طي خلافات الماضي وتطلع للمستقبل.. ملفات سياسية واقتصادية بانتظار أول زيارة للسيسي إلى قطر
يجري الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الثلاثاء، أول زيارة له إلى قطر، ما يمثل خطوة جديدة على طريق طي خلافات الماضي وترسيخ علاقات البلدين واستثمارها فيما يعود بالنفع عليهما، في ظل تطورات إقليمية وعالمية، بحسب خبراء تحدثوا لـ لقاهرة 24.
وتأتي زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الدوحة، بعد نحو 3 أشهر من زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد إلى القاهرة، والتي عُقد خلالها جلسة مباحثات قمة بقصر الاتحادية، وكانت هي الزيارة الأولى بين البلدين عقب إعادة العلاقات بينهما في إطار اتفاقية العلا.
ويقول السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن الزيارة تسدل الستار على فترة من الخلافات المقلقة، وتتماشى مع الرغبة في استثمار الأدوار الفاعلة للبلدين في القضايا الإقليمية والدولية، لا سيما وأن قطر سعت دائما للعب أدوار مؤثرة؛ وهو ما تلقفته القاهرة، وتسعى لتوجيه هذه الرغبة واستثمارها بشكل إيجابي لصالح البلدين والمنطقة العربية.
ويرى السفير بيومي، في تصريحاته لـ القاهرة 24، أن العلاقات الثنائية بما تتضمنه من ملفات اقتصادية واستثمارية وسياسية، ستستحوذ على الجانب الأكبر من مباحثات الطرفين، لا سيما في ظل التأثير السلبي لجائحة كورونا ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد الوطني، وإمدادات الطاقة والغذاء.
وأوضح أن الملفات التي سيتناولها القادة في قمة الدوحة، يمكن تقسيمها إلى 3 محاور رئيسية، أولها مشاغل البلدين المتصلة بقضايا عالمية مثل جائحة كورونا وآثارها الاقتصادية السلبية، والحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها على إمدادات الطاقة والغذاء، إضافة محور القضايا العربية مثل ملفات ليبيا واليمن وسوريا والعراق، فضلا عن محور العلاقات الثنائية، وما يتضمنه من تعاون اقتصادي واستثماري قطري في القاهرة، والذي لم يتوقف حتى في ظل توتر العلاقات في وقت سابق.
ويرى السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، أن الزيارة مهمة في هذا التوقيت لطي صفحة الخلافات تماما وتطوير علاقات البلدين، لاسيما على مستوى الاقتصاد والاستثمار، فضلا عن الحوار بشأن قضايا عربية عدة تحتاج إلى إعادة تقييم، على رأسها الملف الليبي.
سفير قطر: الزيارة تعكس مستوى التميز الذي وصلت له علاقة البلدين
وذكر رخا، في تصريحاته لـ القاهرة 24، أنه بجانب العلاقات الثنائية التي ستشغل حيزا كبيرا من نقاشات قادة البلدين، فإن قضايا عربية مأزومة ستكون محل نقاش موسع، مثل ليبيا وسوريا والعراق، بجانب ملفي إيران وتركيا، لما للدوحة من علاقات قوية مع طهران وأنقرة.
من جانب آخر، أكد السفير القطري في القاهرة، سالم مبارك آل شافي، أهمية زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى الدوحة، وهي الزيارة الأولى له إلى قطر، ما يعكس مستوى التميز الذي وصلت إليه العلاقات بين البلدين الشقيقين، موضحا أنها تأتي في إطار الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الأخوية بين الدوحة والقاهرة مؤخرا.
وذكر السفير القطري، أن الظروف الاستثنائية التي يمر العالم بها بأكمله في ظل العديد من النزاعات والحروب والجبهات المفتوحة، يتطلب تفعيل الدور الدبلوماسي والتشاور المستمر بين قيادتي البلدين لتبادل وجهات النظر والتباحث إزاء التعامل الأمثل مع هذه المسائل والقضايا.
ونوه إلى ما تشهده مجالات التعاون بين البلدين من تقدم ودينامية نشطة في الكثير من القطاعات الاقتصادية والسياحية والرياضية، مؤكدا على الرعاية التي توليها دولة قطر للجالية المصرية في الدوحة والتي تشارك في النهضة التي تشهدها البلاد حاليا، وفق قوله.
