أحمد فؤاد: يوسف إدريس برع في توظيف الجنس لتقديم دلالات مرتبطة بالمجتمع
يمثل تناول الجنس في الرواية العربية مثار جدل بين النقاد والكتاب، فهناك من يرفض التعرض للجنس تماما في الرواية، وهناك من ينادي بتوظيفه بشكل واسع باعتباره أحد مكونات الحياة التي تعكسها الرواية، وهناك فريق ثالث يرى أنه يجوز التعرض للجنس ولكن بحساب.
في هذا الصدد يقول الدكتور أحمد فؤاد أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية جامعة عين شمس لـ القاهرة 24: رأيي أن تضمين النص الأدبي القصصي جوانب تتعلق بالجنس، ليس أمرا جيدًا ولا يعد تقنية جمالية بأي حال من الأحوال، ولكن يمكن تقديمه في إطار المضمون المقدم في النص الروائي، باعتباره من الأبعاد الاجتماعية للفضاء النصي أو الشخصيات الروائية، وبالتالي تقديمه لا بد أن يرتبط بتقديم إشارات ودلالات رمزية على قيم ثقافية واجتماعية مرتبطة بتصوير المجتمع وشخصياته في النص الروائي، وليس من خلال تقديمه بدون دلالات مثلما يفعل بعض الأدباء.
تقديم الجنس لا بد أن يكون محسوبا
وأضاف أحمد فؤاد: وهكذا فتقديم الجنس في النص الروائي لا بد أن يكون محسوبا بدقة، فلا يرتبط بإثارة الغرائز والشهوات، ولكن إذا كان من الضروري تقديمه فيمكن أن يتم توظيفه رمزيا للإشارة لجوانب مجتمعية وثقافية معينة وأبعاد مرتبطة بالشخصيات المصورة في النص الروائي والقصصي.
وتابع: لعل أجدر من قام بذلك في رأيي الكاتب الكبير يوسف إدريس، فقد برع في توظيف الجنس في تقديم دلالات رمزية مرتبطة بالمجتمع وشخصياته، ومن أمثلة ذلك قصصه المشهورة بيت من لحم والنداهة وأكان لا بد يا لي لي أن تضيئي النور، ومن رواياته الحرام ونيويورك 80، لم يكن في هذه النصوص الروائية والقصصية مخاطبا للغرائز والشهوات، وإنما كان موظفا لتصوير قضايا سياسية واجتماعية، من خلال الرمز الدال.