هلبس الأبيض يا أمي.. تفاصيل آخر حديث بين طالب الشرقية المتوفي في القطار ووالدته
لم تكُن تدري أنه الحديث الأخير بينهما، حيث نبأها قلبها بأن شيئًا سيحدث، ولم تستطع تُفسيره لكن ساور قلبها شكوكًا، وحاولت أن تُطيل الحديث كما لو كان فرصتهما الأخيرة معًا، وكأنها تنتظر وصايته.
وفاة طالب العلوم داخل القطار قبل الامتحان في أسيوط
محمد مات.. عبارة نزلت كالصاعقة على أذن الأم، واستقبلها قلبها ليؤكد صحة شكوكها، حيث لم تدرِ ما يمكنها أن تقوله، وسالت دموعها وكأن روحها قد غادرت جسدها.. تخبطت الدنيا واختلطت المشاهد في ذهنها وغلبت على ما تراه.. أحقًا لن يعود.. راح عقلها يسترجع الحديث الأخير، وأمام الناظر إليها؛ بدت سيدة بلا حياة فقدت كل شيء، لكن ما لبثت أن أعاد عقلها ما دار في شريط لم ينفك منذ النبأ المشؤوم وحتى حين.
تذكرت الأم المكلومة حديثها الأخير لنجلها، وكيف كان توصيه لارتداء البلوفر الذي اشتراه مؤخرًا، ويحمل اللون النبيتي.. كلمات أعادتها الأم خلال حديثها لـ القاهرة 24، مؤكدة أن حديثها الأخير تبعه دعوة كانت الأخيرة التي توجهها لنجلها وجهًا لوجه، حين قالت له: عقبال بدلتك وأنت عريس، لكن دموعها غلبتها مجددا، مختتمة حديثها بعبارة رددها نجلها قبل سويعات من وفاته، قائلا: هلبس البدلة بلون أبيض يا أمي.
وشيّع أهالي كفر الأشقم التابع لمركز ومدينة فاقوس، في الساعات الأخيرة من مساء الاثنين، جنازة الطالب المتوفي محمد رضا محمد عبدالحكيم، الطالب في كلية العلوم جامعة الأزهر فرع أسيوط، الذي وافته المنية جراء أزمة قلبية أودت بحياته داخل القطار، أثناء رحلته إلى الكلية لأجل الامتحان.