رئيس الإنجيلية: الإنجاز الحقيقي في المجتمع لا يمكن التوصل إليه دون قيمة التسامح والعيش المشترك
تحدث الدكتور القس أندريه ذكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، عن محتور قيمة التسامح كمنهج للحياة.
وقال الدكتور القس أندريه ذكي، خلال كلمته في لقاء التسامح ومواجهة العنف لمنتدى الحوار الذي تنظمه الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية اليوم، يمكننا الحديث عن تأصيل قيمة التسامح كمنهج للحياة في عدة محاور، أولها تأصيل قيمة التسامح كمنهج للحياة.
وتعريف المصطلحات وهذهِ نقطة رئيسة، وأول خطوة في دراسة أي قضية؛ تعريف المصطلحِ بدقة وإزالة الغموض عنه، والتعرف على ما يحتويه من مفاهيم، فيجب أولًا تعريف مصطلحات مثل الالتزام والتشدد، والتدين، فالخلطُ بينَ بعضِ المصطلحات قد يكون سببًا في نشأة أفكار متشددة بعيدة عن التسامح.
أضاف ذكي، وكذلك تعريف التسامح باشتماله على الرحمة والسماحة والمغفرة والصلح واليسر والاستواء والكرم والرفق، كما إنني أفهم التسامح بأنه المساحة التي تتجاوز المشترك إلى حق الاختلاف، وهنا يكون هناك مكان للآخر المختلف، لهذا، فإن تعريف المصطلح بدقة، هو خطوة لمعرفة الذات والآخر، والقواسم والأرضية المشتركة بيننا وكيف نتعاون سويًّا.
تابع ذكي، وثاني المحاور هو التسامح في الأديان، وهو أمر لا شك فيه؛ إذ تؤكد كل الأديان أن الناس جميعا أبناء العائلة الإنسانية، وكلهم لهم الحق في العيش والكرامة دون استثناء أو تمييز؛ فالإنسان، هو خليقة الله، وهو مكرم في كل الأديان، بصرف النظر عن جنسه أو لونه أو انتمائه، وعليه ا مسؤولية في إعمار الأرض. هذا الإعمار لن يتحقق إلا بسيادة مبدأ التسامح والتعاون والتكامل. فالاختلاف لا يجب أن يكون سببا للتنافر والعداوة، بل للتعارف والتلاقي على الخير والمصلحة المشتركة.
أردف رئيس الإنجيلية، والملاحظ هنا أن النصوص الدينية لمختلف الأديان لم تعتبر والتسامح مجرد نظرية، بل ربطته بكافة أوجه الحياة.
استكمل، وثالث المحاور هو دقة التفسير ودورها في بناء التسامح إذن لا تنبع إشكالية الكراهية أو عدم التسامح أبدا من النص الديني، فالنصوص الدينية سمحة بطبيعتها، ولا جدال بشأنها وتعاليمها السامية، لكن تأتي المشكلة في الأساس من بعض التفسيرات التي تحاول اختطاف النض وتأويله إلى حيث ما فتستغله في تأصيل دعاوى الكراهية افتراء وزورا لا يقصد، والهدف من التفسير هو محاولة إدراك المعنى الواضح للنض، ولكي تتم عملية التفسير بشكل موضوعي، فهي تقوم على نقطتين محوريتين: هناك وفي ذلك العصر، وهنا والآن. وتتمثل عملية التفسير في رحلة الذهاب والعودة بين هاتين النقطتين.
اختتم أندرية ذكي، لقد أثبتت العقود الماضية أن أي إنجاز حقيقي في المجتمع على كل المستويات، لن يمكن التوصل إليه دون قيمة التسامح والعيش المشترك، وأن أمن المجتمعات وسلامها وقدرتها على التعافي من أي ظروف، سياسية كانت أو اقتصادية أو اجتماعية، يجب أن تنطلق من سيادة التسامح في النطاق العام للمجتمع لخلق أجواء صحية تمكن الجميع من العمل والإنجاز.