شيخ الأزهر: الإسلام حرم الاحتكار لما يسببه من ظلم وعنت وغلاء وبلاء
قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن الإسلام حرم الاحتكار، وذلك لما فيه من تضييق على عباد الله ولما يسببه من ظلم وعنت وغلاء وبلاء.
شيخ الأزهر: الإسلام حرم الاحتكار لأنه مخل بمقتضيات الإيمان بالله
وأضاف شيخ الأزهر، خلال مقطع فيديو قديم أعادت صفحة الأزهر الشريف على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك نشره قائلا: حرم الإسلام الاحتكار، وذلك لما فيه من تضييق على عباد الله ولما يسببه من ظلم وعنت وغلاء وبلاء، ولما فيه أيضا من إهدار لحرية التجارة والصناعة وسدًا لمنافذ العمل وابواب الرزق أمام الآخرين.
وتابع شيخ الأزهر: وإذا تساءل المشاهد عن المقصود بالاحتكار والعلة في حرمته، أقول الاحتكار هو الامتناع عن بيع سلعة أو منفعة حتى يرتفع سعرها ارتفاعا غير معتاد، مع شدة الحاجة إليه، وهو محرم شرع؛ لأنه نوع من أكل أموال الناس بالباطل، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ، وقال صلى الله عليه وسلم: لا يحتكر إلا خاطئ.
وواصل شيخ الأزهر: كما أن الاحتكار مخل بمقتضيات الإيمان بالله، لقوله صلى الله عليه وسلم: منِ احتَكرَ طعامًا أربعينَ ليلةً فقد برِئَ منَ اللَّهِ وبرِئَ اللَّهُ منهُ، وقوله: وأيما أهلِ عرصةٍ بات فيهم امرئٌ جائعٌ فقد برئت منهم ذِمَّةُ اللهِ.
واستطرد شيخ الأزهر: وإذا كانت العلة في حرمة الاحتكار هي الإضرار بالناس فكل ما يترتب على احتكاره إضرار بهم فهو محرم، سواء كان الاحتكار لطعام أو غيره؛ لأن حاجه الناس قد لا تتعلق بالطعام فقط بل تشتد حاجتهم إلى كساء ودواء ومأوى ونحو ذلك.
وأردف شيخ الأزهر: وعلى الجانب الآخر نجد أن الإسلام قد أعطي للدولة الحق في التدخل المباشر لمواجهة أزمة الاحتكار المضرة بالمجتمع ولإجبار التجار على البيع بثمن المثل؛ لأن مصلحة الناس لا تتم إلا بذلك، ذلكم أن الاحتكار في حقيقة الأمر ليس إلا مجموعة من الرذائل الخلقية والمخالفات الشرعية، ففيه رذيلة ظلم وفيه رذيلة أكل أموال الناس بالباطل وفيه رذيلة السحت وفيه رذيلة الباطل بكل شُعبه إلى آخر هذه المآسي الأخلاقية والمخالفات الشرعية.