125 منجمًا.. المصريون القدماء أول من اكتشفوا أهمية معدن الذهب
للذهب أهمية كبيرة في مصر القديمة فـ المصريين القدماء أول شعوب الأرض استخدموا الذهب، وكان له أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية والدينية وارتبط بعقيدة الخلود؛ لأن لونه لا يتغير بمرور الزمن، وارتبط أيضًا بالطقوس الجنائزية فاللون الذهبي كان يرمز إلى العقيدة الشمسية: «والذي انبعثت منه معبودات مصر القديمة».
وحرص المصري القديم على تغطية المومياوات بصفائح من الذهب، وبالتالي فإنها لا تفنى مثل أجساد المعبودات وبصفة خاصة أوزير، غير أن هذه المعادن غير قابلة للتآكل أو التحلل، ومن ثم فإن وجودها على الجسد يضمن له الخلود، وتم تسجيل أول إشارة مكتوبة إلى الذهب في الأسرة الثانية عشر حوالي عام 1900 ق. م.، كذلك كًتب وصفًا للذهب في رسالة من الملك توشراتا ملك ميتاني إلى الملك أمنحتب الثالث «ابعث لي بكمية من الذهب؛ لأن الذهب في بلادك مثل التراب».
البردية الذهبية بمتحف تورينو في إيطاليا
واشتهرت مصر بمناجمها فقد اكتشفوا نحو 125 منجمًا بالصحراء الشرقية ومنطقة البحر الأحمر والنوبة، والتي تعنى أرض الذهب، تشير البردية الذهبية في متحف تورينو في إيطاليا من عهد الملك سيتي الأول إلى مناجم الذهب المنتشرة بالصحراء الشرقية، حيث تمتُّع المصريين بخبرة هائلة في مجال التنقيب عن الذهب وتوصلوا الي الطرق الخاصة بعمليات البحث والاستخراج والاستخلاص، من عروق الكوارتز، فضلا عن خبرتهم الكبيرة في مجال تصنيعه، واستخدموا النار والغاب المصنوع من الخزف لصهره.
وتشير المناظر الموجودة على جدران المقابر المصرية القديمة إلى أن المصريين القدماء أدخلوا النار في صناعة الذهب، وتصور هذه المناظر العمال وهم يصهرون المعدن في أوعية كبيرة من الخزف، ثم يصبون الذهب بعد صهره في قوالب لعمل الحلي. كانت التقنيات الأولية المستخدمة في صناعة الذهب، كانت تعتمد على تحويل الأشكال وتغييرها بواسطة المطرقة والسندان.
