10 سنوات وطنية في حياة البابا تواضروس الثاني بـ ذكرى تنصيبه بطريركًا
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم الجمعة الموافق الـ 14 من شهر نوفمبر بالحارس، بالذكرى الـ 10 لتنصيب البابا تواضروس الثاني بطريركًا عام 2012 عن طريق القرعة الهيكلية، وخير اختيار إلهي بحسب الكنيسة القبطية.
وشهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية في الـ 4 من نوفمبر عام 2012، حضورًا كبيرًا من الأقباط ورجال الدولة والسياسين في قُداس اختيار البطريرك الـ 118، بعد رحيل البابا شنودة الثالث في شهر مارس لذات العام.
تنصيب البابا تواضروس بطريركًا
أقيمت في الـ 4 من نوفمبر 2012؛ القرعة الهيكلية التي على أساسها؛ يتم اختيار بابا الإسكندرية أوالأب البطريرك في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بين 3 من أصحاب أعلى الأصوات في الانتخابات التي أجريت بين 5 من الأساقفة المرشحين، وهم: الأنبا رافائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، القمص رافائيل أفا مينا، والأنبا تواضروس أسقف عام البحيرة على أعلى الأصوات؛ لتقام بينهم قرعة هيكلية أشرف عليها، وأدارها نيافة الأنبا باخوميوس مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية وقائم مقام البابا وقتها.
وقبل صلاة القداس الإلهي؛ وضع نيافة الأنبا باخوميوس الأسماء الثلاثة داخل صندوق شفاف، بعد عرض كل اسم بشكل علني أمام جموع الحاضرين، ثم أغلقه بإحكام ووضع عليه الشمع الأحمر، وختم عليه بختمه الخاص، وختم الراحل البابا شنوده الثالث للتبرك به.
وعقب صلاة القداس؛ تم اختيار طفل معصوم العين ليختار ورقة من الصندوق، ثم قام الأنبا باخوميوس -القائم مقام البابا عقب القداس، بفك الأختام عن الصندوق الموجود فيه أسماء المرشحين الثلاثة، ومد الطفل يده؛ ليقع الاختيار على الأنبا تواضروس، ليكون البطريرك الـ 118 من باباوات الكرسي المرقسي.
أصبحت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية؛ محط أنظار للعالم كله سواء على المستوى السياسي والكنسي، نظرًا للمكانه العالمية التي يشغلها البابا في العالم، بعد مواقفه الوطنية.
وبعد أشهر قليلة من تجليسه على الكرسي المرقسي؛ ظهرت حِكمة البابا تواضروس، وذلك عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتعرض الكنائس المصرية لهجوم شرس من قبل جماعة الإخوان في ذلك الوقت، حيث أظهر حينها حُبه للوطن، ومدى حكمته للمرور من تلك الأزمات المريرة، وأطلق مقولته الشهيرة: وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن، مؤكدًا أن حرق الكنائس مجرد تضحية بسيطة يقدمها الأقباط من أجل الوطن.
واشتهر البابا تواضروس منذ تجليسه على الكرسي المرقسي بمواقفه الوطنية الكثيرة، والتي ظهرت في الأزمات المختلفة؛ نذكر منها حادث تفجير الكنيسة البطرسية بالعباسية، الذي وقع في ديسمبر 2016، حيث أعلن وقتها وقوفه بجانب الدولة ومؤسساتها في محاربة الإرهاب، وإيمانه بالدور الكبير الذي تقدمه الدولة للعبور من تلك الأزمات، قائلًا: الجماعات الإرهابية التي هاجمت الكنيسة البطرسية؛ تجرّدت من المشاعر وأوجه الإنسانية، مؤكدا أن الشعب المصري معروف عنه في مثل هذه الظروف الوقوف جنبًا إلى جنب، ولم تؤثر على وحدة أبناء الوطن.
الترويج السياحى لزيارة مصر من خلال زياراته الخارجية
روّج البابا تواضروس الثاني من خلال زياراته الخارجية إلى المانيا واليابان وأكثر من دولة بالخارج لزيارة مصر، مؤكدًا أن مصر بلد الأمن والأمان فى دعوة صريحة للترويح وللسياحة إلى مصر.
وحديثًا من المواقف الوطنية للبابا تواضروس؛ نذكر منها حادث كنيسة الشهيد أبو سيفين بإمبابة، في شهر أغسطس الماضي، حيث أوضح في حديثه عن الواقعة انحيازه الكامل للوطن كعاظته، وخرج للتهدئة بعد أكاذيب عدة اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، وأكد البابا تواضروس حينها أن ما حدث هو قضاء وقدر، قائلًا: حدث بسماح من الله.
وأشاد البابا تواضروس، باهتمام كافة أجهزة الدولة بالحادث بدءًا من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي بادر بإجراء اتصال هاتفي للتعزية فور وقوع الحادث، وكذلك العديد من كبار المسؤولين في الدولة.