الأزمة الليبية وعودة سوريا للجامعة العربية.. تفاهمات مصرية قطرية بين السيسي وتميم في الدوحة
استقبل منذ قليل أمير دولة قطر تميم بن حمد الرئيس عبدالفتاح السيسي في مطار حمد الدولي، بالعاصمة القطرية الدوحة في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها تستمر لمدة يومين.
ويلتقي الرئيس خلال الزيارة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعزيز التعاون المشترك.
زيارة الرئيس السيسي إلى قطر حظيت باهتمام إعلامي عربي كونها الأولى منذ توليه رئاسة البلاد، والأولى رسميًا لرئيس مصري منذ نحو 12 عامًا، خاصة في ظل ما شهدته العلاقات من توترات بين البلدين منذ 2017، قبل أن تجري المصالحة بين مصر السعودية والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من جهة أخرى في قمة العلا بالمملكة العربية السعودية يناير من العام الماضي.
زيارة الرئيس السيسي إلى قطر
وعقب المصالحة تبادلت القاهرة والدوحة العديد من الزيارات بين البلدين، من بينها زيارة وزيري الخارجية سامح شكري، ومحمد عبد الرحمن آل ثاني خلال الأشهر الماضية، تبعتها زيارة رسمية للأمير القطري إلى القاهرة يونيو الماضي.
الدكتور علي الهيل المحلل السياسي القطري، قال إن الزيارة تهدف إلى توطيد العلاقات بين القاهرة والدوحة، إلى جانب بحث الجوانب المتعلقة بالاستثمار والتعاون الاقتصادي بين البلدين.
الهيل أضاف في تصريحات لـ القاهرة 24، أن التوافقات المصرية القطرية بشأن العديد من القضايا العربية تأتي في صدارة أبرز النتائج المتوقعة من أول زيارة رسمية للرئيس السيسي إلى قطر، خاصة توافقات بين القاهرة والدوحة فيما يتعلق بالأزمة الليبية، كون البلدان يمتلكان أدوارا واضحة في الشان الليبي، وذلك عقب الزيارات الليبية الأخيرة المتمثلة في زيارة المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب الليبي، وعبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايتها بقرار المجلس، إلى الدوحة ولقائهما بأمير دولة قطر لبحث إنهاء الأزمة.
تفاهمات مصرية قطرية حول الملف الليبي
في ذات السياق، يوضح المحلل السياسي القطري، أنه من المتوقع وجود توافقات وتفاهمات حول الملف الليبي، بالتأكيد المصري القطري على ضرورة التوافق وبدء الانتخابات المرتقبة في البلاد، كونها الوسيلة الوحيدة للخروخ من عنق الزجاجة.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، يشير الدكتور علي الهيل، إلى أنه سيجري الاتفاق على التفاهم حول الأزمة السورية بعودتها إلى الجامعة العربية، شريطة عودة جميع السوريين إلى مدنهم، ومنحهم ضمانات بعدم ملاحقتهم من قبل النظام السوري، إلى جانب مناقشة الأزمة اليمنية التي يرى كلا الطرفين ضرورة إجراء حوار بين دول التحالف العربي والحكومة اليمينة والمجلس الرئاسي القيادي، والحوثيين لإنهاء الأزمة.
على صعيد متصل، أوضحت وكالة الأنباء القطرية في تقرير لها أن زيارة الرئيس السيسي لـ قطر تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها، حيث تأتي قبل انطلاق القمة العربية بالجزائر نوفمبر المقبل، وكذلك أعمال الدورة السابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وتتزامن مع جملة من التطورات الدولية المتسارعة، خاصة فيما يتعلق بالأوضاع والمستجدات بالشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا.
مباحثات ليبية قطرية قبل زيارة السيسي
كان أمير دولة قطر، استقبل أمس رئيس مجلس النواب الليبي المستشار عقيلة صالح، بحضور رئيس مجلس الشورى القطري السيد حسن بن عبدالله الغانم، وذلك خلال زيارة صالح الحالية إلى الدوحة.
وأفاد بيان لمجلس النواب الليبي، بأن الأمير تميم بن حمد، بحث مع عقيلة صالح، أوجه تنمية وتعزيز التعاون بين البلدين، ومناقشة المستجدات الراهنة في ليبيا، بالإضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية.
قبيل استقباله لصالح، كان أمير قطر، استقبل رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها، عبدالحميد الدبيبة، في الديوان الأميري بالعاصمة الدوحة.
وبحسب بيان حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها، فقد ركز اللقاء على ضرورة دعم الجهود الدولية لإجراء الانتخابات في ليبيا؛ باعتبارها الخيار الوحيد للشعب الليبي للوصول إلى الاستقرار ورفضه للمراحل الانتقالية، وفق البيان.
وعلى الصعيد الثنائي، أشارت وكالة الأنباء القطرية إلى أن زيارة الرئيس السيسي، تندرج في إطار العلاقات الطيبة المتنامية بين البلدين وشعبيهما الشقيقين، وتأتي تأكيدا على الحرص المتبادل والإرادة المشتركة لدى قيادتي الدولتين على تطوير هذه العلاقات وتعزيزها والارتقاء بها نحو آفاق أرحب في مختلف المجالات.
