قطيعة في العلاقات بسبب البوليساريو.. هل يحضر المغرب القمة العربية في الجزائر؟
خلال الأسابيع المقبلة، تتجه أنظار العرب صوب العاصمة الجزائرية في انتظار القمة العربية الأولى منذ 2019 المقرر انعقادها في الجزائر مطلع شهر نوفمبر المقبل، وهي القمة التي ينتظرها العرب منذ وقت ليس بالقليل للتشاور في العديد من الملفات المشتركة على الصعيد الرئاسي لكافة الدول، خاصة في ظل توترات بين عدد من الدول العربية في مقدمتها التوترات التي تشهدها العلاقات الجزائرية المغربية، بسبب قضية الصحراء.
الجزائر البلد المضيف، انطلقت منذ أيام في الاستعدادت النهائية لعقد القمة العربية المرتقبة، بتسليم دعوات من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لنظرائه العرب لحضور القمة المقررة مطلع نوفمبر المقبل، حيث شهدت الأيام الماضية تسليم رمطان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري دعوات الحضور للرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، فيما سيتم توجيه باقي الدعوات إلى باقي القادةة العرب.
القمة العربية في الجزائر
الأزمة المغربية كانت واحدة من الأزمات التي طرحت العديد من الأسئلة بشأن إمكانية مشاركة العاهل المغربي للقمة في الجزائر خاصة في ظل التوترات التي يعيشها الطرفين وصلت حد القطيعة في العلاقات كما حدث في أغسطس من العام الماضي، على خلفية دعم الجزائر لجبههة البوليساريو الراغبة في الانفصال بالصحراء الغربية عن الرباط، وإعلانها دولة إنفصالية.
في ذات السياق تسببت أنباء تداولتها وسائل إعلام مغربية خلال الأيام الماضية بشأن إخطار عدد من دول مجلس التعاون الخليجي للجامعة العربية بعدم مشاركتهم للقمة حال عدم مشاركة الملك المغربي محمد السادس، العديد من التساؤلات بشأن القمة.
على صعيد متصل، مصدر دبلوماسي رفيع المستوى، أوضح لـ القاهرة 24، ان ما يتم تداوله من أبناء بشأن مخاطبة دولة خليجية للأمانة العامة بمقاطعتها للقمة العربية المرتقبة في الجزائر، عارية تمامًا من الصحة.
وأوضح أنه لم يتم مخاطبة الجامعة بذلك، مؤكدًا عدم صحة الأنباء المتداولة من قبل وسائل إعلام مغربية، بعدم حضور دول الخليج للقمة بسبب المواقف الجزائرية من قضية الصحراء الغربية.
العلاقات الجزائرية المغربية
وفي مؤتمر صحفي له أمس الثلاثاء، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أن القمة العربية المقبلة سيتم عقدها في الجزائر مطلع نوفمبر المقبل، مؤكدًا عدم إجراء أي تعديلات على الموعد.
خطوات الجزائر لعقد القمة جاءت متوازية ممع تأكيدات الأمين العام للجامعة العربية، حيث شرعت الجزائر في إرسال دعوات الحضور إلى الدول الأعضاء، موضحة أنها ستقوم بإرسال مبعوثين خاصين باسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، إلى كل الدول الأعضاء من أجل تسليم الدعوات إلى جميع الملوك، ورؤوساء الدول والأمراء.
وفيما يتعلق بالمغرب التي أعلنت الجزائر قطع علاقتها السياسية معها في أغسطس الماضي، أوضحت وسائل إعلام جزائرية أنه سيتم إرسال مبعوث خاص إلى المملكة المغربية لدعوة العاهل المغربي لحضور القمة، باعتبار ذلك واجبًا أخلاقيا وسياسيا يستلزم معاملة جميع الدول الأعضاء على قدم المساواة، لأن الأمر لا يتعلق بالعلاقات الثنائية بل بعلاقات متعددة الأطراف.
الجزائر تشارك في القمة العربية بالمغرب
جدير بالذكر ان الجزائر كانت شاركت في أوقات سابقة بقمتين عربيتين بالمغرب، في وقت كانت تعيش فيه البلدين قطيعة تامة في العلاقات السياسية بين الجزائر والرباط.
وفي أغسطس من العام الماضي، أعلنت وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مشيرًا إلى عدة عوامل تسببت في هذه الخطوة، منها تخلي الرباط عن التزاماتها في عملية تطبيع العلاقات بين البلدين.
وقال لعمامرة، في كلمة له، إن المغرب أصبحت قاعدة خلفية لانطلاق اعتداءات ممنهجة ضد الجزائر، مضيفًا أن “آخر الأعمال العدائية تمثل في اتهامات باطلة وتهديدات ضمنية أطلقها وزير الخارجية الصهيوني”.
ويؤكد المغرب بشكل دوري على أحقيته في الصحراء الغربية، مقترحا إمكانية الحكم الذاتي كحل للقضية، في حين تطالب البوليساريو مدعومة من الجزائر بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة.