ألقته والدته في النيل منذ 22 عامًا والآن يبحث عن أسرته.. الشاب إسلام: لم يحبني العالم ولا أمي
أمهات لن تكون الجنة تحت أقدامهن، فهن لم يتخلوا عن أبنائهن فحسب، بل أقدم بعضهن على إنهاء حياتهم والتخلص منهم نهائيًا، فيبدو أنهم بلا قلوب تنبض أو مشاعر تتحرك ناحية فلذات أكبادهن، ولعل أكثر القصص قسوة وغرابة، هي الأم التي ألقت ابنها في النيل حتى تُزهق روحه، ولكن العناية الإلهية أنقذته ليروي قصته بعد 22 عام من الواقعة المؤلمة.
أم تلقي بابنها في النيل
قبل 22 عاما، ألقت أم بابنها إسلام في النيل، حتى تتخلص من العار الذي قد يلحقها فيما بعد، بعدما حملت سفاحًا من شخص هي فقط من تعرفه، لكن أنقذ الصيادين إسلام من النهر وتم تسليمه لدار أيتام، وظل بها حتى أصبح شابًا يجلب بنفسه قوت يومه، حسبما روى قصته لـ القاهرة 24.
تزوجت من رجل آخر، رغم حملها في إسلام، الذي كان في أحشائها منذ ثلاث أشهر، وبعد انتهاء فترة الحمل، وضعته باعتبار أنه ابن زوجها الذي تزوجته أمام الجميع، لكن الأهل شككوا في حملها الذي لم يدم سوى 6 أشهر من بعد الزواج، وبالفعل تأكدوا أن الطفل لا يحمل نفس الدم، حيث كانت الأم على علاقة برجل آخر قبل الزواج، فطلقها زوجها ثم قررت أن تتخلص من طفلها بمساعدة أبيه برميه في النيل.
مرت السنوات وظنت الأم أنها تخلصت من خطأها للأبد، وتزوجت من رجل آخر ولديه ابن، وهو الذي تعرف فيما بعد على إسلام، حيث عرف قصته من شقيقة الأم التي تزوجت بوالده، وأخذ يبحث عن إسلام حتى يمنح والده أسبابًا لتطليقها.
كان كلًا منهما يبحث عن خيط ليدله عن الآخر، وبعد أن وصل ابن زوج الأم لإسلام، قصّ عليه قصته الغريبة التي لا تصدق، ليذهب إسلام إلى دار الأيتام مرة أخرى ويسأل عن الطريقة التي تم تسليمه بها، وتأكد من قصة مجيئه إلى الدار من خلال أوراق المحضر، وأنه كان مخطط لقتله بإلقائه في النهر، والصيادين أنقذوا حياته، وقبل تسليمه للدار، قاموا بدورهم في السؤال عنه حول المناطق المجاورة، وأخبرهم السكان أن هناك امرأة على خلاف مع زوجها بسبب طفل ليس ابنه.
قابل إسلام فيما بعد خالته، التي اعترفت له بما اقترفته والدته، وأرشدته على طريقها في طنطا قرية كتامة، لكن فور معرفتها بقدومه إليها فرت هاربة، ليعود إسلام إلى خالته ويمكث معها في بيتها على أمل أن تقبل والدته أن مواجهته.
ظلت الأم تتهرب من ذنبها الذي أصبح يركض ورائها في كل مكان، على أمل أن تعترف من هو والد إسلام، لكنها أرسلت له التهديدات حتى يبتعد عن طريقها.
مكث إسلام في طنطا حوالي 13 يوم، يحاول مع الجميع أن يرى والدته التي تخلت عنه، إما أن تتقبله أو تعترف من والده الذي يريد أن يُنسب إليه، ومنذ 6 سنوات لا يزال إسلام ينتظر أن يعرف حقيقته كاملة.