طائرات آبي أحمد تقصف المدنيين.. وتحذيرات من تصاعد الحرب مع تيجراي مجددا
تجدد القصف الجوي الإثيوبي على ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، اليوم الجمعة، بعد نحو 5 أشهر من هدنة عُقدت في شهر مارس الماضي، بين قوات الجيش الإثيوبي وحلفائها الأمهرة من جهة، وقوات جبهة تحرير تيجراي، من جهة أخرى؛ وينذر اندلاع أعمال القتال مجددا بصراع دامٍ جديد وأزمة إنسانية في منطقة تعاني أصلا من أوضاع كارثية.
وقصفت طائرة حربية إثيوبية، مواقع في عاصمة تيجراي، اليوم الجمعة، وتقول جبهة تيجراي إنها مواقع لسكان مدنيين وروضة أطفال، فيما تؤكد حكومة أديس أبابا أنها تقصف المواقع العسكرية والتدريبية لقوات تيجراي فقط، محذرة المدنيين -في وقت لاحق من القصف- من التواجد في محيط هذه الأماكن.
واندلع الصراع مجددا بين القوات الإثيوبية وحلفائها، وقوات التيجراي، صباح يوم الأربعاء الماضي، لتذهب الهدنة أدراج الرياح؛ ويلقي الطرفان كل منهما باللائمة على الطرف الآخر في خرق الهدنة، وتقول قوات تيجراي، إنها اضطرت للرد على تحرشات عسكرية قامت بها القوات الإثيوبية وقوات أمهرة الحليفة لها، صباح يوم الأربعاء، في عدة مناطق جنوب إقليم تيجراي.
قتلى مدنيين بينهم أطفال في قصف جديد على تيجراي
وتُعد عملية القصف التي نفذتها طائرة مقاتلة إثيوبية، اليوم الجمعة، على ميكيلي، هي الأولى منذ اندلاع الصراع مجددا، وسط مخاوف من سقوط المدنيين، مع عودة الغارات الجوية، التي قتلت مئات المدنيين في تيجراي، على مدار أشهر من الحرب قبل بدء الهدنة في مارس الماضي، بحسب تقرير للأمم المتحدة.
وتقول سلطات تيجراي، إن الغارة الجوية التي نفذتها مقاتلة إثيوبية اليوم، قتلت 7 مدنيين بينهم 3 أطفال تتراوح أعمارهم بين 3 و6 و10 أعوام، فضلا عن سقوط عدد آخر من المصابين المدنيين، وبث تلفزيون الإقليم صورا لسيدات ملطخات بالدماء، بعضهن من كبار السن.
ويظهر تقرير للأمم المتحدة، نُشر في مارس الماضي، أن الغارات الجوية للجيش الإثيوبي على إقليم تيجراي، قتلت أكثر من 300 مدني في الفترة بين نوفمبر 2021 وفبراير 2022.
وجاء في التقرير الذي قدمته ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمام مجلس حقوق الإنسان، أنه نتيجة للضربات الجوية المتعددة، سجلت المفوضية 304 قتلى و373 إصابة بين المدنيين، نتيجة القصف الجوي خلال الفترة المشمولة بالتقرير، مشيرة إلى إحدى وقائع القصف جرت في يناير 2022، وفيها أصابت غارتان جويتان مخيم ماي عيني للاجئين وموقع ديديبت للنازحين داخليا، وقُتل في هذه الهجمات 60 شخصا وأصيب 169 آخرين.
على حافة الكارثة
وتقف تيجراي بالفعل على حافة كارثة إنسانية، بسبب الجفاف من جهة والصراع المسلح والدامي المستمر في المنطقة منذ ما يقرب العامين، والذي تسبب في نزوح الملايين، وسمحت الهدنة للمساعدات الأممية الملحة بالوصول إلى السكان في الإقليم والنازحين.
وتقدر أعداد السكان المحتاجين لمساعدات غذائية إنسانية في تيجراي، بنحو 9.4 مليون شخص، بحسب برنامج الغذاء العالمي، لكن اندلاع الصراع مجددا يهدد وصول إمدادات الغذاء، ويدفع الملايين نحو الجوع.
وسمحت الهدنة بدخول إمدادات المساعدات الغذائية، ووزعت الأمم المتحدة الطعام على نحو 4.8 مليون رجل وامرأة وطفل خلال الأيام الأخيرة.
وقال ديفيد بيزلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، إن الهدنة الإنسانية في الأشهر القليلة الماضية، سمحت لبرنامج الأغذية العالمي وشركائه بالوصول إلى ما يقرب من 5 ملايين شخص في تيجراي.