أول مصرية توثق توكيلًا رسميًا للتبرع بأعضائها بعد الوفاة: ليه آخد معايا حاجة مش هحتاجها
معاناة يعيشها الكثير من المرضى؛ نتيجة ألم معين أو فشل عضو من أعضاء أجسادهم، فتتحول الحياة لديهم إلى رحلة شاقة كبرى لاجتياز تلك الأوجاع غير المحتملة، فمنهم من يتجه إلى العلاج الدوائي، الذي في أغلب الأحيان يكون دون جدوى، والبعض الآخر يبحث عن متبرع بذلك العضو في حال ملائمة جسده لاستقباله.
عضوي يرحم مريضًا من ألمه
فكرت سيدة مصرية تدعى دينا رضا، في التبرع بأعضاء جسدها السليم بعد وفاتها؛ لتخفيف ألم شخص يتوجع ومنحه الأمل في الحياة.
ليه آخد معايا حاجة مش هستخدمها لما أموت.. بهذه الكلمات بدأت دينا رضا حديثها لـ القاهرة 24، لتروي تفاصيل توثيقها توكيل في الشهر العقاري، للتبرع بأعضاء جسدها بعد وفاتها.
وثقت التوكيل في 2018
تقول دينا إنها أول سيدة مصرية، توثق تبرعها بعد الوفاة بأعضائها، منذ عام 2018، لتضع حجر الأساس للتبرع بالأعضاء السلمية بعد الوفاة، ومن ثم استخدامها لمن يحتاجها، وتكون سببا لشفائه، متابعة: يمكن عضو يرحم مريض من ألمه.
ليه آخد معايا حاجة مش هتحاجها
وأوضحت دينا: جاتلي فكرة التبرع عشان شايفة إن مش معقول الواحد ياخد معاه حاجة مش محتاجها، ازاي آخد معايا حاجات في حتة أنا مش هحتاجها، زي قرنية عيني، دي ممكن تخلي واحد أعمى يُبصر، منوهة: إزاي أفضل إن الدود ياكل أعضاء وفي حد تاني محتاجها.
وتتابع رضا: في حالة إصابة شخص ما بفشل في الكلى، وكليتي بصحة جيدة، فتبرعي له بها، يساعده على استكمال حياته بشكل طبيعي، بعيدًا عن الألم والوجع، الذي يتسبب في مرضه بهذا العضو.
فكرة كلها إنسانية
أنا مش شايفاها فكرة شجاعة، هي بس فكرة فيها قدر من الإنسانية والمنطق، دايمًا بقول للناس محدش هيروح يسافر مصيف وياخد بالطو مثلا، نفس الفكرة الميت وواخد أعضائه معاه.. دينا تسرد تفاصيل إيمانها بفكرة التبرع بأعضائها بعد وفاتها.
وعانت دينا كثيرًا في بداية الأمر، لإقناع المحيطين بها بفكرتها، لذلك قررت التوجه للشهر العقاري وتوثيق توكيلها بالتبرع بأعضائها كاملة بعد وفاتها، مؤكدة: معنديش أي أمراض مزمنة.
تقول دينا: الشهر العقاري رفض الفكرة في الأول، بعد ما قعدوني حوالي 5 أو 6 ساعات، وبعدين بعتوني للمحكمة، وخلصت ورقي.
وتواصل: دلوقتي إحنا وصلنا لـ 15 واحد موثقين تبرعهم بالأعضاء في الشهر العقاري.
وأكدت دينا أن فكرتها رفضت من المحيطين بها، نظرًا لعدم معرفتهم بالخطوة التالية، موضحة: إحنا قليلين أوي 15 واحد بس، محدش لسة عارف بالفكرة.
نفسي في حملة توعية بالتبرع بالأعضاء بعد الوفاة
وأشارت إلى أنها أُحبطت عندما رأت السعودية تطلق الفكرة عبر تطبيق بالهواتف الذكية، أدى إلى تبرع 196 ألف فرد، خلال 26 يومًا فقط: إحنا لمدة 12 سنة، اتبرع 15 واحد بس، عشان كده نفسي وزارة الصحة تهتم وتعمل حملة توعية زي اللي اتعملت لتحديد النسل، ويكون في تسليط ضوء للفكرة من الإعلام، مشددة: حلم حياتي أقابل الدكتور مجدي يعقوب، لأنه ليه فضل في حاجات كتير حصلت، وهو مثلي الأعلى.