صفاء أبو السعود: تكرمت لأول مرة في تخصصي من مهرجان الموسيقى.. وشادية رفضت أغنية أهلًا بالعيد | حوار
*تكريمي من مهرجان الموسيقى العربية هو أول تكريم في تخصصي
*تكريمي من السيدة انتصار السيسي في اليوم العالمي للمرأة له قيمة كبيرة بنفسي
*شادية رفضت أغنية أهلًا بالعيد وصورتها قبل ساعات من عرضها ونجحت عشان الفورمات جديد
* ينقصنا كتّاب للأطفال ورفع أجور الملحنين والشعراء الذي يكتبون للطفل
* شاركت بأعمال لم أرض عنها ومجاملات وقدمت تنازلات بأفلامي
* أنزعج من شائعات إصابة عادل إمام بالزهايمر وتاريخه يشفع له أي حاجة
*تمنيت محاورة الفنان التشكيلي حسين بيكار
* مصر حولت محنة تدهور المناخ لمنحة إلهية بمؤتمر المناخ
طرقت الفنانة صفاء أبو السعود أبواب مجالات فنية متعددة، سواء التمثيل أو الغناء أو التقديم التلفزيوني أو التقديم الإذاعي، وأبدعت بهم، حتى أصبح اسمها يتلألأ وتعد أحد أعمدة الفن المصري، وارتبط اسمها بفنون الطفل منذ ظهورها مع بابا شارو في برامج الأطفال بالتليفزيون المصري، ونجاحها الذي مازال يُدوي بأغنية أهلًا بالعيد التي تُعرض مع حلول مواسم الأعياد.
أجرى القاهرة 24 حوارًا مع الفنانة صفاء أبو السعود عن رأيها في عدد من الموضوعات وظهورها خلال الفترة الماضية، وذلك خلال السطور الآتية:
حدثينا عن شعورك بتكريمك من وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني مؤخرًا في حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية؟
كنت سعيدة جدًا بالتكريم، خاصةً أنه من وزيرة الثقافة، التي ننتظر منها الكثير والكثير، كما أنني خريجة أكاديمية الفنون التي تتبع الوزارة، وخريجة معهد الكونسرفتوار تخصص عزف بيانو، فهو يعد أول تكريم له علاقة بأساس دراستي وتخصصي، وأود أن أوجه تحية لكل من الدكتور مجدي صابر، مدير الأوبرا، والدكتورة جيهان مرسي مدير مهرجان الموسيقى العربية، فهما تعاونا بشكل كبير حتى خرج المهرجان بذلك الشكل الفخم المحترم.
عُدتِ للاستعراض والغناء من خلال مشاركتك في اليوم العالمي للمرأة.. حدثينا أيضًا عن كواليس تلك التجربة وتكريمك من السيدة انتصار السيسي؟
أنا من أنصار المرأة، وأعلم أن ذلك القرن، هو قرن تألق المرأة، فأحببت أن أشارك بعمل يعطي كلمة جيدة للمرأة من خلال أغنية بسيطة تصل قلوب الجمهور بسرعة بعنوان بنتي يا بنوتي، وأهمية اهتمام البنت بتعليمها، بعيدًا عن زواج القاصرات، وكان معي عدد من الأطفال والطلائع على المسرح، كما أن اللحن كان جميلًا لـ أيمن بهجت قمر، والكلمات البسيطة شجعتني على المشاركة في العمل.
وزادت فرحتي بتكريمي من السيدة انتصار السيسي، وكان لذلك التكريم معنى وقيمة كبيرة في نفسي؛ لأنه من حرم الرئيس، كانت طوال العرض تبعث طاقة جميلة في الصالة وابتسامتها لم تفارقها، وبشوشة ورقيقة، سعدت باستقبالها وابتسامتها لي.
بمناسبة الطفل لا يخلو أي عيد من سماع الطفل أغنية العيد فرحة.. فما كواليس تلك الأغنية؟
في البداية كانت الأغنية معروضة على الفنانة الكبيرة شادية، ومن ثم خافت من تقديمها ولا أعلم سبب ترددها، وفوجئت بالشاعر عبد الوهاب محمد، والموسيقار جمال سلامة، اتفقا سويًا أنني الصوت الذي يصلح لتقديمها، وهاتفونني، وبالفعل توجهت لتسجيل الأغنية في اليوم نفسه، ولكن عندما انتهيت منها شعرت أن الأغنية صغيرة وأصبح لديّ تردد حول نجاحها، وعُدت للمنزل يومها وأنا مُحبطة، وظللت أقوم بتأجيل طرحها كل يوم، حتى هاتفتني ذات يوم الإعلامية سامية صادق وأخبرتني أنه من الضروري طرح الأغنية في العيد، وأخبرتني بموعد تصوير الأغنية، وعندما توجهت للاستوديو وجدت ديكور تم بناؤه شيك جدًا، ولم أشعر أنني سوف أصور بذلك الديكور ولم أرتاح إليه، فطلبت تعديلات وتغيير الخطة كلها من المخرج، ولكنه أخبرني: مفيش وقت وبكرة الوقفة وبعده العيد، فأجبته: مش هقدر أدخل الديكور ده.
