لم آتِ لطلب الغاز ولا ننكر استعمارنا.. رسائل ماكرون من زيارته إلى الجزائر
زيارة للعمل والصداقة.. هكذا وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته إلى الجزائر قبل أن تحط طائرته أمس الخميس فيها، في زيارة حظيت باهتمام فرنسي وعربي خاصة بعد التوترات التي شهدتها العلاقات بين البلدين على خلفية تصريحات ماكرون بشأن الاستعمار الفرنسي للجزائر، وتخفيض حصول الجزائريين على تأشيرات لدخول باريس.
هيا نطوي الماضي وننظر للمستقبل
أولى المحطات البارزة في الزيارة جاءت بلقاء عبد المجيد تبون الرئيس الجزائري، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر الرئاسة لبحث العلاقات بين البلدين في قمة ثنائية عقبها مؤتمر صحفي تضمن العديد من النقاط الهامة في حديث كليهما، أبرزها سعي كليهما في طي صفحة الماضي والتباعد بين البلدين والوصول إلى أقرب نقطة واصلة بين البلدين على الصعيد السياسي بالنظر إلى المستقبل، ونسيان شوائب سياسية عكرت العلاقات بين باريس والجزائر.
الاتفاق على شراكات بين الجزائر وفرنسا
وبحسب كلمة الرئيسين في مؤتمرهما الصحفي، أعلن الطرفان عن تشكيل لجان مشتركة بينهما في القطاعات الاستراتيجية والاقتصادية، والاقتصادية هنا تشير إلى إقامة الشراكات والاستثمارات المتبادلة والمشتركة وتعزيز التبادل بين الطرفين، وهو ما أكده قصر الإليزيه منذ ساعات قليلة بأن الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري سيوقعان غدًا اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين، ما يؤكد أن فرنسا تسعى لكسب ود الجزائر عبر شراكات استراتيجية واقتصادية كبيرة، أملا في العودة للسوق الجزائرية مرة أخرى بعدما تضاءل الحضور الباريسي في أسواق الجزائر لصالح كل من الصين وتركيا وروسيا وإيطاليا.
لم آتِ للحصول على غاز الجزائر
رسالة ماكرون التالية إلى فرنسا جاءت اليوم الجمعة خلال تواجده بمقبرة سانت أوجين، مؤكدًا أنه لم يأت إلى الجزائر ولقاء شبابها بحثًا عن منابع الغاز، مكتفيًا بالترحيب بمساعدة الجزائر في تنويع إمدادات الغاز إلى أوروبا، عبر زيادة صادراتها من الغاز إلى إيطاليا، وأن بلاده ليست في منافسة مع روما للحصول على أكبر مكسب من كعكة الغاز الجزائري.
هذا سبب تخفيض التأشيرات
ولم يتناس ماكرون الحديث عن التأشيرات الفرنسية لدخول الجزائريين إلى فرنسا، مشيرًا اليوم الجمعة في حديثه بالمقبرة سانت أوجين، واصفًا الحديث عن منح التأشيرة للجزائريين، بالموضوع الحساس جدًا، وأنه مثل جزءًا من حديثه مع رأس السلطة الجزائرية عبد المجيد تبون، قائلا: نحن بصدد مكافحة الهجرة غير الشرعية، وهناك العديد من العائلات الجزائرية التي تأثرت بذلك خاصة وأن ذويهم أو آباءهم يقطنون بفرنسا.
لقاء ودي مع فرنسا
ولم يكتفِ بذلك وحسب، بل تابع أنه اتفق مع الرئيس الجزائري على محاربة الهجرة غير الشرعية، ودراسة منحها لفئات معينة من بينها مزدوجو الجنسية، الممثلون، الرياضيون، رجال الأعمال، والسياسيون.
وفي رسالة منه إلى الشعب الجزائري العاشق لكرة القدم، داعب ماكرون مشاعر الجزائريين بالحديث عن إمكانية إقامة لقاء ودي بين المنتخب الفرنسي لكرة القدم ونظيره الجزائري، سعيًا منه إلى دغدغة مشاعر الجزائريين وكسب محبتهم عبر كرة القدم.
لا أنكر الاستعمار وزيارة للموتى من أجل فرنسا بالجزائر
أما فيما يتعلق بأكبر أزمات ماكرون مع الشعب الجزائري المتمثلة في حديثه عن الاستعمار، فقال ماكرون في مؤتمر صحفي له، إن البحث عن الحقيقة والاعتراف أهم من التوبة في قضايا الاستعمار والحرب الجزائرية التي تسمم العلاقة بين باريس والجزائر، مشيرًا إلى أنه جرى الحديث كثيرًا فيما يتعلق بمسألة الذاكرة والمسألة الفرنسية الجزائرية، قائلا: نحن مدعوون باستمرار للاختيار بين الكبرياء والتوبة.. أنا أريد الحقيقة الاعتراف.. إذا بقينا هكذا لن نتحرك أبدًا إلى الأمام أنا لست ابن حرب الجزائر وحتى عائلتي.
وتابع ماكرون رافضًا استنكار الاستعمار خلال زيارته إلى المقبرة المتواجدة في الجزائر والمتضمنة لـ نصب تذكاري باسم الموتى من أجل فرنسا في حين دقت نغمة الموتى من طرف جوقة الجيش الفرنسي.
