مفاوضات اللحظات الأخيرة قبل إصدار الوثيقة النهائية لقمة المناخ.. هل تتحمل الدول المتقدمة ثمن خسائرها؟
تصدر الوثيقة النهائية لقمة المناخ بشرم الشيخ خلال ساعات في الوقت الذي نشرت فيه رئاسة قمة المناخ COP27 مسودة الوثيقة النهائية، أو النص الغلافي. إلا أن خبراء المنظمات غير الحكومية قالوا إن الوثيقة المكونة من 20 صفحة لا تزال مجرد قائمة من الخيارات التي يجب تعديلها.
ويتناول النص الحالي لمسودة وثيقة المؤتمر هدف الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية ويشير إلى العلم، كما يكرر دعوة ميثاق غلاسكو للمناخ لخفض استخدام الفحم تدريجيًا، ولكنه لا يذكر النفط والغاز. كما يشير إلى مضاعفة تمويل التكيف ويرحب بإدراج الخسائر والأضرار على جدول الأعمال، لكنه لا يدعو إلى إنشاء مرفق مالي جديد.
انهيار الثقة بين الشمال والجنوب
ووجه أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم، عددًا من الرسائل والملاحظات أبرزها ما قاله بأنه يدعم الرئاسة المصرية لتحقيق نتيجة ناجحة وطموحة في COP27 وأنه كما في الفترات السابقة، هناك انهيار في الثقة بين الشمال والجنوب، وبين الاقتصادات المُتقدمة والناشئة.
رسائل الأمين العام للأمم المتحدة
أنطونيو جوتيريش ناشد جميع الأطراف أن يرتقوا إلى مستوى هذه اللحظة وإلى مستوى أعظم تحد تواجهه البشرية وتابع: قدموا العمل المُناخي الملموس الذي يقف الناس والكوكب في أمس الحاجة إليه لقد بلغت الانبعاثات العالمية أعلى مستوى لها في التاريخ – ولا تزال تزداد، والآثار المناخية تعصف بالاقتصادات والمجتمعات– وهي في ازدياد مطالبا بإيجاد اتفاق طموح وذي مصداقية حول الخسائر والأضرار والدعم المالي للدول النامية.
وأضاف أنه لا سبيل لأحد إلى إنكار حجم الخسائر والأضرار التي نشهدها حول العالم، فالعالم يحترق ويغرق أمام أنظارنا وإنني أحث جميع الأطراف على إظهار أنهم يرون ذلك – وأن يفهموا ذلك.
وتابع: اعكسوا إلحاح وحجم وعظم التحدي الذي تواجه الكثير من الدول النامية مضيفا: لا يُمكننا أن نستمر بمنع العدالة المُناخية عن أولئك الأقل مساهمة في أزمة المناخ ويتضررون أشد الضرر.
واختتم: يجب على الأطراف أن تتحرك بشأن مسألة التمويل الحاسمة وهذا يعني تقديم 100 مليار دولار من تمويل المناخ للبلدان النامية.
مقترحات مصرية خلال قمة المناخ
وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد كشفت أن أمريكا وألمانيا تعهدت بمليارات الدولارات لدعم قضايا المناخ عالميًا خلال السنوات المقبلة، في الوقت الذي اقترحت فيه مصر آليات جديدة لدعم الدول النامية في مكافحة التغير المناخي مثل مبادلة الديون.
ونجحت مصر في حشد تعهدات لثلاث مبادرات رئيسية، وهي المبادرة الأفريقية للتكيف إذ جرى التعهد بمساعدات قدرها 150 مليون دولار للمساعدة في توصيل المشروعات لأفريقيا، وفق وزيرة البيئة.
وأضافت وزيرة البيئة أن ألمانيا تعهدت بضخ 1.5 مليار دولار سنويًا لمشروعات الحلول من الطبيعية ضمن المبادرة الخاصة بالتنوع البيولوجي، كما تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية بضخ 25 مليار دولار لخطة مشروعات الحلول من الطبيعية بحلول 2030.
وتوضح وزيرة البيئة أن الهدف المتعلق بالتمويل الذي جرى تحديده في قمة "جلاكسو" للمناخ (كوب 26) السابقة والبالغ 100 مليار دولار لمكافحة التغير المناخي غير كاف، وفق وزيرة البيئة، مشيرة إلى أن تحديد حجم الأموال المطلوبة يحتاج إلى سنوات لمعرفة الاحتياجات الحقيقية للدول، وقد يمتد النقاش إلى قمتي المناخ المقبلتين.
ولفتت أنه من ضمن الآليات التي طرحتها الرئاسة المصرية لتمويل احتياجات مكافحة التغير المناخي بالدولة النامية، مبادلة الديون، والتمويل المبتكر والدعم الفني، وتحديد نسبة من الناتج المحلي للدولة المتقدمة وأن كل هذه آليات مبتكرة من التمويل ونحاول وضعها في هذا المؤتمر والبناء عليها فيما بعد.