مراتي وأسرتي السبب.. مسن يكتب المصحف 3 مرات بخط يده بالغربية في 600 يوم
داخل شقة صغيرة بقرية الشندلات بمركز السنطة بمحافظة الغربية، يجلس السيد عبد الحكيم نوفل، البالغ من العمر 70 عاما، منحنيا على ترابيزة، مرتديا نظارته المكبرة أمامه جهاز لاب توب وأوراق أعدها لكتابة القرآن الكريم، يقرأ الآيات ثم يكتبها بدقة شديدة في الأوراق، وبعد أن ينتهي من كتابة الآية ينقل التشكيل كما هو موجود باللاب.
تفاصيل كتابة المصحف الشريف 3 مرات بخط اليد
وكشف السيد نوفل، تفاصيل كتابته 3 نسخ من المصحف الشريف بخط يده، مؤكدا أن ابنه الأكبر عبد الحكيم اقترح عليه كتابة القرآن الكريم، بعد إحالته إلى المعاش حيث كان يعمل موظفا بمجلس مدينة السنطة، وذلك بسبب مهاراته في الكتابة بخط جيد، فقرر أن يبدأ في كتابة المصحف الشريف بخط يده، بعدما فهم طرق وأوضاع كتاباته، وقام أولاده الأربعة بمساعدته في كتابة النسخة الأولى وذلك من خلال توفير الأدوات والأوراق المستخدمة في الكتابة، مؤكدًا أن كتابة النسخة الأولى استغرقت 6 أشهر و20 يوما.
تخصيص حجرة لكتابة المصحف
وأكد نوفل، أنه خصص حجرة في شقته بالطابق الأول بمنزله بعيدا عن الضوضاء، حتى يكون بكامل تركيزه في كتابة الآيات بدقة، مشيرا إلى أن الصعوبات التي واجهته في بداية كتابة المصحف الشريف بخط يده في أول مرة، هي الأدوات والأوراق، لافتا إلى أنه قسم النسخة الأولى من المصحف إلى 4 أجزاء على وجه واحد، حيث استغرقت كتابتها 6 شهور و20 يوما مؤكدًا أنه كان يشعر بالمتعه والسعادة في كتابة القرآن الكريم
مدة كتابة النسخ الثلاثة
وأوضح، أنه يستقيظ في الصباح ويبدأ يومه بصلاة الضحى وقراءة القرآن الكريم ثم أداء الصلوات الخمسة في المسجد، ثم يأتي المساء ويبدأ في كتابة القرآن الكريم حتى الساعة الواحدة صباحا، ثم يأخذ قسطا من النوم، وبعد ذلك يستقيظ في قيام الليل ويعاود الكتابة مرة أخرى حتى صلاة الفجر، وعقب أداء صلاة الفجر يعاود مرة أخرى في الكتابة، وتقوم زوجته بمساعدته في القراءة والتشكيل.
وأشار إلى أنه قام بكتابة المصحف الشريف بخط يده 3 مرات في مدة استغرقت 600 يوم ويستعد للمرة الرابعة، مؤكدا أن هذا يكلفه مجهودا ذهنيا وعقليا وبدنيا كبيرا، متمنيا أن يعينه الله على استكمال كتابة المصحف للمرة الرابعة، وعرضه على لجنة الأزهر الشريف لمراجعته، ويكون إرثا لأولاده الأربعة وأحفاده التسعة.
أمنية الحاج سيد نوفل ودور زوجته
وأضح، أن زوجته لها دور رائع في كتابة النسخ الثلاثة من المصحف الشريف، حيث تقوم بتشجيعه ومساعدته في مراجعة القراءة والتشكيل لكل أية، حيث قامت بتفعيل جروب على الواتس آب لتحفيظ القرآن الكريم لجميع أسرته وأحفاده، لافتا إلى أن بعض أبنائه يعيشون في الإمارات وليبيا.
واختتم الحاج السيد نوفل، أن يتمنى أن يختم حياته في كتابة القرآن الكريم للنسخة الرابعة برفقة زوجته وذلك في الحرم المكي الشريف والمسجد النبوي الشريف، مؤكدا أن كل حرف من حروف القرآن يكتبه بحسنة ويمحو سيئة، لافتا إلى أن كتابة القرآن الكريم لها روحانيات ومعانٍ ومذاق خاص، حيث إن النظر في القرآن عبادة.
