العالم في شرم الشيخ
ساعات قليلة وينطلق مؤتمر المناخ 27 فى شرم الشيخ، بحضور قادة دول العالم.
وتعتبر قمة شرم الشيخ هي قمة الفرصة الأخيرة، بعد الوصول إلى حافة الخطر بعد ما أصاب العالم من كوارث طبيعية طاحنة، وهجوم الطبيعة الشرس على دول العالم المختلفة من حرائق في الغابات، وفياضانات، وتصحر وجفاف، وكائنات حية تختفى، وكذلك محاصيل زراعية، وندرة وأزمة مياة، وأزمة غذاء، وأزمة طاقة، واحتمالية اختفاء جزر ودول بأكملها لو لم نواجه تلك التداعيات.
فالعالم مهدد بصورة حقيقية وكما قال الرئيس بايدن:علينا أن نتحرك حالا.
فالعالم الآن يواجه نقصا في سلاسل الإمداد والتموين، إلى ارتفاع في الأسعار كافة، وخصوصا الغذاء، إلى التخوف من ندرة الطاقة، وخصوصا في أوربا التي يواجهها شتاء قاسٍ وظلام دامس.
فهل يستطيع قادة العالم حماية البشرية من حافة الانهيار، وتقديم حلول فورية وجذرية لمواجهة الظاهرة، وأن تلتزم الدول بتعهداتها من أول مؤتمر 1990 في البرازيل حتى مؤتمر جلاسكو 2021.
لذا يجب إنقاذ البيئة بخطوات أساسية لتخفيف من وطئة المناخ. وإن كان مؤتمر شرم الشيخ انعقد في مصر نيابة عن إفريقيا فيجب تقديم دعم خاص للقارة غير المسئولة في الأساس عن تداعيات تلك الظاهرة الخطيرة، والتي أثرت عليها في كل المناحي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا، وعلى الدول الكبرى الالتزام بخطة التمويل التي قطعتها على نفسها بتقديم 100 مليار لصالح تمويل المناخ في الدول النامية.
فلا توجد دولة بمنأى عن خطر التغيرات المناخية، ولن تسلم أي منطقة جعرافية من هذا الخطر، ما لم يتعاون العالم أجمع على مواجهته والحد من خطر تداعياته، والعمل على الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقل من 2 درجة مئوية والحفاظ على 1.5 درجة مئوية، وأن تعلن الدول التزاماتها بتنفيذ تعهداتها باتفاق باريس، وتنفيذ توصيات مؤتمر جلاسكو، وأن تنحي الدول خلافاتها السياسية،وتعمل جنبا الى جنبا بشكل يشكل ارادة سياسية حقيقية لدى قادة العالم لمواجة الخطر الذى يهدد البشرية.
وعلى كل منظمات المجتمع المدني والحكومات والشركات الأطراف الفاعلة من غير الحكومات بل على الجميع بدون استثناء العمل بشكل تضامني للحد من تداعيات ظاهرة المناخ.
فقد قطعت مصر شوطا كبيرا في تنفيذ استراجيتها الوطنية لتغير المناخ 2050 بأجندة طموحة ومحاور محددة لتحقيق التحول إلى الاقتصاد الأخضر واستخدام الطاقة المتجددة.
ودعونا نستعرض بعض العناصر التى قامت بها مصر من إنشاء أكبر محطة طاقة شمسية في العالم، وإنشاء أربع محطات كهرباء تعمل بطاقة الرياح والتوسع في هذا المجال في استخدام طاقة الرياح، واستبدال أتوبيسات والسيارات التى تعمل بالسولار والبنزين إلى الغاز الطبيعي، واستخدام السيارات والأتوبيسات التي تعمل بالطاقة الكهربائية.
إنشاء صناعات تحافظ على البيئة ومرعاة كل مشروع الجانب البيئي والتوسع في استخدام الطاقة المتجددة. وكثير من الأمور الأخرى التي لجأت إليها مصر لتعزيز دورها في مواجهة ظاهرة التغيرات المناخية.
وأخيرًا نأمل أن تخرج تلك القمة بأهداف مرجوة، بل والأهم أن تلتزم الدول الصناعية الكبرى بخطة تمويلها لمساعدة الدول النامية، وأن يكون المؤتمر صوت كل الدول النامية تحديدا وإفريقيا على وجه الخصوص، فتلك الدول الأكثر عرضة لتأثيرات التغيرات المناخية.
وأن تعلم أن زيادة الإعتمادات ووصول التمويل هو الهدف الأسمى لمعالجة تلك التداعيات وهدف أسمى لحماية البشرية.
نتمنى مؤتمر موفق وكل الترحيب بالضيوف على أرض مصر أرض السلام.
في الوقت الذي قطعت فية مصر شوطًا كبيرًا لتنفيذ استراجيتها 2050 لمواجهة التغيرات المناخية.