بعد خفض أوبك بلس للإنتاج.. توقعات بوصول برميل النفط لـ110 دولارات للبرميل
شهدت أسعار النفط ارتفاعات متتالية في ظل تخفيضات الإنتاج خلال الأسابيع الأخيرة، وسط توقعات بتراجع الطلب في ظل التباطؤ الاقتصادي والتضخم الذي تواجهه الأسواق، وذلك بعد الخفض الأكبر لأوبك + منذ 2020؛ ويأتي ذلك في ظل تترقب الأسواق رد فعل واشنطن على قرار الخفض الذي يرى الرئيس الأمريكي أنه لم يكن ضروريًا، متهما المجموعة أنها لم تراع الظروف العالمية وأن القرار جاء ليصب في مصلحة روسيا.
توقعات سعر النفط
ورفع بنك الاستثمار الأمريكي جولدمان ساكس توقعاته لسعر برميل نفط برنت خلال الربع الأخير من العام الجاري إلى 110 دولارات.
وقال داميان كورفالين، رئيس أبحاث الطاقة: كل التطورات التي شهدناها على جانب العرض في هذه المرحلة تمهد إلى حد كبير الطريق لما نعتقد أنه سيكون أسعارًا أعلى في نهاية هذا العام.
وأوضحت مذكرة جولدمان ساكس، أن تعديل التوقعات جاء نتيجة قرار أوبك + بخفض إنتاج النفط بمقدار مليوني بِرْمِيل يوميًا اعتبارًا من نوفمبر، حيث يخطط التحالف لخفض الإنتاج بمقدار 2 مليون بِرْمِيل يوميًا، وهو ما يمثل انخفاضًا حقيقيًا قدره 1.2 مليون برميل يوميًا مقارنة بتوقعات البنك السابقة.
ورجح بنك الاستثمار الأمريكي أن يرتفع سعر النفط أكثر إذا تم الالتزام بخطة الإنتاج واستمرت أوضاع السوق في التحسن، قائلا إن الخفض منطقي، وإن كان استثنائيًا، لأنه يزيد من إيرادات مجموعة النفط بأقل قدر من التضحية بالأرباح المستقبلية.
فيما قال محللو بنك مورجان ستانلي: سيجد خام برنت طريقه إلى 100 دولار للبرميل أسرع مما توقعنا من قبل بعد تحرك أوبك +، قائلين إن الخفض يهدد بتضييق الأسواق بشكل كبير، على الرغم من أن الكثير يعتمد على كيفية أسعار إنتاج النفط الروسي بمجرد دخول حظر الاتحاد الأوروبي حيز التنفيذ.
كما توقع محللون من بينهم جيوفاني ستونوفو في مذكرة، أن تشهد سوق النفط مزيدًا من التشديد، وأن يتجاوز سعر خام برنت 100 دولار خلال الأرباع المقبلة.
خفض إنتاج النفط
ويأتي خفض تحالف أوبك بلس للإنتاج متزامنا مع الحظر الأوروبي على الواردات الروسية، والنهاية المحتملة لإصدارات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من احتياطيات النفط الاستراتيجية، وزيادة الطلب من التحول من الغاز إلى النفط هذا الشتاء للضغط على السوق.
وذكر وارن باترسون، رئيس الإستراتيجية في ING Groep NV في سنغافورة، إن هذه الخطوة كافية لتغيير التوازن للعام المقبل، مما يدفع السوق إلى نقص في عام 2023 بأكمله، مضيفا أن هناك جانبًا صعوديًا واضحًا لتوقعات البنك لبرنت عند 97 دولارًا للبرميل للعام المقبل.
ومع ذلك، يُنظر إلى المزيد من عمليات التحرير من الاحتياطيات الاستراتيجية الأمريكية على أنها ممكنة، على الرغم من أنه من المحتمل أن يكون لها تأثير محدود فقط.
بينما أكد محللون من بينهم فرانشيسكو مارتوتشيا وإد مورس، في مذكرة، أنه رغم أن التخفيض كبير على الورق، لكن الخفض الفعال سيكون أصغر بكثير لأن المجموعة فشلت بالفعل في الوصول إلى حصصها، قائلين أن الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية على أوبك + إذا أضرت بالنشاط الاقتصادي والطلب على النفط أكثر.
ولفت محللون من بينهم هيليما كروفت، في مذكرة، إلى أن الخفض الفعلي من المرجح أن يكون نحو مليون برميل يوميا، حيث تمثل السعودية أكثر من النصف.
وأعلن البيت الأبيض أنه قد يكون هناك المزيد من الإصدارات من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، لكن من غير المرجح أن يكون هناك إصدار ضخم آخر في المدى القريب.