تجدد الحرب يزيد معاناة الإثيوبيين ويهدد بمجاعة.. ماذا يحدث في تيجراي؟
اشتعل القتال بين قوات إقليم تيجراي المتمردة بشمال إثيوبيا وقوات حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد حول بلدة كوبو، منهيا وقف إطلاق النار المستمر منذ شهور.
ويشكل القتال ضربة كبيرة للآمال في محادثات السلام بين حكومة رئيس الوزراء أبي أحمد وجبهة تحرير تيجراي، الحزب الذي يسيطر على تيجراي، حيث ألقى كل جانب باللوم على الآخر في اندلاع القتال.
الحكومة الإثيوبية تلقي اللوم على جبهة تيجراي في بدء القتال
فمن جانبها قالت الحكومة الإثيوبية في بيان لها، إن قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي، هاجمت الجبهة الشرقية من اتجاه بيسوبر وزوبيل وتيكولشي وانتهكت وقف إطلاق النار بشكل فعال.
وتابع بيان الحكومة الإثيوبية: جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي يقومون بحملة لتجريم جيشنا، متهما الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي بإثارة دعاية ما قبل الصراع.
ففي اليوم السابق، عندما أشعلت وسائل التواصل الاجتماعي مزاعم عن تحرك قوات عسكرية، اتهم الجيش الإثيوبي قوات تيجرايان بالاستعداد لمهاجمة وتغطية آثارها من خلال نشر أخبار كاذبة عن تحركات عسكرية.
تيجراي تتهم الحكومة الإثيوبية ببدء القتال
وعلى الجانب الآخر، اتهمت القيادة العسكرية لقوات تيجراي الحكومة بخرق وقف إطلاق النار، قائلة في بيان إنها تعتقد أن الهجوم بالقرب من كوبو، جنوب تيجراي، كان بمثابة تحويل وتوقعت قواتها هجوما كبيرا من الغرب.
وقال زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي ديبريتسيون جبريمايكل، في بيانه أمام المجتمع الدولي، إن عملية السلام في طريقها للفشل، واتهم الحكومة الإثيوبية بمحاولة عرقلة التحقيقات في جرائم الحرب، وحجب الخدمات الأساسية، وفرض الحصار على المنطقة.
تحركات عسكرية قبل اشتعال القتال بين تيجراي والقوات الإثيوبية
وأفادت وكالة رويترز نقلا عن سكان إثيوبيين حول المنطقة المشتعل بها القتال حاليا، أنهم سمعوا منذ الصباح الباكر لليوم الذي اشتعل فيه القتال تحركات لـ أسلحة ثقيلة، موضحين أنه كانت هناك تحركات للجنود الإثيوبيين وقوات الأمهرة الخاصة ومتطوعي ميليشيا فانو في اليومين الماضيين.
وتابع المدنيون كلامهم قائلين:إنهم لا يعرفون من بدأ القتال، لكن الحكومة الإثيوبية أكدت أنها لم تبدأ القتال، وأيضا جبهة تحرير تيجراي أكدت ذلك.
الصراع بين إقليم تيجراي والحكومة الإثيوبية
أدى القتال في ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان إلى نزوح ملايين الأشخاص ودفع أجزاء من تيجراي إلى المجاعة وقتل الآلاف من المدنيين.
اندلعت الحرب في تيجرىي في نوفمبر 2020 وامتدت إلى منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين قبل عام، وفي نوفمبر الماضي، سارعت قوات تيجراي نحو أديس أبابا، لكنها تراجعت بسبب هجوم حكومي في ذلك الشهر.
وتم الإعلان عن وقف إطلاق النار في مارس بعد أن خاض الطرفان جمودا دمويا وأعلنت الحكومة هدنة إنسانية، مما سمح بدخول المساعدات الغذائية التي تشتد إليها الحاجة إلى المنطقة.
وفي يونيو، شكلت حكومة آبي أحمد لجنة للتفاوض مع جبهة تحرير تيجراي، وفي وقت سابق من هذا الشهر قالت الحكومة إنها تريد إجراء محادثات دون شروط مسبقة، ودعت حكومة تيجراي إلى إعادة الخدمات للمدنيين قبل بدء المحادثات، حيث كانت تيجراي بلا خدمات مصرفية واتصالات منذ انسحاب الجيش في نهاية يونيو، كما كانت واردات الوقود مقيدة، مما يحد من توزيع المساعدات.
ومن جانبها قالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 90% من سكان المنطقة بحاجة إلى مساعدات، محذرة من أن معدلات سوء التغذية ارتفعت بشكل كبير وأن الوضع سوف يتفاقم حتى موسم الحصاد في أكتوبر.
مطالبات عالمية بوقف إطلاق النار في إثيوبيا
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الأربعاء إلى وقف إطلاق النار ومحادثات السلام والوصول الكامل للمساعدات الإنسانية وإعادة إنشاء الخدمات العامة في تيجراي.
كما دعت وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة الإثيوبية وجبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي إلى مضاعفة الجهود لدفع المحادثات من أجل وقف دائم لإطلاق النار.