صيادين النساء والأموال.. القاهرة 24 يقتحم مافيا مكاتب الزواج ويكشف تجارة الزيجات الشرعي والعرفي
ينتاب البعض من البشر، الخوف من التقدم في العمر بدون زواج ولا أطفال، وبين التفكير في شريك المستقبل المجهول الذي تنتظره الشابات يدق بابها أو الشباب ممن ينتظرون "بنت الحلال"، ظهرت مكاتب تحت عنوان زواج شرعي بما يرضي الله، ليس فقط لـ لم شمل الشباب وتكوين أسر، بل هناك من جعل اختصاصه لخدمة المطلقات والأرامل والزواج العرفي.
القاهرة 24 حاول اقتحام عالم مكاتب الزواج، حيث ادعت محررة التقرير أنها سيدة اقتربت على الأربعين، وتبحث عن زوج لها بعدما تأخرت في الزواج، وكذلك لاستبيان طلباتهم ومعرفة كيف يتم الجمع بين الأزواج، ولكن ظهر أن أغلب تلك المكاتب أصحابها من الرجال صيادين النساء الصغار قبل الكبار من أجل إقامة علاقات جنسية عبر السوشيال ميديا مثلما ظهر في أغلب الصفحات، أو بغرض جمع الأموال.
هناك مجموعات لن تقبل إلا بدخول السيدات الموافقات على التعدد، وإذا ما كانت من أنصار مثنى وثلاث ورباع فلن تُقبل من بينهم أو تجد العريس المطلوب، لأن ببساطة كافة الرجال الموجودون هم متزوجين شرعًا ولعل البعض منهم لديه أبناء، وتتفاوت أعمارهم بين الـ 30 والـ 60 فيما فوق.
وزنِك ولون بشرتِك واستني دورك.. مكاتب الزواج الشرعي والعرفي نافذة لصائدي النساء والعلاقات
وهناك أخرون لن يقبلوا إلا بدخول الملتزمات مجموعاتهم، حيث يتم سرد أسئلة من نوعية: هل تحافظين على الصلوات، ما نوعية الحجاب، هل يوجد استعداد للنقاب وغيره.
أحد المكاتب عبر منصة فيسبوك، كان تابع لشيف مطعم يبلغ من العمر فقط 27 عاما، لكنه أفصح لـ القاهرة 24 كيف يتم الزواج لديه عرفي وشرعي، ففي أول اللقاء أكد أنه لا يقبل المال إلا إذا أراد المتقدم الدفع، فهو لا يقول مبلغ محدد، قائلًا: شوفي عاوزة تدفعي كام وادفعي.
وقال الشيف أحمد -اسم مستعار- أنه لا يملك مكتب بالمعنى الحرفي، ولكنه يساعد في تزويج الفتيات، حيث تقدمت إليه سيدة ترغب في إيجاد فارس أحلامها، ووعدها بأنه لديه كافة المواصفات المطلوبة، وبعد فترة وجيزة عاود الاتصال بها ليبلغها بالخبر السار وهو أنه وجد عريسًا لها، مضيفًا أنه قرر أن يتقمص دور العريس التي ترغب به السيدة التي لم تر هيئته من قبل وبالفعل تقدم لها، ولكنه لم يقدر على طلباتها.
علاقات وأموال يسعى لها أصحاب مكاتب للزواج الشرعي والعرفي
جاء ذلك في حين أن لديه رجال للزواج العرفي، إذا رغبت أي سيدة في ذلك، حيث قال إنه سبق وتزوج زواجًا عرفيًا لمدة 3 سنوات، ومن هنا جاءت إليه فكرة إنشاء صفحة الزواج الشرعي والعرفي، كما أنه لا يوجد لديه ما يمنع من الزواج بالسيدات المتقدمات إليه حتى لو كان زواجًا عرفيًا، مؤكدًا بأنه يكون غير رسمي لا يحتوي على أية حقوق، معقبا: لو حصل حمل وخد منك الورقة دي مشكلة كبيرة.
صاحب المكتب الذي يعمل في الحقيقة طاهي بمطعم، أكد أنه لا يملك مكتب ولا كشوفات لرجال يرغبن في الزواج إلا قليلًا، ولكن أي سيدة تتقدم له حتمًا سيجد لها طلبها سواء زواج شرعي أو عرفي، ولم ينته دوره عند ذلك الحد، بل ينسق المكان والزمان حتى يتمكن الثنائي من المقابلة بحضوره.
ومكتب آخر تم التواصل معه، ترك رسالة مثبتة لكافة الأرقام، وهي ضرورة دفع مبلغ 400 جنيه عبر خدمة الكاش، وإلا لن يتم نشر مواصفات العروس ليحصد سعيد أو سعيدة الحظ، فيسأل صاحب المكتب عن المواصفات الجسدية، الطول والوزن ولون البشرة، وغيرها من البيانات المطولة التي يتم نشرها عبر صفحة الزواج الشرعي، وبالطبع لم ينس السؤال عن أحوال السيدة المادية.
عشان نبقى واضحين العريس ليها هيكون مطلق أو أرمل، ومنقدرش نعرف هو كويس ولالا احنا مهمتنا بتنتهي عند توصيلكم ببعض.. تلك العبارة كانت الإجابة على انتقاء العريس المتقدم للزواج، حيث أوضح صاحب المكتب أنه يقبل كافة الشباب والشابات المتقدمين للزواج من مجهولين، بعد ذلك هم غير مسؤولين عما يحدث فيما بعد.
المبدأ الأساسي لكافة مدعين أنهم مالكين مكاتب الزواج هو كتابة المواصفات وانتظار الدور، حتى ولو كان هذا الدور عبارة عن وهم مروع يشكّله صاحب الصفحة حتى يقتنع المتقدم بأنه يبحث في الكشف عن الشريك بالفعل، ولكن أغلب الصفحات التي دخل القاهرة 24 عالمهم وجدها قائمة على اثنين المال أو أن صاحب المكتب هو العريس ويبحث عن عروس أو صائد للنساء.
وفي وقت سابق، قالت دار الإفتاء المصرية عبر بث مباشر على قناتها على موقع يوتيوب، والموقع الرسمي للدار أن هناك شروطًا حتى يكون الزواج صحيحًا، حيث أكد أمين الفتوى أنه لا يوجد شيء اسمه زواج عرفي، فالشرط الأول لصيغة الزواج الصحيح، هو أن يكون هناك زوجين وولي الزوجة ليقول للزوج زوجتك موكلتي على كتاب الله وسنة رسوله، والزوج يقول قبلت زواجها لنفسي بنفسي، تلك الصيغة المعروفة إلى أخرها، أو تقول الزوجة التي تكون هي الموجودة: زوجتك نفسي والزوج يقول قبل الزواج لأخر الصيغة.
والشرط الآخر أن يكون هناك مهرًا يعطيها العريس لعروسه، ولا يتضمن الزواج الموانع الشرعية، مثل أن تكون الزوجة شقيقته في الرضاعة وألا تكون متزوجة برجل آخر، وكذلك هو لا يكون متزوج بأربعة وهي الخامسة، وأيضًا ألا يكون متزوجًا بأختها.
الشهود هو ما أكدت عليه دار الإفتاء المصرية لإتمام الزواج الصحيح، يجب أن يكون هناك اثنين شهود عدول حاضرين وسامعين الزوجين بوضوح تام حتى يتم الشهادة على هذا العقد، وعليه يُعرف الجيران والأقارب والأهل، وأخيرًا يتم كتابة ورقة بما حدث تحسبًا لأي فساد قادم.