حرائق النخيل أزمة تهدد قلعة التمور المصرية بالوادي الجديد | صور
تعد ظاهرة حرائق النخيل واحدة من أسوأ المشكلات، وأصعب التحديات التي تواجهها محافظة الوادي الجديد خلال الوقت الراهن، خاصة أن المحافظة تعد من أكبر المناطق إنتاجًا للتمور في مصر وإفريقيا، حيث يبلغ تعداد النخيل بها حوالى 3 ملايين نخلة بطاقة إنتاجية تتخطى 120 ألف طن سنويًا، أغلبهم من صنف النخيل السيوي الذي يتم تصديره لعدد كبير من الدول العربية والأجنبية، وبالرغم من ذلك تواجه المحافظة أزمة كبيرة في حرائق النخيل التي تلتهم سنويًا عشرات الأفدنة المنزرعة بالمئات من أشجار النخيل، مما يؤثر على الإنتاجية السنوية وعلى سوق التمور كل عام.
كثرة حرائق النخيل بسبب المخلفات الزراعية
وتكثر حرائق النخيل خلال هذه الفترة من العام وذلك بالتزامن مع قيام المزارعين بتنظيف مزارع وحقول النخيل الخاصة بهم حيث يلجا المزارعين الى حرق الجريد والمخلفات الزراعية داخل المزارع بدلا من نقلها للخارج والتخلص منها خارج الكتلة الزراعية والسكنية وذلك بسبب الاهمال او عدم رغبة المزارعين فى تحمل نفقات اضافية خاصة بعملية نقل المخلفات الزراعية الى خارج المزارع لذلك يلجا اغلب المزارعين الى حرق الجريد والمخلفات الامر الذي يتسبب فى كارثة كبيرة تطال الاخضر واليابس وذلك عندما تنتقل السنة اللهب الى النخيل المجاور لها وزراعات الاخرى والكتل السكنية.
تقلص الرقعة الزراعية للنخيل في الوادى الجديد
محمد عطيه عضو نقابة الفلاحين ونقيب الفلاحين الأسبق بالوادي الجديد أكد أن عدم وعى المزارعين وعدم التخلص الآمن من مخلفات النخيل أدى إلى تقليص الرقعة الزراعية الخاصة بأشجار النخيل ودمار عشرات الأفدنة التي كانت يومًا ما مزروعة بأشجار النخيل المثمر، مشيرا إلى ان تكلفة زراعة النخيل في الوقت الحالي مرتفعة للغاية، كما أن النخلة تستغرق من 4 لـ 6 سنوات حتى تستطيع انتاج ثمارها وهى مدة طويلة للغاية مشيرا إلى أن هناك الكثير من المزارعين المهملين لا يضعون في الحسبان أنهم بقيامهم بهذه الأمور يتسببون في بكارثة كبيرة، لافتا أن سيارات الإطفاء شبه يوميًا تقوم بإخماد حرائق كبيرة في مزارع النخيل بسبب الإهمال والرعونة.
الحرائق تلتهم الآلاف من أشجار النخيل
وأضاف عطية أن حرائق النخيل من أشد وأصعب الحرائق لأن النخيل سريعة الاشتعال ومرتفع للغاية، وكثيف العراجين ويواجه رجال الحماية المدنية والإطفاء صعوبة بالغة في المرور أسفله وهو مشتعل، فضلًا على أن النيران عندما تنشب به تنتقل بسرعة بسبب الرياح، وتلاصق النخيل ببعضه البعض، كما أن عملية إخماد الحريق نفسه يستغرق وقتا ومجهودا شاقا، لافتا إلى أن محافظة الوادي الجديد في شهر يوليه الماضي، شهدت نشوب حريق بـ 20 فدانا بقرية الراشدة بمركز الداخلة، تسبب في تفحم عدد كبير من النخيل، وأسفر عن إصابة شخصين باختناق إثر الأدخنة المنبعثة من الحريق.
كما شهدت نفس القرية منذ أربع سنوات حريقا كبيرا امتد على مساحة 60 فدان نخيل، واقترب من المناطق السكنية والتهم حوالى 5 آلاف نخلة دفعة واحدة، وتسبب في خسارة كبيرة، حيث استمر الحريق لأكثر من 16 ساعة متواصلة، تم خلاله الاستعانة بطائرات إطفاء.
غرامات مالية مغلظة على مشعلي حرائق النخيل
أكد الدكتور مجد المرسي وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد أن المحافظة وضعت خطة وعقوبات رادعة للحد من ظاهرة حرائق النخيل مشيرا الى انه تم صياغة اتفاق مبدئي مع المسئولين لتغليظ العقوبة للمخالفين لتكون اكثر من 500 جنية بدلا من 50 جنيها لردع المخالفين، كما تم التنسيق مع وزارة البيئة لإقامة وحدات لتدوير المخلفات الزراعية ومنها مخلفات النخيل الى جانب تشغيل مصنع تدوير المخلفات بالخارجة.
حملات للتخلص الآمن من المخلفات الزراعية
كما اكد ان محافظ الوادي الجديد شدد على تكثيف حملات التخلص الآمن من المخلفات الزراعية، للحد من انتشار حرائق مزارع النخيل، وذلك حفاظًا على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة وترشيد جهود الحماية المدنية، و بدء حملة لجمع المخلفات من الأماكن المخصصة للتجميع بالمدن والمراكز لنقلها وإعادة تدويرها بالتنسيق مع جمعيات تنمية المجتمع المحلي، والتي تم مدها بالات ومعدات فرم للتخلص من المخلفات الزراعية
