فوضى الدكتوراه الفخرية
ظهرت في الآونة الأخيرة هوجة منح الدكتوراه الفخرية لكل من هب ودب على الساحة، وأصبحت هذه الدكتوراه موضع شبهات سواء من المؤسسات المانحة التي ظهرت فجأة وليس لها تاريخ وغير معترف بها والتي تستهدف الترويج لنفسها وتحقيق أكبر قدر من الدعايا لاستقطاب أكبر عدد من راغبي الحصول على لقب دكتور بمقابل مادي، وسواء من الشخصيات الذين يتم منحهم هذه الدكتوراه دون ثمة إنجاز أو عمل جليل، مثلما حدث مع سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي، المدهش أن جامعة ديلفورد الأمريكية الوهمية كمثل صارخ وفاضح لتلك المؤسسات المشبوهة استهدفت أحد شخصيات النادي الأهلي نظرا لشعبية النادي الجماهيرية، وبالتالي هي تستهدف النصب على أكبر عدد من المواطنين المصريين المنقسمين رياضيا بين الأهلي والزمالك، وقد شارك سيد عبد الحفيظ في ذلك بقبول منحه الدكتوراه الفخرية من هذه المؤسسة المشبوهة.
والحقيقة أن منح الدكتوراه الفخرية مقصورة على المؤسسات العلمية والجامعات العريقة والمعتمدة دوليا، ويتم منحها للشخصيات التي تتمتع بخصوصيات استثنائية وإنجازات رفيعة وأعمال جليلة في مجالات العطاءات العلمية أو الإنسانية أو الوطنية.
فماذا قدم سيد عبد الحفيظ من إنجازات للدولة المصرية؟، ولماذا اختصت المؤسسة المشبوهة سيد عبد الحفيظ دون غيره رغم أن هناك العديد من الرياضيين المرموقين الذين حققوا إنجازات حقيقة للدولة المصرية في المحافل العالمية؟.
الأمر يحيط به الكثير من الشبهات والشكوك وينبغي على أجهزة الدولة القضاء على فوضى منح الدكتوراه الفخرية للشخصيات الزائفة، وننتظر من النائب العام التحقيق في واقعة جامعة ديلفورد الأمريكية حتى تكون عبرة لكل من تسول له نفسه في إيهام الشعب المصري بمشروع كاذب من أجل النصب عليهم والحصول على أكبر قدر من المكاسب بسبب هذا الترويج الزائف لشخصيات طفت على السطح ومنحهم ألقاب دون ضوابط ومعايير.
وينبغي على وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، التحقيق في الأمر وإعلان قائمة رسمية بالجامعات والمؤسسات العريقة والمعتمدة دوليا لمنح الشهادات العلمية والدكتوراه الفخرية.
إنه ناقوس خطر يدق بقوة وينبغي مواجهة ظاهرة منح الدكتوراه الفخرية والتصدي ونشر التوعية اللازمة لتجنب وقوع ضحايا لهذه المافيا من المؤسسات الوهمية.
