مش قادرين ينسوا الصدمة.. صحيفة إسرائيلية تكشف سر عدم إنتاج أفلام روائية عن حرب أكتوبر في تل أبيب
طرحت صحيفة جورزاليم بوست، سؤالا حول لماذا لم تنتج إسرائيل أفلاما روائية عن حرب أكتوبر أو حرب يوم الغفران كما يسمونها الإسرائيليين، وجاءت في بعض الإجابات أن السبب الرئيسي، أنها الحرب الأكثر صدمة التي مرت بها إسرائيل على الإطلاق من حيث كم القتلى والجرحى الذين سقطوا في صفوف جيش الاحتلال.
الصحيفة الإسرائيلية أوضحت، أنه كان هناك عدد كبير من الأفلام الوثائقية التلفزيونية حول فجيعتهم من حرب أكتوبر، والجنود الذين نجوا والذين لم ينجوا، ولكن لم يتم إنتاج العديد من الأفلام الروائية حول هذه الحرب المهمة.
الإسرائيليين لا يستطيعون نسيان صدمة حرب أكتوبر المجيدة
وأكد أنير بريمينجر، من الجامعة العبرية في القدس، أن حرب أكتوبر أو كما يصفوها بحرب الغفران، هي الحرب الأكثر صدمة التي مرت بها إسرائيل على الإطلاق، وذلك لعدد من الأسباب: "شدتها - عدد القتلى والجرحى وضحايا الصدمات خلال هذه الفترة القصيرة- المفاجأة والسقوط بعد نشوة حرب الأيام الستة.
ووفقا لما قاله الإسرائيلي أنير بريمينجر، الذي يدرّس دراسات السينما في الجامعة العبرية وهو صانع أفلام، فإن حرب أكتوبر المجيدة، هي الحرب الأشد صدمة التي مرت بها إسرائيل على الإطلاق، مضيفا: في الواقع، ما زلنا اليوم في فترة ما بعد الصدمة لهذه الحرب، فالتعامل مع مثل هذا الجرح الصعب من الصدمة أمر معقد من الناحية النفسية والاختباء منه أحلى ولا نتعامل معه إلا من بعيد.
وبحسب هذا الرأي، فإن صدمة الهجوم المفاجئ والخسائر الفادحة في ساحة المعركة للاحتلال الإسرائيلي، في حرب أكتوبر المجيدة تبقى معهم إلى حد كبير، وبالتالي يصعب تصويرها في أفلام روائية.
عدم التكافؤ في المقارنة بين الهولوكوست وحرب أكتوبر
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية أن صناع الأفلام الإسرائيليون يمارسون الرقابة الذاتية عند التفكير في صنع أفلام تتناول الهولوكوست، فبالرغم من اعترافهم بعدم التكافؤ في المقارنة بين الهولوكوست وحرب أكتوبر، لكن الصحيفة وصفت أن كلاهما ترك ندوبًا على نفس الإسرائيليين، مؤكدا أنه عندما يتعامل صناع الأفلام الإسرائيليون مع الهولوكوست يكون التعامل أكثر مع الناجين وما تلاها وليس مع الفظائع ومعسكرات الموت في حد ذاتها، وبالمثل مع موضوع حرب أكتوبر.
ولاستكشاف الصعوبات النفسية للعودة إلى الحياة الطبيعية في أعقاب الحرب أنتج شارون، الذي أصيب بجروح بالغة في حرب السادس من أكتوبر، فيلم في نفس الوقت عن قصته الخاصة.
وفي أحد الأفلام الإسرائيلي القليلة التي تم تصوريها عن حرب أكتوبر، لم يتم تناول بطولة ولا انتصار في فيلم الحرب، بل هو تصوير لأهوال الحرب وطبيعتها التي لا هوادة فيها.
الابتعاد عن أفلام الحرب
وقالت إيمي كرونيش الكاتبة الإسرائيلية، إن جرح حرب أكتوبر المجيدة، لدي الإسرائيليين سيبقى مدفونًا في الغالب، مضيفة: في السنوات الأخيرة قلّت الأفلام الإسرائيلية عن الحروب والقضايا الكبرى.
