أين كان قلبك يا أمها؟.. كلمة تاريخية من المستشار بهاء الدين المري للمتهمة بقتل طفلتها في الدقهلية
قضت محكمة جنايات المنصورة اليوم، بإعدام متهمين اثنين شنقًا، ومتهمة ثالثة بالسجن المؤبد، و3 متهمين آخرين بالسجن: 5 سنوات، و4 سنوات، وسنتين، في قضية قتل الطفلة روجينا بالدقهلية.
ووجه المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس الدائرة الرابعة بمحكمة جنايات المنصورة كلمات قاسية للمتهمين بقتل الطفلة “روجينا” قبل النطق بالحكم، وذلك بعد تخلصهم من نجلة "المتهمة الثالثة" بإنهاء حياتها بعد تعذيبها وكيها بالنار، ووضعها في الصندوق الخلفي لسيارة مسروقة، لأكثر من 40 ساعة حتى فاضت روحها، ثم إلقاء جثتها في أحد الأراضي الزراعية بنطاق مركز أجا؛ وذلك بعدما شاهدت المتهمين في حفلات جنس جماعية.
وقال رئيس المحكمة في كلمته خلال محاكمة المتهمين: أشباهُ آدميين، جثوا لفُحش جماعي، أمام طفلة في الخامسة، لا تُدركُ ماذا تقولُ، وماذا تُمسك، فراحت تقُص من أحداث الرذيلة ما رأت، وتحكي من فُحش القول ما سمعت؛ فكان جزاؤها التعذيب، ثم القتل البشع.
وأكمل رئيس المحكمة: الأم تحرق في الجسد الهزيل، بـ لهب ولاَّعة، وعشيقُها بإطفاء السجائر في جسد الصغيرة، وسكب الشمع الذائب على موطن العفَّة، والطفلةُ المسكينةُ تتلوى من شدة التعذيب.
وأضاف المستشار بهاء المري: لم يكتفُوا، اقترح العشيق إبعادها عن مسرح الرذيلة، وصادف الاقتراح لدى الأم، هوى؛ فسلَّمتهُ فلذة كبدها، بيد أنه، وعشيقَةً ثانية، كانا قد أضمرا قتلها، فحبساها 40 ساعةً في حقيبة سيارة، حتى لفظت أنفاسها، فصعدت الروح إلى بارئها، لا راضيةً ولا مرضية، بل شاكية إليه ما كان من أمر البشر، ناقمة على أرض احتملت وطأهم عليها.
وواصل: إن المحكمة تستشعُر - الآن، الذعر البادي في عينيها وقتها، تحس ارتجاف قلبها ساعتها، تستحضر ارتعاد جسدها تحت نيران التعذيب لحظتها، تسمع حشرجة أنفاسها تلفظ رويدًا رويدًا في حقيبة السيارة، والمحكمةُ الآن تسأل: أين كان قلبك يا أمها؟!، جُرمٌ غريبٌ على مجتمعنا.
واستطرد في كلمته: تحَرَّوا يا علماء الاجتماع وعلم النفس أسبابه، حللوا دوافعهُ، واقترحوا لهُ العلاج الشافي، أفعال دخيلة على قيمنا، لم يعُد معها بيان الحلال والحرام للناس كافيا، إن المطلوب الآن، أن يحب الناس الحلال، ويكرهوا الحرام، فمن عرف الحكم- فقط- قسى قلبه، ومن عرف علة الحكم؛ رق قلبه.
ونوه بأن المحكمة، وهي بصدد تقدير العقاب؛ استعصت عليها الرحمة، فأبت أن تُسدل على المتهمين ستائرها؛ فأنزلت بكل منهم حد العقاب الأقصى الًمُقرر لجريمته.
وقضت محكمة جنايات المنصورة، حكمها المتقدم.
وكان المستشار محمد لبيب، المحامي العام لنيابة جنوب المنصورة الكلية، قد أحال 6 متهمين، وهم “محمد. ع. ف” وشهرته ميزو، 37 عامًا- عاطل، و"هدي. إ. ع "31 عامًا- ربة منزل، "شيماء. أ. ع" شهرتها رشا، 34 عامًا - ربة منزل، و"كريمة. س. ر" شهرتها أنوش، 32 عامًا- ربة منزل و"محمد. ب. ع" وشهرته إسلام، 32 عامًا ومقيم بنطاق قسم شرطة أول المنصورة، و"سماح. أ. أ" هاربة 30 سنة، تقيم بمحافظة الجيزة، لأنهم في الـ10 أيام الأولى من مايو 2022، بدائرتي جمصة، وقسم أول المنصورة، بمحافظة الدقهلية، قتل المتهمون من الأول إلى الرابعة، الطفلة روجينا بركة، المجني عليها، نجلة المتهمة الثالثة، عمدًا مع سبق الإصرار؛ بأن بيتوا النية وعقدوا العزم على قتلها، لما استفحل في نفوسهم من شر البغية.
صدر الحكم المستشار بهاء الدين خيرت المري، وعضوية المستشارين: سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، وسكرتارية محمد جمال، في القضية رقم 13044 لسنة 2022 جنايات قسم أول المنصورة، والمقيدة برقم 1422 لسنة 2022 كلي جنوب المنصورة.