يلتزمون بمظهر الرسول ويقولون اللحية والجلباب على السنة لكن تطبيق الأخلاقيات بعيد فأين الخلل؟.. علي جمعة يوضح
أجاب الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، على سؤال: في العصر الذي نعيشه نجد أناس تلتزم بمظهر الرسول ويقولون اللحية على السنة والجلباب على السنة والسواك وغيرها ويكون الأمر والالتزام في الشكل الظاهري لكن أصبحنا بعيدا عن تطبيق الأخلاقيات فأين الخلل؟.
يلتزمون بمظهر الرسول ويقولون اللحية والجلباب على السنة لكن تطبيق الأخلاقيات بعيد فأين الخلل؟.. على جمعة يكشف
وقال علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق، خلال برنامج تليفزيوني، إن السبب في ذلك أنهم أرادوا أن يعيشوا زمن الرسول، ونحن ندعوهم أن يعيشوا حياته، والفرق كبير بين زمن الرسول وحياته، مضيفا: الزمن فيه مكان وأدوات وتسهيلات معينة مثل احنا كنا بنركب ايه، وبنحارب في الحرب بايه، فكل ذلك تطور وتغير.
واستكمل علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق: نحن مُطالب مننا حتى يرضى الله عنا، أن نعيش زمن النبي أم نعيش حياة النبي؟.. حياة النبي مليئة بالمواقف والأحكام والأخلاق والأهداف وطريقة التفكير، وهذا ما نرغب في أن نعيشه، أما زمن النبي محدود بالسقف المعرفي لذلك الزمن من حيث: كيف كانت الأدوات، وكيف كانت طريقة الشرب والمواصلات والاتصالات والمؤسسات؟.
واستطرد على جمعة: النهاردة دولتنا فيها 3 آلاف مؤسسة، ولما عمر رضي الله عنه عمل البريد والجيش والديوان والمسجد، يعني حوالي 5 أو 6 أو 9 مؤسسات.. اعتبرناه رجل دولة كبير، ولكن الدولة حاليا بها 3 آلاف مؤسسة، ومش هينفع تقف على 10 مؤسسات اللي كانت على عهد عمر.
وواصل علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية السابق: التراتيب الإدارية التي كانت بعصر النبي كان مفهوم منها ما وراءها، يعني المسجد كان بمثابة مدرسة وكان محكمة وكان غرفة عمليات للحرب، ولكن الآن مينفعش هذا، والنبي كان يستعين بتلك المؤسسات، وبالتالي أنا عشت حياة النبي بالرغم أني لم أعش زمن النبي.
وتابع على جمعة: لما أعمل جيش ويبقى فيه سلاح الطيران والبحرية والمشاة والدفاع الجوي وغيرها، فأكون بهذا بمثابة العيش في حياة النبي، ولكن إذا قولت إن الضرب بالقنابل حرام واستخدمت السيف والرمح والقوس يكون هذا بمثابة العيش في زمن النبي، وبالتالي هخرج برا العمارة ومش هعمر الأرض بهذا الأسلوب.
موقف للرسول مع أبي لهب وزوجته
وخلال الحلقة، قال علي جمعة، إن معاملات الرسول كانت مُؤيدة من الله عز وجل، وكان يعين الغريب، وهذا ما حدث عندما طلب منه رجلا غريبا أن يرد له أمانة عند أبي جهل، فلم يتأخر وقام وذهب معها إلى ببت أبي جهل وطلب منه أن يعطي للرجل أمانته وبالفعل رد أبي جهل للرجل أمانته.
وحكى علي جمعة، موقفًا للرسول مع أبي لهب يظهر رقته في المعاملات، حيث قال: أبي لهب كان يحب الرسول حتى نزول الوحي عليه، ومن هنا حدث تعارض مصالح.
وأشار إلى أن زوجة أبي لهب -حمالة الحطب- كانت تدعى أروى، مضيفا: قبل نزول الوحي؛ خطب عتبة وعتيبة بنات الرسول رقية وأم كلثوم، فطلبت أروى من أبي لهب طلاقهما للانتقام من الرسول والانتقام منه، فوافق أبي لهب والحمد لله إنه وافق.
ونوه بأن الرسول لم يتأثر ولم يحزن بل شعر بالسعادة، فكان هادئ النفس ومتوكلًا على الله، ويتلقى الأشياء بسكينة وحُب وود، ولم يحدث مشاكل مع عتبة وعتيبة أو أبي لهب.
