مخاطر تسريح موظفي تويتر
استلم آلاف الموظفين في شركة تويتر إخطار إنهاء توظيفهم بشكل رسمي، العدد المحدد لمن انتهت رحلته مع شركة تويتر غير محدد حتى الآن وإن كانت التخمينات تتحدث عن أكثر من ثلاثة آلاف موظف حول العالم، فقد خسر مكتب الهند معظم موظفيه، ومكتب سان فرانسيسكو ودع مئات الموظفين ليلة أمس.
ما يحدث في تويتر بعد استحواذ ماسك ليس شائعًا وسيكون مثالًا دسمًا وبيئة خصبة للدراسة، وبالعادة تلك التغييرات الجوهرية تأتي مع مخاطر جمة، ولعل أهم ما في قصة تويتر مع ماسك ما يلي:
فالمخاطر السيبرانية متعددة ولابد أن الشركة لها نظام فعال لإيقاف صلاحيات هذا الكم من الموظفين في فترة قصيرة، الحديث هنا عن آلاف الموظفين حول العالم، والمطلوب ليس بسيطا، ضمن إيميل إنهاء الخدمات المنتشر عبر الإنترنت كان مذكورا أن من لم يحالفه الحظ ستكون بطاقة دخوله غير مفعلة، ناهيك عن أن الموظفين الغضبى الباحثين عن الانتقام حتما موجودون، ورد الفعل السريع في إيقاف جميع صلاحياتهم لحظيا خطوة أساسية لتقليل مخاطر إساءة استغلال الصلاحيات سواء رقميا أو حسيا على منشآت الشركة.
الهجمات السيبرانية من الوارد أن تزيد على خدمات الشركة عموما، إما انتقاما للمقالين أو استغلالا للظرف، على أية حال، إيميلات التصيد Phishing المستغلة لقصة ماسك مع تويتر بدأت بالزيادة مؤخرا، وكما هو متوقع المخترقون لن يضيعوا تلك الفرصة الذهبية.
هذا بالإضافة إلى المخاطر التشغيلية أن إيلون ماسك وعدد من موظفي تويتر الباقين ما زالوا يشددون على عدم تأثر سياسة إدارة المحتوى على تويتر. خسارة نصف الموظفين في يوم واحد بلا ريب سيؤثر على العمليات التشغيلية في الشركة، وما هو واضح أن الشركة ركزت جهودها في هذه الأيام على عمليات أساسية على حساب أخرى. في أمريكا تجري انتخابات هذه الأيام، والإخفاق في إدارة المحتوى عواقبه وخيمة إعلاميا وقضائيا. حتى أن بايدن نفسه لمز قبل ساعات واتهم تويتر بكونها منصة الإشاعات والأخبار المغلوطة.
الضوابط الرقابية ستواجه خطرًا أيضا في حالة الاستغناء عن نصف الكوادر، الأنظار ستتجه نحو الضوابط الرقابية وما سيحدث لها، وما سيأتي مع ذلك من مخاطر.
ومما لاشك فيه أن مخاطر السمعة والثقافة المؤسسية في تويتر تواجه تحديًا غير مسبوق، وقدوم ماسك سيغيرها كثيرا. علاوة على ذلك، في كيفية تقبل المستخدمين والجمهور لسياسات ماسك الجديدة. بعض التقارير تتحدث عن أن مليون مستخدم هجر تويتر خلال الساعات الماضية بعد قرارات ماسك، مدير وحدة الثقة في تويتر صار يعرض خدماته علنا في توظيف زملائه المقالين في شركات أخرى، الوضع برمته أثار ضجيجا عالميا ضخما، والسؤال الآخر عن الدافع المتوفر للموظف الجديد المؤهل أن يختار تويتر فضلا عن غيرها قبل توظيفه؟!
ومما لاشك فيه أن هناك مخاطر قانونية ويعد هذا الجانب ما زال غير واضحًا حتى اللحظة، ومن الاحتمالات الراجحة تحرك الجهات الحكومية والرقابية في دول مختلفة خلف تويتر دفاعا عن مواطني بلدانهم، إضافة إلى ذلك، بعض موظفي تويتر المقالين بدأوا بتجميع أنفسهم لمقاضاة تويتر وماسك. نحتاج إلى الوقت لتتضح الصورة في هذا البند.
كما أن المخاطر المالية تعد الأكبر في الوقت الحالي، حيث إن الشركة التزمت بالرواتب والتأمين الصحي لعدة أشهر مقبلة، والحديث عن أن تلك التعويضات مستمرة حتى شهر فبراير 2023. التدفق النقدي والتأثيرات على القوائم المالية وسعر السهم من المخاطر الماثلة.
الأيام المقبلة سوف تشهد العديد من التطورات التي تستحق الدراسة عن قرب لمعرفة المزيد عما سيدور داخل تويتر وبالتباعية تأثيره غير المباشر على صناعة منصات التواصل الاجتماعي.