أحمد كريمة: نقل الأعضاء الآدمية والتبرع بها اتجار بالبشر
كشف الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقة المقارن بجامعة الأزهر، رأيه في التبرع بالأعضاء، والتصرف فيها بالبيع والشراء أو الهبة أو غير ذلك.
وقال الدكتور أحمد كريمة، مستشهدًا بقول الله تعالى (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فإنَّ دِمَاءَكُمْ، وأَمْوَالَكُمْ، وأَعْرَاضَكُمْ، وأَبْشَارَكُمْ، علَيْكُم حَرَامٌ..)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (كَسْرُ عَظْمِ المَيِّت ككَسْرِه حيًّا).
وأضاف كريمة لـ القاهرة 24: مدخل إلى هذه المسألة؛ أولًا من المقرر فقهًا وقانونًا أن الإنسان لا يتصرف بالبيع أو الشراء أو الهبة وما إلى آخر هذه التصرفات في شيء إلا إذا كان يملكه وما لا يملكه لا يجوز ولا يصح أن يتصرف فيه.
وتابع كريمة: معلوم أن الجسد الآدمي بحواسه وأعضائه ومنافعه، مملوك لله عز وجل، فقال الله تعالى: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا)، فالإنسان ليس له إلا الانتفاع على الوجه المشروع بالذي رسمته الشريعة الإسلامية.
وأردف كريمة: فيما يخص مسألة نقل الأعضاء أولًا هناك أشياء تجوز وهي الأشياء المتجدده، كحليب الأم المرضعة والدموع والعرق، والدم ولكن الدم هبة وليس بيعًا، لأن جسد الإنسان ليس محلًا للتعاقد.
لا يجوز نقل الأعضاء أو بيعها
وتابع: هناك محاذير يجب أن ننوه عليها، أولًا يحرم نقل أي عضًو من حي إلى حي يؤدي بحياته مثل القلب أو المخ، كذلك الأعضاء الثنائية، لأن الإنسان هنا سيكون مشوه أو في قصور في عمله كالكُلية والعينين وما ماثل ذلك، من أعضاء جسده الثنائية على ما هو معروف، أما غير ذلك مثل فص الكبد والأشياء المثارة حديثًا فأولًا ذهب بعض العلماء والفقهاء الراسخين، مثل الشيخ محمد متولي الشعراوي، والدكتور عبد العظيم المطعني، ومحدثكم الدكتور أحمد كريمة، كما ذهب بعض الأطباء مثل الدكتور عادل السكري إلى أن الأعضاء الآدمية لا يجوز نقلها أو بيعها أو شرائها إلى آخره.
وأردف: ذلك بطبيعة الحال لأن الإنسان لا يملك والملكية لله عز وجل، ومن حق الإنسان أن يعود إلى الأرض رحمه كرحم الأم بكامل أعضائه، أما اللي حاصل على الساحة فهذا اتجار بالبشر، محرم شرعًا وقانونًا ودستورًا، وأكرر أن نقل الأعضاء الآدمية اتجار بالبشر، فالإنسان يُدفن كاملا.
وتابع: لدرجة أن الفقهاء في باب تغسيل وتكفين الموتى قالوا إن الإنسان في حال الغسل إذا وقع منه ظفر أو شعر، أن يرد ويوضع معه في كفنه ويرد إلى خالقه كما كان، وما يحدث الآن هو اتجار بالبشر حتى وإن وجد التبرع لأن التبرع غير موجود، الآن نقل الأعضاء لطائفة من الناس التي تمتلك المال؛ للأسف أصبحت أجساد الفقراء اكسسوار لمن يملك المال والإعلانات التي توجد في الصحف القومية وغيرها إعلانات كاذبة.
وأردف: أناشد هيئة الرقابة الإدارية أن تتحرى وتتبع هذه الإعلانات، وهذه جميعها عمليات لمن يريدون الأموال، أما عن الكلام العاطفي الإنشائي مثل إنقاذ حياة إنسان، هو في تداول غير مشروع، فنقل الأعضاء من حي إلى حي أو من ميت إلى ميت، تداول غير مشروع.