الإرهاب يضرب قلب تركيا.. وصَمْت الإعلام الإخواني!
بادئ ذي بدء الإرهاب بكل أصنافه وألوانه مدان في جميع الأديان والأعراف الدولية، ترفضه وتنكره البشرية السوية ولأن المبادئ لا تتجزأ، فقد أدانت مصر حكومة وشعبًا العمل الإرهابي الجبان الذي قتل وأصاب وروّع المدنيين في قلب تركيا وبالتحديد في الشارع الرئيسي لمنطقة التقسيم بإسطنبول، ويعرف هذا الشارع باسم الاستقلال، ويُعد من أبرز الشوارع التي تُعرف بها إسطنبول، لكونه مقصدًا أساسيًا للكثير من السياح والمواطنين في تركيا، كما يُعرف بأنه المنطقة التي تنبض بالمارة طول الوقت، بدءًا من ساحته ووصولا إلى برج غالطا.
وأعرب البيان الرسمي للدولة المصرية عن خالص تعازي جمهورية مصر العربية لذوي الضحايا والشعب التركي الصديق والجمهورية التركية، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين. وأكد البيان على موقف مصر الثابت الذي يرفض كافة أشكال العنف والإرهاب، مهما كانت مسبباته، داعيًا جميع دول العالم إلى التضامن في مواجهة هذه الظاهرة البغيضة وتجفيف منابع دعمها ماديًا أو فكريًا أو بأي شكل من الأشكال.
إلى هنا والكلام متناسق مع جرم الحادث الجبان، ولكن نأتي إلى موقف إعلام الإخوان من هذا الحادث، ففي أحداث مشابهة لهذا الحادث الخسيس وقعت على الأراضي المصرية نجد ازدواجية المعايير بصورة فجة في إعلام الإخوان! ففي الوقت الذي صمت إعلام الإخوان عن تناول هذا الحادث برؤيته المعهودة وهي اختلاق المبررات والأسباب لوقوع حوادث الإرهاب التي كانت تتم في الأراضي المصرية، وبل يكيل الاتهامات للنظام المصري ويحمّله أسباب تلك الحوادث، بل يدعو العالم إلى الضغط على الدولة المصرية من أجل السماح لهم بالعودة والمشاركة في الحياة السياسية المصرية من أجل إنقاذ المصريين من حوادث الإرهاب هكذا كانوا يزعمون!
وبعد الحادث بـ 24 ساعة أعلنت السلطات الأمنية التركية عن منفذة التفجير وهي السورية أحلام البشير، وهي عضو تنظيم PKK، وكانت المنفذة دخلت تركيا من منطقة عفرين بطريقة غير شرعية قبل أسبوع من الحادث الارهابي
وفي هذا الحادث رأينا كيف انقلب السحر على الساحر، وكيف اكتوى النظام في تركيا من الإرهاب، وتبين للجميع أن الدولة المصرية، عندما حذّرت مرارًا وتكرارًا من خطر الإرهاب، وأن إيواء جماعات الإرهاب من أي الجنسيات داخل حدود الأراضي التركية خطر على تركيا، فجماعات الإرهاب والأنظمة الدولية لا يجتمعان أبدًا لا في أول الطريق ولا آخر الطريق ولا حتى في وسطه، وأن استخدام أفراد هذه الجماعات من أجل الحصول على مكاسب سياسية أو منفعة ذاتية لأوردغان ولنظامه لن يدوم، فعلى أي نظام دستوري في دولة كانت من العالم أن لا تجعل أراضيها مرتعا خصبا للتنظيمات المعارضة للدولة المصرية فإن هذه التنظيمات لا تعمل إلا لمصلحتها، والمتغطي بها دوما عريان، وأن يعمل أردودغان أو غيره مع الأنظمة المستقرة ومؤسساتها من أجل العمل على مصلحة الشعوب بعيدا عن التنظيمات الإرهابية، وهنا في هذه النقطة بالذات أشيد بتصريح أمير قطر عندما سُئل عن علاقة دولة قطر بالإخوان، فأجاب إننا لا نبني علاقتنا إلا مع الحكومات والأنظمة الرسمية، ولا نبني علاقاتنا مع الجماعات والمنظمات غير الشرعية.
وأختتم كلامي عن الإعلام الإخواني بأنه يتبنى الازدواجية في المعايير في تناوله للأحداث الإرهابية التي تقع في مصر أو في تركيا، فعند وقوع الحوادث الإرهابية في مصر يكيلون الاتهام للنظام، بأنه يمنع المعلومات عن الحادث وأن النظام يقتل الأبرياء ويهدم المنازل وغير ذلك من التهم، وعند القبض على الجناة يشككون في حقيقة هذه المعلومات، وأن الجناة هم ضحية النظام، وأن النظام يصفي معارضيه خارج إطار القانون، وغيرها من الاتهامات للنظام المصري، وفي حين وقوع مثل الحوادث الإرهابية في تركيا يتهمون منظمات مناوئة للنظام في تركيا بأنها وراء الحادث وغرضها إسقاط نظام أردوغان، وعند القبض على الجناة يهللون ويصفون القبض على الجناة بإنجازات وقوة النظام التركي.
والحقيقة التي يعلمها الجميع عن الإخوان في أدبياتهم واستراتيجياتهم الفكرية ولا بد أن تظل ثابتة في وعي الشعوب أن الإخوان وإعلامهم وسعيهم الدائم هو تشويه صورة الدولة المصرية وقلب وتزييف الحقائق وتحريضهم الدائم ضد مصر.