الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

الذكاء العاطفي

الأربعاء 14/ديسمبر/2022 - 06:35 م

الذكاء هي صفة بشرية يتصف بها الإنسان الذي له القدرة على التفكير والإبداع والتحصيل، وهناك الذكاء العاطفي الذي يستخدم في فهم الذات والآخرين، فالذكاء العاطفي هو القدرة على معرفة وفهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، فعند ملاحظة الآخرين نستطيع السيطرة عليهم؛ وللسيطرة على الطرف الآخر يجب معرفة مشاعره وقراءة أفكاره.

العقل والعاطفة 

العلاقة ما بين العقل "التفكير" والعاطفة ملتبس عند الكثير من الناس إلى حد كبير جدا، فهم يعتقدون أن التفكير الجيد لا يستقيم إلاّ بغياب العاطفة، فالعاطفة والعقل يقومان معًا في تناغم دقيق في قيادة حياتنا، العاطفة تغذي وتزود عمليات العقل بالمعلومات بينما يعمل العقل على تنقية مدخلات العاطفة وأحيانًا يعترض عليها، والمشاعر ضرورية للتفكير والتفكير مهم للمشاعر، لكن إذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن يسود الموقف العاطفة.
نحن البشر في دماغنا عقلان (العاطفي – المنطقي) عقل يفكر وعقل يشعر ووجودهم معا لخلق التوان في قرارتنا، ومن الذكاء الاجتماعي القدرة على التصرف الحكيم في العلاقات الإنسانية حيث فهم الإنسان لنفسه وللآخرين وقدرته على استخدام وتوظيف هذا الفهم يعد أحد أنواع الذكاء العاطفي فليس كل الناس يمتلكونه فالكثير من الناس يتفاوتون في دقة معرفة العواطف التي يشعرون بها أو التعرف على عواطف الآخرين، وكذلك في القدرة على حل المشكلات المتعلقة بالعواطف فكلما كان هناك معرفة بعواطف ومشاعر الآخرين كان لدينا القدرة في التحكم بالآخرين.

جوهر الذكاء العاطفي هو الإحساس بالآخرين والتعاطف معهم فكلما كان الفرد على وعي بعواطفه وانفعالاته كان أكثر مهارة على قراءة المشاعر، فالفشل في إدراك مشاعر الآخرين، هو نقطة عجز أساسية في الذكاء العاطفي.

 

ما أهمية الذكاء العاطفي؟

جميعنا نعلم أنّ الأشخاص الأذكى ليسوا هم بالضرورة الأكثر نجاحًا، فلعلّك قابلت أشخاصًا متفوّقين أكاديميًا لكنّهم غير مؤهلين اجتماعيًا وغير ناجحين في علاقاتهم أو وظائفهم.. الذكاء العلمي أو الـ IQ اختصارًا ليس العامل الوحيد لتحقيق النجاح في الحياة، صحيح أنّه قد يساعدك على الالتحاق بالجامعة ودراسة تخصص صعب للغاية، لكنّه قد لا يضمن لك النجاح في الوظيفة أو في علاقاتك مع زملائك ورؤسائك في العمل لاحقًا، ولن يساعدك على السيطرة على توتّرك وخوفك خلال الامتحانات أو المقابلات الوظيفية، في الواقع الذكاء العاطفي أو الـ EQ هو الذي سيتكفّل بذلك بمعنى آخر يعمل كلّ من الذكاء العاطفي والعلمي معًا بشكل متوازن لتحقيق النجاح لك.

