أسطورة الملعب والمكتب.. ذكرى ميلاد صالح سليم مايسترو الأهلي
يُصادف اليوم الأحد 11 سبتمبر الذكرى الـ 92 على ميلاد صالح سليم، لاعب ورئيس النادي الأهلي السابق، حيث أنه من مواليد ذات اليوم لعام 1930.
ويُعد صالح سليم أحد أبرز أساطير القلعة الحمراء التي اكتسبت حب الجماهير، بعدما نجح في صناعة تاريخ مختلف سواء داخل ميدان المستطيل الأخضر لاعبًا وقائدًا، أو خارجه إداريًا بصحبة عبده صالح الوحش.
ونظرًا للتاريخ الكبير لصالح سليم، يستعرض القاهرة 24 في السطور التالية مشوار المايسترو صالح سليم مع الساحرة المستديرة.
بداية صالح سليم الكروية
استهل سليم مشواره الكروي رفقة فريق الناشئين بالنادي الأهلي عام 1944، وتم تصعيده في نفس العام لصفوف الفريق الأول، ظل ضمن صفوفه حتي عام 1963.
وفي نهاية موسم 1963، خرج سليم للاحتراف الأوروبي ضمن صفوف فريق جراتس بالنمسا، وعاد بعد ذلك مرة أخرى المارد الأحمر، إلى أن قرر الاعتزال في عام 1967.
الظهور الأول للمايسترو رفقة الفارس الأحمر
لعب صالح سليم أول مباراة له ضد نادي المصري على ملعب الأهلي بالجزيرة يوم 5 نوفمبر عام 1948، وانتهت بفوز المارد الأحمر بثلاثية نظيفة، بينما كانت المباراة الأولى في أول بطولة دوري رسمية عام 1948 أمام نادي الجالية اليونانية بالإسكندرية، بينما كانت آخر مباراة له أمام الطيران في 11 نوفمبر 1966 عقب مسيرة طويلة ظلت لأكثر من 18 عامًا.
بطولات صالح سليم مع الأهلي
ظل صالح سليم مُنذ تصعيده إلى الفريق الأول ضمن القائمة الأساسية للنادي الأهلي والمنتخب المصري حتى اعتزاله عام 1967، وشارك مع النادي الأهلي في 15 نسخة لمسابقة الدوري العام، نجح في التتويج بـ 11 منهما، وحقق كأس مصر 8 مرات، بجانب كأس الجمهورية العربية المتحدة عام 1961.
أرقام صالح سليم مع الأهلي
خاض صالح سليم مع فريق الأهلي أكثر من 185 لقاء، وأحرز 99 هدفًا، منهما 78 في الدوري، و17 في كأس مصر، و3 أهداف في كأس الجمهورية المتحدة، وهدف في دوري منطقة القاهرة.
ويمتلك في تاريخه الرقم القياسي للتهديف بمباراة واحدة بتسجيل 7 أهداف في مباراة واحدة، وكانت في شباك الإسماعيلي عام 1958.
ويُعد المايسترو صاحب الرقم القياسي في الفوز المتتالي بلقب الدوري 9 مواسم متتالية، بالمشاركة مع توتو لاعب الأهلي السابق.
أرقام صالح سليم مع منتخب مصر
انضم أسطورة القلعة الحمراء إلى منتخب مصر لكرة القدم عام 1950، وحصل على شارة القيادة بكأس بطولة الأمم الإفريقية عام 1959 بالقاهرة، والتي نجح رفقة الفراعنة بالتتويج بها، كما تواجد ضمن قائمة المنتخب الوطني في دورة الألعاب الأوليمبية روما عام 1960.
وعمل صالح سليم عقب اعتزاله مديرًا للكرة بالنادي الأهلي في الفترة من عام 1971 حتى عام 1972، ثم خاض انتخابات مجلس إدارة النادي الأهلي لعضوية مجلس الإدارة، وحصل على نسبة 45% من الأصوات بفارق ضئيل عن رئيس النادي الفريق أول عبد المحسن كامل مرتجي.
وعاد لخوض الانتخابات للمرة الثانية في عام 1980 واستطاع الفوز برئاسة مجلس إدارة النادي الأهلي، وسط مساندة من نجوم القلعة الحمراء، محمود الخطيب، ومصطفى يونس، وثابت البطل، ومجدي عبد الغني وعدد كبير من أعضاء النادي.
واستمر رئيسًا النادي الأهلي حتى عام 1988، حيث قرر حينها ترك الفرصة لغيره لخوض التجربة، الأمر الذي لم يستمر طويلًا بسبب سوء النتائج، فعاد صالح سليم لإعادة الاستقرار مرة أخرى للنادي الأهلي في عام 1990.
وتمكن صالح سليم باسمه وإنجازاته الإدارية من إحلال الاستقرار داخل النادي الأهلي، بشعاره المعروف الأهلي فوق الجميع، وكذلك مقولته الشهيرة: "الأهلي ملك لمن صنعوه، ومن صنعوه هم مشجعوه".
نهاية الرحلة بعد صراع مع المرض
وفي عام 1998، بدأت الرحلة الأصعب في حياة صالح سليم، بعد إصابته، بمرض سرطان الكبد، عندما كان يقوم بالفحوصات التي يجريها كل 6 أشهر لدى طبيبه، وأخبره الطبيب بأنه مصاب بمرض السرطان، وعند مناقشة صالح مع أطبائه لبدء العلاج علم أن الورم السرطاني الذي ظهر في نصف كبده، لا يمكن استئصاله لأن النصف الآخر من كبده مصاب بتليف بسبب إصابته في وقت سابق من حياته بفيروس سي، كما علم أن سنه لا يسمح له بإجراء زراعة الكبد.
ورضخ سليم لنصائح الأطباء باتباع أسلوب جديد للعلاج، ألا وهو العلاج الكيماوي الموضعي، وهو يتكون من حقن المادة الكيماوية داخل الكبد نفسه في المنطقة المصابة، والتزم بالعلاج الذي اقترحه أطباؤه، وكان يداوم على السفر إلى لندن لمتابعة حالته الصحية والوقوف على تطوراتها، إلا أنه لم يفصح للرأي العام عن سبب زياراته المتكررة للندن وخروجه المتكرر إلى خارج البلاد.
وبسبب زيارته المتكررة للعاصمة الإنجليزية، ظهرت التساؤلات عن سببها لكنه كان يجيب عنها بأنه "يسأم من وجوده لفترة طويلة في القاهرة"، ما أدى إلى اتهام صالح بالإهمال في إدارة الأهلي، لكنه لم يفقد ثباته وعزيمته في مواجهة المرض، إلى أن وافته المنية صباح يوم 6 مايو عام 2002 عن عمر ناهز 72 عامًا.