اتحاد كُتّاب مصر ضد التطبيع مع إسرائيل
الجمعية العمومية لنقابة اتحاد كُتّاب مصر في اجتماعها الأخير يوم 18 مارس 2022 جدّدت التزامها بقرارها السابق بعدم التطبيع بكل أنواعه مع إسرائيل، وشدّدت على تنفيذ قرار مجلس الإدارة السابق بفصل أي كاتب يثبت أنه دعا للتطبيع مع إسرائيل. وبالفعل وافق مجلس الإدارة في اجتماع شهر سبتمبر 2022 وتمت إحالة الدكتور علاء الأسواني إلى اللجنة التأديبية في نقابة اتحاد الكُتّاب بما ثبت بالدليل الذي بثته إذاعة «غالي تساهل» وهي إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقابلة إذاعية للكاتب المصري علاء الأسواني التي أجريت مع الكاتب باللغة الإنجليزية وتحدث خلالها عن روايته الجديدة، ونقابة اتحاد الكُتّاب لديها سي دي بنص المقابلة، حتى تتم مواجهة الأسواني بالتطبيع قبل فصله من نقابة اتحاد كُتّاب مصر.
وكذلك تمت إحالة الكاتب يوسف زيدان للتحقيق؛ لأنه أعلن رغبته الصريحة في إلقاء محاضرة في جامعة تل أبيب، وعندما هاجمت تصريحاته الجماعة الثقافية في مصر ظهر على قناة المحور في برنامج 90 دقيقة، وادعى أن الدكتور طه حسين ألقى محاضرة في جامعة القدس عام 1947، ونسي زيدان أن الكيان الصهيوني أعلن قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وكذلك تمت إحالة الكاتبة دكتورة منى البرنس إلى التحقيق؛ لأنها نشرت صورتها مع السفير الإسرائيلي، وأذيع تقرير على قناة المكان الإسرائيلية يوم 12 ديسمبر 2021 تعليقًا على مقابلتها للسفير الإسرائيلي، وقد أرسلت نقابة اتحاد الكُتّاب إلى الأدباء الثلاثة خطابات بثلاثة مواعيد مختلفة للحضور أمام لجنة التحقيق فيما نسب إليهم، لكن الأدباء الثلاثة لم يحضروا إلى لجنة التحقيق في المواعيد المحددة، وبالتالي تم تطبيق لائحة اتحاد الكُتّاب عليهم، مَنْ لا يحضر إلى لجنة التحقيق يحال فورًا إلى اللجنة التأديبية، وهي لجنة التحقيق الأعلى، تمهيدًا إلى شطب عضويتهم وفصلهم من اتحاد كُتّاب مصر بما ثبت لدينا من اتهامات صريحة بالتطبيع.
وهذا موقف ثابت للجماعة الثقافية في مصر، وموقف ثابت في نقابة اتحاد كُتّاب مصر، وقد تمّ تطبيق قرار مجلس الإدارة حين تمّ فصل الكاتب المسرحي علي سالم وإلغاء عضويته وشطب اسمه من سجلات نقابة اتحاد الكُتّاب؛ لأنه زار إسرائيل في عام 1994، وسرد سالم أحداث رحلته ولقاءاته مع إسرائيليين في كتاب رحلة إلى إسرائيل، الذي صدر في مصر وترجم إلى العبرية والإنجليزية، وصدر بعد ذلك في إسرائيل، وفي يونيو 2005، قررت جامعة بن جوريون بالنقب، الواقعة في مدينة بئر سبع، منح علي سالم درجة الدكتوراه الفخرية، الأمر الذي رفضته السلطات المصرية ومنعت سالم من الخروج من مصر لحضور حفل منحه الدكتوراه في بئر سبع.
والجدير بالذكر أن المثقفين في مصر يقفون حائط صد ضد التطبيع الثقافي بكل أشكاله منذ خروج المثقفين ظهر يوم 31 يناير 1981 بالآلاف في مظاهرة حاشدة طافت أرض الجزيرة بالزمالك التي كانت تقام فيها فعاليات معرض القاهرة للكتاب - دار الأوبرا حاليًا - يرفضون اشتراك إسرائيل في معرض القاهرة للكتاب، حيث كان المرة الوحيدة والأخيرة التي تلقى فيها الشاعر صلاح عبد الصبور رئيس معرض الكتاب بصفته رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب أمرًا مباشرًا من الرئيس السادات باشتراك إسرائيل في معرض الكتاب في دورته الرابعة عشر 28 يناير ـــ 7 فبراير 1981، وتم إنزال العلم الإسرائيلي وحرقه أمام كل وسائل الإعلام، وتم رفع العلم الفلسطيني فوق كل دور النشر المصرية والعربية المشاركة في معرض الكتاب عام 1981 في سابقة ربما كانت الأولى في تاريخ معارض الكتب.
وقتها تم القبض على مئات المثقفين المشاركين في هذه المظاهرة، بعد أن هدد المتظاهرون بحرق الجناح الإسرائيلي في معرض الكتاب، وأثناء زيارة صلاح عبد الصبور للشاعر أحمد عبد المعطي حجازي في منزله بحضور الشاعر أمل دنقل ورسام الكاريكاتير بهجت عثمان غضب والشاعر أحمد عبد المعطى حجازي. صلاح عبد الصبور قائلا: لقد وافقت على رئاسة هيئة الكتاب على حساب القصية الفلسطينية، وهنا انفعل رسام الكاريكاتير بهجت عثمان قائلا: لقد بعت القضية يا صلاح بتلاتة نكلة، فوقع صلاح عبد الصبور مغشيًا عليه، وأصيب بأزمة قلبية حادة، وقبل وصوله إلى مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة مات صلاح عبد الصبور يوم 12 أغسطس 1981، وفي العام التالي عام 1982 تم منع إسرائيل من الاشتراك في معرض الكتاب نهائيًا، وكان الرئيس السادات قد مات يوم 6 أكتوبر 1981، وخوفًا من غضب ومظاهرات المثقفين.
* الكاتب الروائي خليل الجيزاوي عضو مجلس إدارة نقابة اتحاد كُتّاب مصر ورئيس لجنة النشر