فرص للاستثمار في الشرق الأوسط وتهديدات بوقف الغاز.. رسائل بوتين لأمريكا وأوروبا في منتدى الاقتصاد
على مدار أكثر من 37 دقيقة، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العديد من الرسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها دول القارة الأوروبية، خلال كلمته أمام منتدى الاقتصاد الدولي، حددت بعضها ملامح السياسة الروسية تجاه خصومها في الغرب.
أولى رسائل بوتين كانت بالتأكيد على استقرار اقتصاد بلاده في مواجهة العقوبات الأمريكية الأوروبية الطامحة في لي ذراع بوتين الاقتصادية، كعقاب له على الحرب في أوكرانيا، مشددًا على استقرار السوق المالي لبلاده وأن روسيا لم تخسر شيئًا اقتصاديًا نتيجة الحرب.
وسعيًا في الحصول على فرص استثمارية أخرى خارج القارة الأوروبية التي كانت تمثل مصدرًا هامًا للاقتصاد الروسي خاصة النفطي، أشار بوتين إلى أن الدب الروسي يرى المزيد من الفرص لدخول الأسواق الشرق أوسطية كبديل عن أوروبا.
وقف الشحنات الروسية من الغاز
ولم يكتفي زعيم الكرملين بالحديث عن الفرص الاقتصادية فقط، بل راح يهدد بوقف شحنات النفط والغاز الروسي حال تم تحديد سقف لأسعار الطاقة، وفقًا للمقترح الأوروبي الذي وصفه بأنه غبي وسيؤدي إلى رفع الأسعار العالمية.
ولم ينسى وريث الاتحاد السوفيتي الحديث عن الأزمة الغذائية الناجمة عن الحرب الأوكرانية، قائلا إن العالم يواجه أزمة غذائية جراء العقوبات الأوروبية الأمريكية، وأن مشاكل العالم القادمة ستزداد مرجعًا ذلك إلى خطط أمريكا القادمة والاتحاد الأوروبي.
وأوضح بوتين أن الاتفاقية المعقودة مع أوكرانيا برعاية تركيا والأمم المتحدة لنقل الحبوب جرى استخدامها لنقل الحبوب الأوكرانية إلى الاتحاد الأوروبي وليس للدول الفقيرة.
وأردف الرئيس الروسي أن التضخم في بلاده يصل إلى 14% وينخفض تدريجيًا في حين يتجاوز 8% بالولايات المتحدة الأمريكية.
أما فيما يتعلق بالعقوبات الأوروبية الأمريكية المتعلقة بإقصاء روسيا من المنظمات الدولية ونظام سويفت العالمي المالي، شدد الدب الروسي أنه يستحيل عزل روسيا دوليًا، مؤكدًا أن موسكو تهدف إلى تعزيز سيادة البلاد ومساعدة الناس الذين يعيشون في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
كما تضمنت رسائل بوتين إلى نظرائه في الغرب، أن ثقة بلاده بالدولار واليورو والجنيه الإسترليني تضاءلت ما دفع موسكو لوقف استعمال هذه العملات، وهو ما يلقي بظلاله على الاقتصاد الأوروبية والأمريكية.
واختتم بوتين رسائله بأن قراره إرسال قوات إلى أوكرانيا خلق استقطابًا معينًا، في العالم وداخل روسيا، وذلك في إشارة منه إلى وجود حالة من الاستقطاب الدولي تجاه الحرب، الأمر الذي ينفي حديث أمريكا المتواصل بوقوف كافة دول العالم خلف قرارات واشنطن في وجه زعيم الكرملين.