وبالفعل استجاب المخرج لطلبي، وقررنا التصوير في الأماكن الطبيعية في الشارع، وفوجئنا بإخبار التلفزيون لنا أنهم لا يستطيعون توفير كاميرات ملائمة للتصوير الخارجي، ولا يوجد سوى الكاميرا الإخبارية التي لا يوجد بها لا تجميل ولا تعديلات، فوافقت على استخدامها، وقمنا بتصوير الأغنية، وبعد الانتهاء منها أسرعوا للعمل عليها في المونتاج، وفوجئت بعرضها في اليوم نفسه بعدها بساعات على القناة الأولى والثانية والثالثة، وكان نجاح الأغنية يعود في المقام الأول لله سبحانه وتعالى، بالإضافة إلى أن فورمات تصوير الأغنية كان جديدًا، ولم يكن معنا كومبارسات فكان جميعهم من الشارع والطبيعة، ولم نصور أي شيء مفتعل، هذا إلى جانب الكلمات واللحن الرائع.
في رأيك.. لمَ ينقص الساحة الفنية حاليًا وجود أعمال متعددة للطفل؟
الطفل مظلوم من زمان، ولكن هناك اهتمام حالي به، وأنا معجبة بدور وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي، حيث إنه أعطى مساحة للأطفال والطلائع أن يقدموا مواهبهم في عدد من الفعاليات والأحداث الكبيرة، واكتشاف المواهب كل سنة في لجان متخصصة بالوزارة، ولكن ينقص تلك المواهب الدعم من الإعلام والتلفزيون، حتى تصل تلك المواهب لكل الناس في الوطن العربي، كما ينقصنا الكتّاب مثل صلاح جاهين، ونادر أبو الفتوح، وسيد حجاب واختيار الكلمات الدقيقة المُختارة بعناية؛ لأن الطفل نبتة سيصبح ثمرة في المستقبل، هذا إلى جانب خفض أجور المؤلف أو الملحن، فالمؤلف والملحن مظلومين، رغم إرهاقهم وتعبهم في استخراج كلمة حلوة، ونرى في ديزني يجلبون أوركسترا سيمفوني كاملة من أجل موسيقى تصويرية لعمل كارتوني، رغم أننا إذا حللنا تلك الأعمال سنجد بها نقاط ضعف تؤثر على سلوك الطفل وشخصية، نتمنى توافر تلك الإمكانيات والتعاون مع وزارة الثقافة ودار الأوبرا لتقديم تلك الأعمال وليس على شاشة التلفزيون فقط.
حاورت العديد من النجوم.. مَن الفنان أو الشخصية الذي تمنيتِ محاورته؟
حاورت العديد من الفنانين، ولكنِ تمنيت محاورة الفنان التشكيلي والأستاذ حسين بيكار، فهو فنان رائع، وأشعر في رسوماته بنوع من الروحانيات والنقاء وكنت متابعة لكلمته التي كان يكتبها في جريدة الأهرام التي كانت تدعو للسلام والحب وقبول الآخر والتاسمح، وكانت رسوماته مبهجة وجميلة حتى رسومات الذئب الذي واجب علينا أن نخاف من هيئته لكونه حيوان مفترس، تمنيت محاورته ومعرفة قصة حياته وتقديمها للجمهور.
هل شاركتِ في أعمال لم تكوني راضية عنها؟
أكون كاذبة إذا قلت لا، فعلًا شاركت في بعض الأعمال التي كانت من باب المجاملات، فكان من الممكن أن يقول لي مخرج: من فضلك أريد مشاركتك في العمل، ومنتج يخبرني بضعف ميزانية عمله ويطلب مشاركتي، وأنا لا يمكن أن أجرحه أو أكسفه أو أقول له لا؛ لذا كان هناك بعض التنازلات في اختياراتي بالأفلام السينمائية.
