قوله.
فيما يتعلق بتقييم الأثر البيئي والاجتماعي، فإن سيليشي بيكيلي روّج إلى أنه جرى اطلاع الفريق المصري على دراسة تقييم الأثر التي أنجزتها إثيوبيا، هي و153 وثيقة أخرى شأن جدوى السد وأمانه ومعايير، أما فيما يتعلق بدراسة تقييم الأثر العابر للحدود التي أوصى بها فريق الخبراء الدولي، فإنه أشار إلى أن مصر قيّدت الجهود المبذولة لإجراء الدراسة، بسبب حظرها جمع البيانات الأولية في أراضيها، وفق مزاعم المسؤول الإثيوبي.
مزاعم إثيوبية جديدة بشأن سد النهضة
المسؤول ذاته أكد أن إصرار مصر على تقييم الأثر من خلال استخدامها الحالي للمياه كخط أساس بدلًا من الاستخدام العادل للمياه كان تحايلًا (وفق مزاعمه) على الجهود المبذولة لإجراء الدراسة، مُدّعيًا أن مصر رفضت اطلاع الخبراء الاستشاريين على التعليقات التقنية للبلدان بشأن التقرير الاستهلالي للدراسة.
وفق الرسالة الإثيوبية الموجهة إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، فإن نظام آبي أحمد روّج كعادته إلى فكرة تطلُّع إثيوبيا إلى مواصلة المفاوضات الثلاثية والسعي بحُسن نية إلى حل المسائل العالقة، والتوصل إلى نتيجة مقبولة بشكل متبادل تحت رعاية الاتحاد الإفريقي.
وفي سياق المزاعم الإثيوبية المستمرة، فإنه طالب كلّ من مصر والسودان مرارًا وتكرارًا من أديس أبابا، بأن توقف عمليات ملء السد؛ ريثما يتمّ التوصل إلى اتفاق بين الأطراف الثلاثة حول المسألة وآليات تشغيل السد؛ ولكن هذه المطالب تقابل بتعنت مستمر، وتنصل دائم من الاتفاقات الموقعة بين الأطراف الثلاث؛ في محاولة من إثيوبيا إلى إطالة أمد الأزمة مع جيرانها لاستغلالها إعلاميًا وسياسيًا.
اليوم الجمعة، أكدت الحكومة الإثيوبية فتح المياه عبر الممر الأوسط لسد النهضة، إعلانًا لإكمال الملء الثالث للسد، بحجم 22 مليار متر مكعب، معلنًا الانتهاء من الملء الثالث لسد النهضة، ووصول منسوب الممر الأوسط إلى 600 متر.
وقبل إعلان الانتهاء من الملء الثالث لسد النهضة، دعا آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، مصر والسودان، إلى الحوار والتفاوض باعتبارهما الحل الأمثل للعمل فيما يفيد الأطراف كافة بشأن ملف سد النهضة، وذلك خلال كلمته بمناسبة تشغيل التوربين الثاني لإنتاج الكهرباء من سد النهضة.
رسالة مصر إلى رئيس مجلس الأمن الدولي بشأن ملء سد النهضة
وفي وقت سابق، حصل القاهرة 24 على نص رسالة مصر إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، بشأن القرار الانفرادي لإثيوبيا بالملء الثالث لسد النهضة الإثيوبي.
ونصت الرسالة التي بعثها الدكتور محمد عبد العاطي، وزير الري والموارد المائية، إلى رئيس مجلس الأمن الدولي ووجهها الممثل الدائم لمصر لدى الأمم المتحدة على أن وزير الري تلقى رسالة حول اعتزام إثيوبيا بقرار انفرادي استئناف ملء سد النهضة الكبير في موسم الأمطار الحالي، والوصول بمستوى المياه إلى 600 متر في قسم التدفق السفلي للسد.
ولا تزال مصر والسودان تتمسكان بالوصول إلى اتفاق قانوني ملزم، تزامنًا مع فصل الخريف الذي تبدأ فيه أثيوبيا عمليات ملء السد.
وفي هذا الصدد، أعربت الخارجية المصرية، نهاية الشهر الماضي، عن رفضها التام لاستمرار إثيوبيا في ملء سد النهضة من دون اتفاق مع مصر والسودان حول ملء وتشغيل السد، وذلك في خطاب وجّهه سامح شكري، وزير الخارجية، إلى مجلس الأمن الدولي.