محمد سليم شوشة: تناول الجنس في الرواية يتوقف على طريقة توظيفه
يمثل التعرض للجنس في الرواية العربية مثار جدل بين النقاد والكتاب، فهناك من يرفض استخدام الجنس تماما في الرواية، وهناك من ينادي بتوظيفه بشكل واسع باعتباره أحد مكونات الحياة التي تعكسها الرواية، وهناك فريق ثالث يرى أن يجوز التعرض للجنس ولكن بحدود.
في هذا الصدد يقول الناقد الدكتور محمد سليم شوشة، أستاذ النقد الأدبي المساعد بكلية دار العلوم، جامعة الفيوم، أن الجنس مكون طبيعي وعنصر حتمي من عناصر الحياة ومحدد من محددات الوجود، بل هو في بعض وجهات النظر والاعتبارات يمثل أساس الوجود أو أصله، وذلك في المنظور النفسي الفرويدي مثلا أو في بعض الاعتبارات والنظرات الأسطورية له، وفي بعض التشكيلات الجمالية يتم الاعتماد على الجنس عبر توظيف معين.
وأضاف الناقد محمد سليم شوشة، في تصريحات خاصة لـ القاهرة 24: الحقيقة أن كل عمل يكشف عن طرق تعامله مع الجنس ويمكن تفكيك العمل والبحث في علاماته وبالتحديد الإشارات الجنسية لكشف القيم الدلالية أو الجمالية الناتجة عن هذا التوظيف.
كبار الروائيين تناولوا الجنس
وأوضح: بعض الروائيين وخاصة الكبار يجيدون توظيف الجنس ويعتمدون على لغة تتسم بالحساسية والوعي الاجتماعي فلا ينزلقون إلى مستوى يظهر فراغ عملهم أو محدودية رؤيته، فبعض الأعمال يثريها ويزيدها جمالا هذا الحضور المحسوب للمكون الجنسي أو الجسداني مثل روايات العشق والرومانسية أو بعض روايات الحرب التي تكون مرتبطة بقصص حب أو يتم عكسها في مرآة الحب والبحث عن الذات عبر العشق واللذة الجسدية، في حين أن بعض الأمور الروايات الأخرى يكشف حضور الجنس فيها أو بالأحرى هيمنته عن قدر الإفلاس لدى الكاتب الذي لم يجد إلا اللعب على الغرائز، والحقيقة أن حتى هذا اللون من الكتابة له تقديره واحترامه وبخاصة إذا كان في لغة أدبية رفيعة ويكون مصورا عبر طاقات شعرية تتسم بالكثافة والغنى.
واختتم محمد سليم شوشة حديثه قائلا: ولهذا فإن المعيار الأساسي الذي يمكن أن نراجع عبره حضور الجنس وتوظيفه في الإبداع يكون عبر نواتج هذا التوظيف الجمالية والدلالية، وكذلك عبر تشابكه مع بقية العناصر الحياتية الأخرى، والمعيار الأخير وهو ضروري وحتمي هو معيار اللغة التي يتم تصوير الجنس عبرها وقدرتها على أن تحافظ على القيمة الأدبية وألا تفقد العمل صلته وعلاقته الحميمة مع قاعدة عريضة من القراء والمتلقين.