ما رأيك في دور المنصات الإلكترونية في الفترة الحالية وعرض الأعمال الفنية عليها؟ وهل يمكنها سحب البُساط من السينما والتلفزيون في يوم ما؟
حينما ظهر التلفزيون قديمًا، قيل إنه سيسحب البُساط من الراديو، العصر كله تقدم، ومصر تقدمت، ولا بُد من مواكبتنا مع التطور التكنولوجي الذي نراه يوم تلو الآخر، فنحن حاليًا نتصل بالعالم في أقل من الثانية، ونجد أي شيء نبحث عنه في أي مكان، فالمنصات تقوم بتسهيل الحياة للناس، وتُقدر مواعيدهم وظروفهم الشخصية، وبالعكس فذلك شيء جميل جدًا، كما أن هناك تعاون بين المنصات الإلكترونية مع المحطات الفضائية.
هل ترين في الساحة الفنية أو الإعلامية خليفة لكِ في الملاعب؟
أرفض فكرة الخليفة، فلكل شخص شخصيته التي تميزه، أنا ظهرت في عصر نجلاء فتحي وميرفت أمين ونيللي وشيريهان وغيرهن من الفنانات، خاصةً الفنانات الشاملة مثل نيللي وشيريهان، وكانت لكل فنانة منهن شخصية ومعجبين، ولدينا فتيات لديهن مواهب تُؤهلهن ليكونوا نجمات شاملات، ويجب علينا أن نُلقي الضوء عليهن ونعطيهن الفُرص، أحاول بقدر الإمكان مساعدة المواهب بشكل كبير، حيث إنني في لجنة اختيار الفنون الاستعراضية والفنان الشامل بوزارة الشباب والرياضة، وأحاول أن أعطي صوتي بشكل عادل للمواهب.
عملتِ مع الفنان عادل إمام في أكثر من عمل.. كيف ترين الشائعات التي تطوله خلال الفترة الحالية بإصابته بالزهايمر؟
أنزعج كثيرًا، من المفروض أن يكون تاريخه وأعماله وفنه الكبير يغفرون له أي شيء، وإذ لم يكن نجمًا كبيرًا لِمَ عاش تلك الفترة بذلك النجاح المُزدهر، ومن المفترض ألا يتدخلوا في شئونه الخاصة، وأنا عملت معه عددًا من الأعمال التي نجح معظمها، ويُعد عادل الألفة لنجوم الكوميديا، فكان لطيفًا ومُساعدًا مع كل الفنانين الذين عملوا معه، كما يعمل بروح حلوة وطاغية في اللوكيشن، وأحزن لوجود تلك الأخبار السيئة عنه.
فقدنا في عام 2022 العديد من القامات الفنية منهم الفنان سمير صبري وهشام سليم.. هل لكِ ذكريات معهما؟
عملت مع الفنان سمير صبري وهشام سليم، حيث شاركت في أعمال سينمائية وإذاعية مع سمير صبري، وحاورته في برنامج ساعة صفا وغنا معي باللغة الإنجليزية والفرنسية وعزفت له، وفي فترة من الفترات قرر الأستاذ كمال الملاخ أن يجمعني به وبالفنان الراحل سمير الإسكندراني في عمل، ولكن لم ير النور، حيث إننا انشغلنا جميعًا بأعمال أخرى، فهو له بصمة وأدوار لا تُنسى.
أما بالنسبة للفنان هشام سليم، أحببته طوال عمري، وكنت أحب أن أتابع كل مسلسلاته، وشخصيته كانت جميلة جدًا، ورثها عن والده صالح سليم وشقيقه المخرج الكبير خالد سليم، وتقابلنا سويًا في برنامج ساعة صفا وكان محترمًا لمواعيده بشكل كبير، وصريح إلى أبعد الحدود، ويرد على جميع الأسئلة بطلاقة وصراحة، وأحترم تاريخه الفني، فهو لا يوجد له دور كان سقطة سواء في المسرح أو المسلسلات أو الإذاعة.
استضافت مصر الدورة 27 لمؤتمر المناخ وتقام حاليًا في شرم الشيخ.. ما رأيك في تلك الخطوة لمصر؟
يعتبر مؤتمر المناخ خطوة كبيرة جدًا وعالمية لمصر، ومصر قامت بجهود رائعة في المؤتمر، ويشهد العالم كله تدهور مناخي كبير، والتوصيات والمقترحات التي سيتم استخراجها ستفيد البشرية كلها، وأجمل ما في المؤتمر أن مصر حاضنة لكل الدول، وأصبح العالم كله منصة واحدة وقرية واحدة، فنحن استضفنا حضارات أخرى، وذلك شيء إنساني جدًا، أمرنا الله بمساعدة بعضنا البعض، ونتمنى أن يحب العالم كله بعضه البعض وأن تذوب التفرقة بين الشعوب، فنحن حولنا محنة تدهور المناخ إلى منحة إلهية بذلك التقرب بين الدول.