البلاك فرايدي.. لماذا تسوّدون أفضل أيام الله؟
عن جهل صارخ.. أو علم خفي.. بضمير متخاذل.. أو قلب مريض.. يقلد شبابنا الغرب تقليدًا أعمى.. دون وعي ينقلون.. ورغم المحاولات المستمرة والمستميتة للغرب لطمس الهوية العربية والإسلامية بأيدينا ننفذ ما يستهدفون.. في الملبس والمأكل والمشرب يستنسخون ما يبتدع الغرب ضاربين بعرض الحائط كل موروثات وتقاليد وعاداتنا الشرقية الأصيلة الأصلية.
يحزنني كل أسبوع حينما أسمعهم يتحدثون عن عروض "البلاك فرايدي" أو الجمعة السوداء، وكأن أفضل أيام الله تغير اسمه وجمال مضمونه ليرتبط بذلك الاسم الأسود والمضمون التافه، وكأن الإنسان خُلق ليأكل ويشرب ويبحث عن العروض.
منذ أيام أظهرت وزيرة داخلية ألمانيا في كأس العالم بقطر الدولة العربية الإسلامية نيتها السيئة بإظهار ارتدائها شارة الشواذ، ومثلها أومأ الفريق الألماني بحركة استعراضية تُظهر دعم الغرب للشواذ ونيتهم في نشر سياسة بغيضة ورسائل قذرة ونيات وقحة وإقحام السياسة في الرياضة رغم تشدقهم بشعارات زائفة ومبادئ مشوهة.
لم أستبعد يوما ما يحدث بين الحين والآخر من حركات هنا.. وعمليات هناك.. من تصريحات مسيئة في دولة أوروبية أو سياسة عنصرية لدولة استعمارية.. حينما أجمع خيوط التاريخ والحاضر.. لا يغيب الغرب المحتل المستعمر عن ذاكرتي.. وبغضه لشرقنا المسالم ووسطيتنا السمحة.. أكره استبداد آلته العسكرية وتحكماته الاقتصادية.. وأعي حجم محاولاته المستميتة لطمس كل ما تبقى لنا من هوية ونحن كما نحن اعتدنا الاستهلاك واعتدنا التقليد ولا جديد.
ألم يتذكر عالم أو ينبهنا مسؤول أو نتبنى حملة ضرورة مسح هذا الاسم "البلاك فرايدي" من الذاكرة المصرية والعربية ونظل نحذر حتى يعود الجمعة البيضاء أفضل أيام الله بأفضاله واسمه دون تسويد أو عروض للتجارة والبيع والشراء "إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله".
يبحث الجميع عادة عن عروض البلاك فرايدي لكنهم لا يعلمون أنه "الوايت فرايدي"، هو خيرُ يومٍ طَلعَتْ فيه الشَّمسُ ففيه خَلَقَ اللهُ آدَمَ، وفيه أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وفيه أُخرِجَ منها، ولا تقومُ السَّاعةُ إلَّا في يومِ الجُمُعة.
قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "أضلَّ اللهُ عنِ الجُمُعة مَن كان قَبْلَنا، فكانَ لليهودِ يومُ السَّبت، وكان للنَّصارى يومُ الأحد، فجاءَ اللهُ بنا فهَدَانا ليومِ الجُمُعة، فجَعَل الجُمُعة والسَّبتَ والأَحَد، وكذلك هم تبعٌ لنا يومَ القيامَةِ، نحنُ الآخِرونَ من أهلِ الدُّنيا، والأَوَّلونَ يومَ القِيامَةِ، المقضيُّ لهم قبلَ الخلائقِ".
وعن فضائل يوم الجمعة، قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: إنّ للجمعة حقًّا فإياك أن تضيّع حرمته أو تقصر في شيء من عبادة الله والتقرّب إليه بالعمل الصّالح وترك المحارم كلّها، وقال النّبيّ "صلى الله عليه وآلة وسلم: إنّ ليلة الجمعة ونهارها أربع وعشرون ساعة، لله عزّ وجلّ في كلّ ساعة ستمائة ألف عتيق من النّار.
لـ الجمعة البيضاء، أو الوايت فرايدي، فضائل وأعمال مستحبة قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره، ومن قرأها أنار الله له ما بين الجمعتين ويستحب يوم الجمعة الإكثار من الصلاة على النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، وأيضًا التبكير في الخروج إلى صلاة الجمعة، فكلّما بكّر المسلم في الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة بقصد أداء الصلاة، تضاعف أجره.