كسب مباح.. الإفتاء: عمل المسلم في الكنيسة بأجر أمر جائز شرعًا
ما حكم عمل المسلم في الكنيسة؛ كأنْ يعمل نجارًا، أو بنًّاء، أو خادمًا، أو فنيًّا في مجال السباكة والكهرباء؟.. السؤال السابق ورد إلى دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، من أحد المستفتين.
ما حكم عمل المسلم في الكنيسة؟
أوضحت دار الإفتاء، خلال ردها على السؤال السالف، أن ما عليه الفتوى في دار الإفتاء المصرية هو أنه يجوز للمسلم العمل في الكنيسة بأجرٍ؛ لأنه عقد معاوضة لا يتضمن إذلالًا لصاحبه ولا يستلزم الرضا بعقيدة تخالف ثوابت الإسلام، بل هو نوع كسبٍ مباح.
ضرورة العمل
وأشارت دار الإفتاء، إلى أن الإسلام حثَّ على العمل والسعي لطلب الرزق وجعل ذلك فريضة، كما أن طلب العلم فريضة؛ مشيرة إلى ما رواه البيهقي في شعب الإيمان عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: طَلَبُ الْكَسْبِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ.
ولفتت دار الإفتاء كذلك إلى ما جاء في "الاختيار لتعليل المختار": [طلب الكسب فريضة كما أن طلب العلم فريضة، وهذا صحيح لما روى ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: «طَلَبُ الْكَسْبِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ»، والرسل عليهم الصلاة والسلام كانوا يكتسبون؛ فآدم زرع الحنطة وسقاها وحصدها وداسها وطحنها وعجنها وخبزها وأكلها، ونوح كان نجارًا، وإبراهيم كان بزازًا، وداود كان يصنع الدروع، وسليمان كان يصنع المكاتل من الخوص، وزكريا كان نجارًا، ونبيُّنا رعى الغنم، وكانوا يأكلون من كسبهم، وكان الصديق رضي الله عنه بزازًا، وعمر يعمل في الأديم، وعثمان كان تاجرًا يجلب الطعام فيبيعه، وعلي كان يكتسب، فقد صح أنه كان يؤاجر نفسه].