المستشار العلمي لمنظمة خريجي الأزهر: التطرف الدموي يتدرج حسب يقظة المجتمع
قال الدكتور إبراهيم الهدهد، المستشار العلمي للمنظمة العالمية لـ خريجي الأزهر، إن الحكم بالكفر ليس من شأن الأفراد ولا المؤسسات وإنما هو من شأن ولي الأمر أو من ينيبه، وأن قوله تعالى: "ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون"، وقد فسر الصحابة رضوان الله عليهم الكفر في الآية بكفر النعمة الذي لا يخرج من الملة، فقالوا هذا كفر دون كفر لتفاوت الناس في ترك الشكر على النعم حسب قدرها.
إبراهيم الهدهد يرصد أهم أفكار الخوارج القدماء
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الدكتور إبراهيم الهدهد، المستشار العلمي للمنظمة، ضمن سلسلة محاضرات لمجموعة من الطلاب الوافدين من دول باكستان، أفغانستان، سوريا، العراق، ليبيا.
ورصد الدكتور الهدهد أهم أفكار الخوارج القدماء ومنها التكفير وبين فيها ما يستند إليه فكر الخوارج من القرآن، ثم بين خطأهم حيث خالفوا النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته في فهم هذه النصوص.
كما أشار إلى الفكرة الثانية من أفكار الخوارج الأساسية وهي تكفير المسلم بالكبيرة خاصة والمعاصي عامة مما يترتب على ذلك من إراقة دمه وماله وعرضه، مبينا مخالفة هذا الفكر في القرآن وسنة رسول صلى الله عليه وسلم وعمل صحابته الكرام.
وأشار الدكتور الهدهد إلى وجود هذه الأفكار عند جماعات العنف والتطرف وكذلك عند بعض الأفراد، وأن هؤلاء خوارج لاتفاق أفكارهم وممارستهم لها وإن اختلفت التسمية والزمان.
وفي ختام المحاضرة أجاب الدكتور الهدهد على أسئلة الحضور ومنها، وجود هذا الفكر في بلادهم في بعض المناطق وبين لهم أن هؤلاء قد تلقوا العلم من غير سبيله، وتربوا على الحكم على عقائد الآخرين وسلوكهم في العبادات، كما تربوا على أن فكرهم هو الصحيح ومن خالفهم إما أن يكون مبتدعا أو ضالا أو فاسقا أو كافرا، مما نتج عنه حملهم السلاح على من يخالفهم، مشيرًا إلى أن التطرف الدموى الذي يمارسه هؤلاء المتشددون لا يبدأ من فراغ إنما يتدرج حسب يقظة المجتمع له فكلما كان المجتمع غافلا انتشر هذا الفكر اكتوى المجتمع كله بناره.