هل رحيل موسيماني نزع الروح والشغف من لاعبي الأهلي ؟ | تحليل
يمر الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، بحالة من التخبط على الأداء الفني، الذي أثر بدوره على تراجع النتائج واهتزاز المستوى، وبدأت هذه الحالة في الظهور تدريجيًا بالتزامن مع الفترة الأخيرة للجنوب إفريقي بيتسو موسيماني على رأس القيادة الفنية للمارد الأحمر.
فعندما تُلقي نظرة على انطلاقة الموسم بالنسبة للنادي الأهلي مع موسيماني، ستجد أن جميع المؤشرات كانت تُجزم بأن المارد الأحمر في طريقه لحصد جميع البطولات المحلية والقارية، قبل أن يتصدر المشهد خلل تعددت أسبابه، وحتى الآن الفريق لا يزال يحصد نتائجه.
انطلاقة موسم مثالية لـ الأهلي
وجاءت انطلاقة النادي الأهلي بالموسم الحالي في جميع البطولات مرعبة للمنافسين، بعدما افتتح الموسم بانتصار عريض على الإسماعيلي برباعية وتفوق على الزمالك في قمة خارج التوقعات انتهت بنتيجة 5-3.
ودخل موسيماني هذا الموسم مدججًا بصفقاته التي أبرمها بمعرفته في الميركاتو الصيفي، وانتدب لصفوف الأهلي مواطنه بيرسي تاو، وعدة صفقات أخرى لتدعيم احتياجات المارد الأحمر، لرغبته في المنافسة على جميع البطولات وتفادي أزمات الموسم الماضي المفاجئة.
وبالفعل قدم الأهلي النصف الأول من الموسم بشكل مثالي في جميع المحافل المحلية والخارجية، بداية من تصدره لجدول ترتيب الدوري الممتاز وبفارق مريح، وتحقيقه 6 انتصارات متتالية وتعادل وحيد ضد فيوتشر، كما توج بلقب كأس السوبر الإفريقي، وكلل اجتياحه لمنافسيه واتجه للظهور على المنصات العالمية.
الأهلي وجد نفسه مضطرًا لخوض كأس العالم للأندية دون قوامه الأساسي المشارك مع منتخب مصر بكأس الأمم الإفريقية، ولكن لأنه بمن حضر، هزم مونتيري المكسيكي في المباراة الأولى، ثم واجه بالميراس البرازيلي فسقط أمامه بثنائية، ولم ظن البعض أن المشاركة شرفية لا أكثر، جاء الأهلي واستعرض قواه أمام الهلال السعودي وأسقطه برباعية عريضة وحصد برونزية المونديال.
هبوط اضطراري في المستوى
هنا تباينت الآراء وتعددت الأسباب، ولكنها اشتركت في أن هناك شيئًا غير مفهوم أثر على الأهلي وتراجع به إلى الخلف، على الرغم من نجاح المارد الأحمر في استغلال صحوة ما بعد برونزية كأس العالم للأندية، وحقق انتصارات عريضة أمام فرق بيراميدز والمقاصة وفاركو، ولكن وبشكل مفاجئ سقط الأهلي أمام المصري، ليدخل في دومة الهبوط الاضطراري.
عقب الخسارة أمام المصري، تراجع مستوى الأهلي بشكل ملحوظ وتعادل في 3 مباريات على التوالي، ثم حقق فوزًا قيصيريًا على إنبي، ولكن خسارة لقب دوري أبطال إفريقيا كانت الضربة القاضية.. ليستقر موسيماني بعدها على الرحيل لعدم قدرته على استكمال المهمة.
رأى البعض أن تراجع مستوى الأهلي نتج عن ضغط المباريات وتلاحم المواسم، فيما أرجع قطاع آخر أن هبوط المستوى بسبب شعور لاعبي الأهلي بحالة من التشبع، بينما أشارت فئة ثالثة إلى أن اعتماد موسيماني على مجموعة من اللاعبين لفترة كبيرة، أدى لإنهاكهم وبالتبعية تراجع مستواهم وتعرضهم لإصابات عضلية.
مرحلة ما بعد موسيماني
قرر الأهلي التعاقد مع البرتغالي ريكاردو سواريش لخلافة موسيماني، من أجل استكمال الموسم والخروج بأقل الخسائر، ولكنه الأقدار جاءت بما لم تشتهي السفن، بعدما عانى الفريق من سلسلة نزيف النقاط، ليتعقد موقفه في المنافسة على لقب الدوري الممتاز، وابتعاده عن القمة لصالح الزمالك، كما أنه خسر كأس مصر أمام الفارس الأبيض.
وظهر لاعبو الأهلي بمستويات هزيلة ومنهكة بعد رحيل موسيماني، كما تعرض بعضهم للإصابة، ليُقرر مجلس إدارة النادي الأهلي، استكمال مسابقة الدوري بالناشئين مستغلًا أحداث تحكيمية جدلية بإحدى مباريات الفريق بالدوري.
لقد قضى موسيماني مع فريق الأهلي حوالي موسمين، نجح خلال الأول في التتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا مرتين على التوالي، والسوبر الإفريقي مرتين، وكأس مصر مرة، دون إغفال حصد المركز الثالث في كأس العالم للأندية مرتين على التوالي، وكل هذه البطولات جاءت بأقدام نفس اللاعبين المتواجدة حاليًا الذين هناك مطالبات برحيل بعضهم لتصحيح المسار نهاية الموسم.
ولكن الأزمة الحالية تكمن في ظهور لاعبي الأهلي بلا روح وبلا شغف، يخوضوا المباريات فقط دون تقديم جديد يذكر أو قديم يعاد، وهو ما جلعنا نتساءل هل رحيل موسيماني نزع الدوافع من لاعبي المارد الأحمر؟ أم أن هذه هي قدراتهم الحقيقة، والفضل في حصد البطولات بالفترة الماضية يرجع للجنوب إفريقي.
الإجابة على هذا التساؤل لن تظهر بوضوح خلال الفترة الحالية، ربما يستدعي الأمر انتهاء الموسم الحالي، وخوض معسكر الإعداد عقب حصول لاعبي القوام الأساسي على راحة كافية، حتى يتسنى الحكم عليهم في الموسم الجديد، بعد تجديد الدوافع للمنافسة على البطولات، والتي ستكون في مقدمتها لقب السوبر المصري أمام الزمالك، نهاية شهر أكتوبر المقبل في الإمارات.