العلاقة بين الذكاء العاطفي واتخاذ القرار


تظهر بعض الهواجس في أثناء عملية اتخاذ القرار الإداري على سبيل المثال، التي ممكن أن تعيق اتخاذه؛ من بين هذه الهواجس أن يكون اتخاذ القرار ما بين الواجب والعاطفة، حيث يجد متخذ القرار نفسه أمام بديل واجب، لا يحابي ولكنه قد يؤذي أخا أو زميلا، مما يشق عليه اتخاذ قرار مقتنع به، فأحيانا يتجه إلى عدم اتخاذ القرار أو إلى اتخاذ قرار عاطفيا أو امتنع عن اتخاذ القرار وترك مكانه لأخر؛ وأحيانا التردد وعدم الثبات في اتخاذ القرار، سببه عدم ثبوت القائد على قرار اتخذه أمام أي صعوبة تعرض لها، أو أن هذا النمط يدفعه للتردد في اتخاذ القرار، ولابد من الإشارة إلى أصول وشروط العودة عن القرار المتخذ قبل حصول الموقف التراجعي والانهزامي، فيجب أن لا يكون متخذ القرار مترددا إلا إذا كانت هناك مبررات موضوعية تسمح له بالعودة عن رأي اتخذه، وأن لايعاند ويكابر إذا ما كانت ظروفٍ تفرض عليه العدول عن قراره، وهنا يصبح القرار ما بين نسبيته ومرونة متخذه؛ وأحيانا يكون متخذ القرار ما بين توافر المعرفة العملية الموضوعية للقائد مما يتيح له حيثيات القرار ومستلزماته من ناحية، وما بين معرفة الذات ومعرفة ذوات الآخرين وما يترتب عن هذه العناصر البشرية من عواقب من جهة أخرى، ولهذا يتعثر اتخاذ القرار أحيانا.

كيفية تنمية الذكاء العاطفي 


- كن مستمع جيد للآخرين
طور مهارات الاستماع، حيث يستمع الأشخاص الأذكياء عاطفيًا خلال المحادثات والحوارات بهدف فهم ما يقوله المتحدّث وليس لمجرّد انتظار دورهم في الكلام، حتى تتمكّن من تنمية مهارات الذكاء العاطفي لديك، ابدأ بتدريب نفسك على مهارات الاستماع الحقيقية، والسعي لفهم ما يقوله الآخرون والانتباه إلى لغة جسدهم، حيث أنّ ذلك سيمنع سوء الفهم ويسمح لك بالاستجابة بشكل صحيح.

- كن اجتماعيا وودودا 
احرص على أن تكون ودودًا مع الآخرين وأن تطوّر ذكاءك الاجتماعي ومهاراتك في التواصل الفعّال.

- تعاطف مع الآخرين 
الأذكياء عاطفيًا يتمتّعون بتعاطف كبير مع الغير نظرًا لأنهم يفهمون مشاعرهم جيدًا، ليس عليك أن تتظاهر بالتعاطف، أو أن تتصنّع الشعور به فذلك لن يفيد، وإنّما ابذل جهدك ودرّب نفسك لرؤية الأمور من منظور الطرف الآخر.
- تقبل الانتقاد
يعتبر تقبّل الانتقاد بروح رياضية جانبًا مهمًّا من جوانب الذكاء العاطفي، بدلًا من أن تشعر بالضيق والإهانة أو الغضب حينما تتلقى انتقادًا من أحدهم، ابدأ بتدريب نفسك على تقبّله بروح رياضية.. حاول بداية فهم مصدر هذا الانتقاد وسببه، وتأثيره على أدائك وأداء من حولك، ثمّ فكّر في طريقة للاستفادة منه في تحسين أدائك أو تغيير سلوكك بشكل إيجابي.
- حافظ على سلوكك الإيجابي 
لا تقلّل أبدًا من قوّة السلوك الإيجابي.. فالمشاعر السلبية معدية وقد تنتقل إليك بسهولة، لذا عليك أن تكون واعيًا دومًا بما يشعر به الآخرون من حولك، وتضبط مشاعرك ووعيك وفقًا لذلك، حينما تتعلّم كيفية السيطرة على مشاعرك السلبية، وكيفية رؤية الحياة بطريقة إيجابية.
- كن متحفزا 
لا تنتظر التشجيع من الآخرين، ولا تعتمد على التحفيز الخارجي لتحقّق أهدافك وطموحاتك.. فالذكي عاطفيًا من يستطيع تحفيز نفسه بنفسه دون الحاجة لأيّ عوامل خارجية تحقّق له ذلك.

- كن حازما 
استخدم أسلوبا حازما في التواصل يقطعُ التواصل الحازم شوطًا طويلًا نحو كسب الاحترام دون أن يظهر على الشخص أنه عدواني جدًا أو سلبي جدًا.. احرص دومًا على إيصال آرائك واحتياجاتك للآخرين بحزم وبطريقة مباشرة مع الحفاظ على احترامك لهم.


أهم الكتب في الذكاء العاطفي:

- دانيال جولمان كتاب الذكاء العاطفي 
- العلاقة بين الذكاء العاطفي وضغوط العمل بحث علمي كلية سياحة وفنادق جامعة السادات.
- كتاب الذكاء العاطفي تأليف: دانييل جولمان ترجمة: ليلـى الجبالي

تابع مواقعنا